يقول نزار قباني في تعريفه المختلف الشهير للحب:
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ..
لكنه الإبحارُ دون سفينةٍ
وشعورُنا أن الوصولَ محالُ!
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاه المطبقاتِ سؤالُ!
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كرومٌ حوله وغِلالُ!
هو هذه الكفُّ التي تغتالنا
ونُقَبِّلُ الكفَّ التي تغتالُ!
ولن تجد أصدق تجسيداً لهذا التعريف النزاري من تجربة الفنانة الكويتية، أو العراقية، أو الخليجية، أو... الإنسانة وحسب/ رباب، التي رحلت من الفانية إلى الباقية يوم الخميس 1/7/2010 في الشارقة الإماراتية، وقد ولدت في البصرة 1955م، وانتقلت أسرتها للكويت وهي في شهرها السادس، وظلت تتنفس الكويت صوتاً طربياً، فيه بقيةٌ من نهَّامٍ كسير، يحفر في أعماق الشجن اللذيذ، مع عبدالكريم عبدالقادر، إلى أن مثلتها في مهرجان قرطاج/ تونس 1990 ومنها إلى أمريكا للعلاج من علل قلبها المزمنة، قبل شهرين فقط، من نشوب مخالب الغدر القذرة في خاصرة الكويت، التي لن يكفي الكويتيين عمرنوحٍ لتجاوز آثارها المدمرة! لتجد رباب نفسها لدى عودتها مطعونةً في وطنيتها، مشكوكاً في ولائها لأرضٍ لم تكتحل عينها بغير ترابها، ومِمَّن؟ من الكويت نفسها، ولم تشفع لها: يا كويت يا دانة/ اش كثر أحبك آنا، التي هي أول أغنية للكويت في أثناء الغزو؛ حسب تصريحها في اللقاء الذي أجراه معها المتألق/ علي العلياني في روتانا خليجية، قبل عام تقريباً، وطالب فيه بصوت متهدِّج أن تطوى تلك الصفحة المريرة، ولكن رباب كشفت بصوتٍ أكثر تهدجاً أن الكويت جددت منعها من دخولها، رغم أنها أقسمت مراراتٍ عديدة أنها لم ترض أن يمسسها أحدٌ بسوءٍ في حضورها! ولكن الفنان راشد الماجد، هرَّبها بصوته إلى مهرجان هلا فبراير عبر أغنيتها الشهيرة/ اجرح!
وفي لقاءٍ سابق، أجرته المتألقة الأخرى/ لجين العمران، ولصالح روتانا أيضاً ـ قبل انتقالها لـmbc ـ استعرضت نهِّامة الغربة/ رباب دروع التكريم التي حظيت بها في كل الوطن العربي، ولكنها لم تستطع كتمان تآكل أعماقها من ظلم ذوي القربى، وهي تتمنى أن تعود للكويت/ حبها النزاري الذي جسده موتها أخيراً:
هو هذه الأزماتُ تسحقنا معاً
فنموتُ نحنُ وتُزهرُ الآمالُ!
ولكي تزهر الآمال لا بد أن يفتح الكويتيون الأحرار ملفها من جديد، في محاكمةٍ علنية تكشف بالدليل الدامغ براءتها إو إدانتها بكل ما ذكره نزار أعلاه! وهل يمكن أن تتهم فنانة بحجم رباب بغير الحب؟!!