كل الأندية تعاني خواء في الخزائن.. وكلها تشتكي ضيق ذات اليد.. وكلها لديها مستحقات متأخرة، والتزامات لم تسدد.. ودائنون يترقبون انتعاشتها لعلهم يحصلون على بعض ما لهم..
وكل الأندية عسكرت في الخارج.. ومعظمهما عاد أو يعود خلال ساعات إلى أرض الوطن بطائرات خاصة..
وكلها تبرم صفقات محلية وخارجية من ذوات الأصفار الستة.. وتسابق الزمن لإغلاق ملفات الأجانب الأربعة قبيل إقفال باب فترة التسجيل الصيفية، وقبيل إطلاق صافرة انطلاقة الموسم الكروي الجديد..
ما بين هذه (الكل) وتلك.. ثمة تناقض بالغ الغرابة.. إذ كيف يستقيم أن تكون كل هذه الأندية في حالة ضيق وحرج مادي شديد، وكيف تتصرف كمن يعيش بحبوحة ورغداً غير مقلقين؟!!
أفهم أن الديون تجدول، وأن أولويات السداد يتم ترتيبها وفقاً للمقتضيات والإيرادات.. لكن ما لا أفهمه أن تعزف معظمها تقريباً، على وتر الحاجة والاستجداء المتواصل، حتى باتت عبارة نناشد أعضاء الشرف دعم النادي أكثر العبارات التي تتردد على صدر صفحاتنا، وفي معظم الأحاديث التلفزيونية التي نسمعها..
المسألة، أولاً وأخيراً، تكمن في حسن الإدارة، ونجاعة التصرف، وتجاهل مبدأ دأب عليه كثير منذ سنوات طويلة دون تغيير، مبدأ يقول اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب.. وكأن السماء ستمطر ذهباً على حين غرة.