الخبر: نورة الهاجري

عميلاته لا يمتلكن أجهزة كمبيوتر

في سوق النساء بالثقبة، وبمحاذاة محل عطارة يجلس الشاب علي في زاوية على مقعد صغير من الخشب، ويضع جهاز الكمبيوتر المحمول أمامه على صندوق معدني، ستقبلا ميلاته لتقديم خدماته الخاصة لهن مقابل مبلغ محدد. علي يقدم العديد من الخدمات، كالتسجيل في برامج حكومية، مثل الضمان الاجتماعي عبر موقع الشؤون اجتماعية، أوالتسجيل في برنامج حافز، حيث تعطيه السيدة رقم الايبان البنكي المصرفي ليقوم بدوره بتسجيل بياناتها، ورقم حسابها، ويسلمها رقم الاشتراك في البرنامج، ويتقاضى مقابل هذه الخدمة 20 ريالا. وعندما يشتد الزحام يستعين علي بسيدة من بائعات سوق النساء لتنظيم السيدات، والتنسيق معهن. يقول علي ل الوطن إنه يجلس
في مكانه منذ افتتاح سوق النساء في السادسة صباحاً، وقد اختار هذا الموقع لجهل النساء في تلك المنطقة إلكترونيا، إلى جانب إعلان النساء بين بعضهن عن مكان تواجده
مشيرا إلى أن شريحة زبوناته لا تعرف كيفية التعامل الإلكتروني، وبيئتها غير مهيأة للتواصل مع الإنترنت، لعدم وجود اشتراك لديهن بالشبكة العنكبوتية، إلى جانب عدم
اهتمامهن بتوفير جهاز الكمبيوتر في منازلهن. ويضيف أنه كان يمتهن كتابة المعاريض أمام بوابات الجوازات، وبعض المراكز الحكومية لمن لا يعرف الكتابة، أو لا يجيد ملء الاستبيانات الحكومية، ومع تطورالأمر، وتحويل الخدمات الحكومية إلى إلكترونية، اقتنى جهاز كمبيوتر محمولا، ليستخدمه في تسجيل ومتابعة معاملات النساء في
الضمان الاجتماعي، أو في الخدمات الأخرى بما فيها تسديد فواتير الاتصالات، أو أقساط القروض في برامج حكومية أو أهلية، مشيرا إلى أنه يسجل في الأسبوع أكثر من
400 سيدة وفتاة في موقع حافز. وعن الصعوبات التي تقابله خلال عمله، أوضح أن أصعب ما يقابله محاولة الزبونات إخفاء المعلومات عنه لحرجهن، أو لعدم رغبتهن في إضافة تلك المعلومة الى برامج معينة مثل حافز. شيخه المسيند تقف في دورها تنتظر تفرغ علي ليتمكن من تعبئة النموذج لها، وتقول إن ارتباط الإعانة بالكمبيوتر سهل
الأمر على الموظفين، وصعبه على غيرهم، بسبب عدم توفر جهاز كمبيوتر لدى كل متقدمة، أوعدم وجود خدمة الإنترنت في منازلهن، أو لضعف الثقافة التقنية لدى الغالبية
من السيدات.
وتقول مريم القحطاني التي لجأت إلى علي لمساعدتها في التسجيل ببرنامج حافز إن كثيرا ممن نواجههن يقلن إننا لا نستحق الإعانة، كوننا لم نكمل تعليمنا، ولكننا لا نلتفت لهذه الأقاويل، فنحن بنات ونساء هذا الوطن، ولنا الحق في الإعانة. أما سدرة البغيتي فترى أن علي هو نافذتهن للإطلال على كل ما يتعلق بالدوائرالحكومية, حتى في
طلب الإعاشة من الضمان الاجتماعي التابع للشؤون الاجتماعية، موضحة أن دوره مهم ويساعد النساء في منطقتهن. عدد من بائعات سوق الحريم، ارات طاولة علي, أكدن أن
تواجده بجوارهن لا يشكل أي مضايقة بالنسبة لهن, بالعكس فهو أصبح سببا لتوارد النساء إلى الموقع، الأمر الذي أنعش التسوق، وجعل عدد زبائنهن في تزايد .