مكة المكرمة: خالد الرحيلي

في ظل ما يتم تناقله عن التقاط صور تنتهك خصوصية الأسر

هواجس السيدات وخوفهن ينتقل من قصور الأفراح إلى منازلهن، حيث أبدى عدد من السيدات مخاوفهن من العاملات المخالفات اللاتي استعن بهن في خدمة المنزل واللاتي يقتنين جوالات ذات كاميرا حيث يخشين من أن يصورنهن أو يصورن أطفالهن. فالعبارة المشهورة على كروت الأفراح الرجاء عدم اصطحاب جوال ذي كاميرا أصبحت عبارة تؤمن بها سيدات في ظل انتشار الجوال ذي الكاميرا بين أيدي الخادمات المنزليات وبكثرة.
تقول منال أحمد إن العاملات المنزليات اللاتي استعنت بهن في خدمة المنزل اكتشفت أن لديهن جوالات ذات كاميرا، وذات مرة أحببت أن أقطع الشك باليقين فتعمدت أن أفتش في جوالها واطلع على محتويات الأستوديو وما تخفيه من صور وصعقت أنها قد صورت أبنائي دون علمي، كما أنها التقطت لنفسها صورا في غرفة جلوس النساء، وعندما واجهتها بهذه الصور وكيف ومن صورها وهي جالسة على الكنب قالت إن جهازها يصور من تلقاء نفسه، وهي مقولة لم أقتنع بها وأخشى أن تكون قد أدخلت أحدا إلى منزلي في غيابي أثناء الدوام، فقررت أن أستغني عنها بعد أن حذفت تلك الصور من جهازها.
سلمى الصالح تقول كوني معلمة أغيب عن المنزل في الفترة الصباحية وعندما دار حديث ذات مرة بين زميلاتي حول إمكانية تصوير العاملة بجوالها لمن تسكن معهم، وأنهن يمكن أن ينشرن تلك الصور أخذت أتوجس خيفة من تلك الحقيقة فأخذت جوال العاملة وتفحصته فوجدت فيه صورا لها بمنزلي بالإضافة الى تصوير فيديو للقطات من جهاز التلفزيون لبعض المسلسلات والأفلام وصور لطفلي الصغير وبعض الملابس، وعلى الرغم من أنها عاملة طيبة إلا أن تلك الصور أخافتني منها في ظل انتشار أقاويل حول سوء أخلاقيات العاملات غير النظاميات وأنهن مجهولات الهوية ولا نعلم أين يختفين إن هربن مما زاد من توجسي خيفة منهن وبالتالي أصررت على ألا تدخل بيتي عاملة معها جوال ذو كاميرا مهما يكن الأمر. تقول أم فارس: يبدو أن العاملات لا يقدرن خصوصية المنازل التي يعملن فيها، حيث أحضرت عاملة ذات مرة ولديها جوال قديم الإصدار والموديل ولكنني فوجئت بأن لديها جوالا حديثا به كاميرا 8 ميجابيكسل ذات جودة عالية وذلك بعد أن رن الجوال وسمعت النغمة منه ذات الطابع الغنائي فعرفت أنها غيرت جوالها، وبعد مواجهتها بذلك قالت هذا حقي. تقول أم فارس لكنني أتساءل كيف وصل لها هذا الجوال الجديد وهي لم تخرج من منزلي؟ وما أخشاه هو أنها تصورنا خصوصا أن الجوال دوما في يدها. هديل سالم تقول: فعلا لابدّ من مراقبة جوال العاملة، خصوصا أنها ليست على كفالتنا، كما أنها تذهب إلى منزل يجتمع به كثير من بني جلدتها وأخشى أن يطلعن على بعض الصور، ولكن ذات مرة فتشت جوالها ووجدت فيه كثيرا من صور النساء وفي أوضاع غير مقبولة، بعضها لصديقاتها، وقلت لها من هولاء؟ قالت صديقاتي يسكن معي في المنزل. قلت لها: لماذا تلتقطين هذه الصور وبهذه الملابس إذن؟. قالت ما يعنيكي. حينها أخبرت زوجي بضرورة أن تغادر المنزل فورا، خصوصا أنها أخذت ملابس خاصة بي ذات مرة، وجدتها في حقيبتها.
من جهتها قالت الأخصائية الاجتماعية بالشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة حفصة شعيب إن المشكلة مركبة، كون العاملة غير نظامية فإن أي سلوك غير مقبول منها يحرم مشغليها من مقاضاتها والمطالبة بحقهم في انتهاك حقوق الأسرة وتضررها من جراء تصوير أحد أفراد الأسرة على حين غفلة مثلا، أما إن كانت العاملة نظامية فالأفضل أن يعمل لها جدول محدد للاتصال بأهلها عبر الهاتف الثابت وتحت إشراف سيدة المنزل لضمان إعطائهن حقوقهن في التواصل مع أهليهن فقط، أما وجود جوال خاص بهن فإن هذا يدعوهن للتنسيق مع آخرين من خارج الأسرة وقد يترتب عليه ضرر على الأسرة، خصوصا إن وجدت العاملة من يغرر بها من خلال توفير عمل بديل براتب أعلى من الذي تتقاضاه من الأسرة أو تعمل على سرقة المنزل تحت إغراء من الطرف الآخر على الجوال، وهذا يساعدها فيه توفر وسيلة الاتصال معه بشكل دائم، خصوصا في أوقات عدم وجود أفراد الأسرة داخل المنزل.
وتنصح شعيب السيدات بالاشتراط على العاملة عدم اصطحاب جوال ذي كاميرا معها إطلاقا أو بدون كاميرا أيضا، ولا سيما أننا نسمع من سيدات أن هناك خوفا من أن تلك الصور يمكن أن تستغل في أعمال السحر والشعوذة لإلحاق الضرر بإفراد الأسرة. وتقول حفصة شعيب: من القصص التي اطلعنا عليها أن العاملة كانت تتواصل مع الخياط بمشغل مجاور حيث استضافته في منزل من تعمل لديهم وكان هو من يصورها في أماكن مختلفة في المنزل وذلك بعد أن واجه أهل المنزل العاملة بتلك الصور.