نستقبل شهر رمضان الكريم وكأن الزمن فاجأنا به.. الأيام تتسارع بتسارع الأحداث حولنا، وكأننا نعيش مشهدا يعرض علينا ونحن متسمرون شاخصة أبصارنا أمام شاشة عرض كونية عملاقة نرقب تتالي الأحداث بها لنفاجأ بأن عاما مضى من رمضان إلى رمضان، هناك الأحداث الدامية في سورية ما زالت تسقي الأرض من دماء شهداء يتساقطون واحدا تلو الآخر.. وإرباك في العالم كله وضجيج بسبب حالة الغرب الاقتصادية وتبعاتها، إلى انتخابات عربية وتشنجات وهتافات.
نسأل الله تعالى لجميع المسلمين صيام رمضان وقيامه، وأن يكون قدومه خلاصا من الذنوب ورحمة خاصة وعامة، وأن يديم علينا الأمن والسلام ويعين المسؤولين عن خدمة المعتمرين في هذه الأيام شديدة الحرارة.
لعل أهم ما تمت ملاحظته في هذه الفترة هو بداية ارتفاع الأسعار التي يدعون أن بها تخفيضات فمثلا المواد الغذائية بعضها اقتربت نهاية صلاحيته بل إن أحد المتاجر الكبرى بالرياض تم التشهير به لبيعه مواد غذائية منتهية الصلاحية. وأستغرب من هؤلاء التجار لماذا ـ في شهر الرحمة ـ يتعمدون رفع الأسعار بلا خوف أو ردع من ضمير، لذا أتمنى مستقبلا إحداث إدارة لمراقبة الأسعار خاصة في رمضان ولتكن من هيئة الأمر بالمعروف وهذه هي إحدى مهام الحسبة شرعا وهو الأصل في الاحتساب، لما لغلاء أسعار الغذاء من ضرر على المواطن وأيضا وضع تنظيم لمراقبة الأسعار في محلات التموينات داخل الأحياء، أما البلديات وحماية المستهلك فتكون مراقبتهم لكل المجمعات والتموينات الكبيرة بحملات منظمة لمراقبة الأسعار في شهر رمضان خاصة وهناك بعض من تجار المواد الغذائية لا يخاف الله ولا يخجل من هذا الارتفاع المبالغ به، فصاحب الدخل المتوسط يعاني في الأيام العادية فكيف في رمضان، وكأن شهر رمضان الكريم مرتبط بالغلاء.
مؤكد أن من يرفع الأسعار في هذا الشهر يقصد الربح، وهو ربح غير مبارك مع الأسف، لكن التساهل في عدم متابعة الأسواق وقطاع التغذية خاصة أدى إلى هذا الغلاء.
رمضان شهر الغفران والصدقات وهو شهر كريم فلا تفسدوا فرحة قدوم هذا الزائر باستغلال حاجة المواطن واتقوا الله.. ورمضان كريم.