تساؤلات وحالات من الدهشة والذهول باتت تسيطر على أهالي جدة، بعد أن تحولت مدينتهم في وقت وجيز إلى ورشة عمل ضخمة, بسبب مشاريع تنموية تطويرية كبرى تشهدها في مختلف أحيائها وشوارعها.
ومع نوع مختلف من المشروعات، بدأت فرق العمل تنفيذ قطار الحرمين الذي يختصر المسافات ويخترقها باتجاهين، الأول من الشرق نحو الغرب باتجاه محطته الرئيسة في قلب المطار القديم، مرورا بأحياء الصواعد وقويزة والسليمانية، ثم ينطلق ثانيا باتجاه الشمال حتى صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز، قبل أن يغادرها المسار باتجاه المدينة المنورة شمالا. وبحسب أحد المشرفين الميدانيين للمشروع، فإن القطار عبارة عن خط سكة حديدية كهربائية، تربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة بطول 480 كيلو مترا.
فيما تحولت مدينة جدة إلى ورشة عمل مستمرة، لقاء مشاريع تطويرية كبرى بمختلف أحيائها وشوارعها، يقودها فريق متخصص، وتشرف على تنفيذها شركة أيكوم العالمية، ويراقبها ميدانيا قائد فريق التطوير، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، فإن جدة على موعد مع تطوير جديد، من نوع مختلف هذه المرة، يتمثل في قطار الحرمين الذي يخترقها باتجاهين.
معدات فتح طرق مسار طريق قطار الحرمين داخل جدة باشرت مهامها، وسط رقابة متفائلة من قبل المواطنين، الذين ما فتئوا يراقبون كل مشروع يهدف إلى تطوير مدينتهم.
مسار قطار الحرمين يخترق جدة أولا من الشرق نحو الغرب باتجاه محطته الرئيسة في قلب المطار القديم، مرورا بأحياء الصواعد وقويزة والسليمانية، ثم ينطلق مرة أخرى باتجاه الشمال حتى صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز، قبل أن يغادرها المسار باتجاه المدينة المنورة شمالا.
وبحسب أحد المشرفين الميدانيين بموقع العمل في قلب جدة، فإن مشروع القطار السريع هو عبارة عن خط سكة حديدية كهربائية، تربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة بطول 480 كيلو مترا، وستبنى في المرحلة الأولى من المشروع أربع محطات ركاب، منها محطة في مكة المكرمة، ومحطتان في مدينة جدة، الأولى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والثانية في وسط المحافظة، ومحطة رابعة في المدينة المنورة. وقال إن الخط سيربط كلاً من جدة ومكة المكرمة بخط مزدوج طوله 78 كيلو مترا، يختصر المسافة بين المدينتين إلى أقل من نصف ساعة، في حين يبلغ طول الخط الذي سيربط بين جدة والمدينة المنورة 410 كيلو مترات، ويختصر المسافة إلى ساعتين ونصف الساعة، وتتجاوز سرعته 300 كيلومتر في الساعة.
3 سنوات للإنجاز
وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري كان قد أوضح لـالوطن في موسم الحج الماضي، أن القطار سيبدأ بعد ثلاث سنوات من الآن في إيصال حجاج ومعتمري وزوار الحرمين الشريفين من مطار جدة الجديد إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة. وأضاف أن الوزارة أنهت نحو 90% من نزع العقارات التي تعترض مشروع القطار، وبدأت في تسليم التعويضات لأصحابها، مؤكدا أن القطار المزمع إنشاؤه سيكون كهربائياً وتبلغ سرعته 300 كيلو متر في الساعة.
وأفاد أن وزارته بصدد تجهيز عقد المرحلة الثالثة من مراحل إنشاء القطار، وهي مرحلة صناعة القطارات والقضبان الحديدية وكهربة الطريق والاتصالات، وذلك بعد فوز تحالف سعودي- إسباني بتنفيذ المشروع.
وأشار إلى أنه سيبدأ العمل في المرحلة الثالثة فور توقيع العقد بين الوزارة والشركة الفائزة بالتنفيذ، وأن المرحلة الثانية المتمثلة في بناء المحطات البالغ عددها خمس محطات سلمت لمقاولين، ويجري العمل حالياً في أربع منها في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فيما أجلت المحطة الخامسة لتنشأ ضمن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد.
مرحلة التنفيذ
تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع يتمثل في أعمال إنشاء البنية التحتية والأعمال المدنية، التي سينفذ فيها قطع وحفر وبناء مسار القطار من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بمدينة جدة، وتنفذها شركة ائتلاف الراجحي حاليا.
أما أعمال المرحلة الثانية من المشروع، فتشمل توريد وتركيب القضبان الحديدية وما يتبع ذلك من أنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد القطارات وما يتبعها من معدات الصيانة، إضافة إلى تشغيل وصيانة المشروع لمدة 12 سنة, حيث اتفق مؤخرا بين خبراء ومسؤولين من وزارة النقل وصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية ومستشارين دوليين وائتلاف الشعلة الإسباني على جميع النقاط كوثيقة عمل للمرحلة الثانية من المشروع، ومن أهمها تنفيذ المشروع بمبلغ 30 مليارا، و 815 مليون ريال, وتأمين 35 قطارا مع كل قطار 13 عربة منها عربة للدرجة الأولى، وأخرى للمطاعم مزودة بمرافق صحية.
خدمات القطار
قطار الحرمين سيحقق فوائد كبيرة لحجاج بيت الله الحرام والزوار، حيث سيمكنهم من التنقل بين المدينتين المقدستين في وقت قياسي بعد اكتمال عناصر المشروع. ويشير القائمون على المشروع إلى أن الزوار يمكنهم التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في وقت لا يتجاوز ساعتين، علاوة على مساهمته في خفض الحركة على الطرقات البرية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وخصوصا أيام موسم الحج.
وأكدوا أن هذا المشروع سيحقق نقلة نوعية وحضارية في وسائل النقل داخل المملكة، وسيسهم في خدمة سكان المدن، التي يمر فيها، عبر تيسير خدمات نقل سريعة وآمنة بين تلك المدن.