جدة: عبدالرحمن زيد

أكد أن بعضهم يخشون المباريات وآخرون يشكون السقوط عند الاقتراب من المرمى

يشهد عالم كرة القدم لجوء بعض ضعاف النفوس إلى أعمال السحر والشعوذة مقابل مبالغ مالية كبيرة يقدمها أصحابها بحثاً عن انتصار مؤقت أو سعياً لإنهاء تألق نجم، في المقابل يتوجه عدد من اللاعبين إلى رقاة شرعيين لمساعدتهم في التخلص من حالات خاصة يعايشونها خلال مسيرتهم من بينها كراهية الذهاب إلى التدريبات أو السقوط أمام المرمى خلال المباريات.
الوطن التقت بإمام وخطيب مسجد السليمان بجدة، الراقي الشرعي الشيخ خالد الحبشي الذي قصده الكثير من اللاعبين للعلاج من أمور مختلفة..
وتحدث الحبشي لـالوطن عن هذا الجانب الأسود في الرياضة.. وروى قصصاً عديدة عن سحرة قابلهم وعرف منهم طريقتهم في تحقيق الفوز لفريق أو هزيمة الخصم .. كما تحدث عن اللاعبين الذين يلجأون إليه يشكون إصابات ناتجة عن حسد أو حقد جراء عقودهم التي بلغت ملايين الريالات، موصياً بالتمهل قبل الخضوع لعمليات جراحية قد يستغني عنها بالتحصين أو الرقية.
تفاصيل أخرى كثيرة في سياق الحوار التالي.
ما الذي دفعك للغوص في السحر بين لاعبي كرة القدم في المملكة وأنت من غير المهتمين بالرياضة؟
على الرغم من أنني لا أتابع كرة القدم ولا أميل إلى أي فريق، لكن ما وجدته في الوسط الرياضي من إصابات لاعبين بالعين والسحر، دفعني للتقصي والبحث عما يحدث، ومن خلال القصص العجيبة التي سمعتها، أبحرت في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لمعرفة تفاصيل أكثر، ليس في السعودية فحسب بل في كل دول العالم وصدمت بما يجري فيها.
هل ينتشر التعامل بالسحر بين الرياضيين أكثر من الفئات الاجتماعية الأخرى؟
السحر أنواعه كثيرة وفي معظم المجالات، وأي عمل يريد الإنسان أن يقوم به من خير وشر ويستفسر عنه، يجد له توضيحا وإجابة شافية لدى السحرة، سواء في الرياضة أو غيرها من الأمور الأخرى كالمحبة والبغضاء والأذى والقتل، وبالنسبة للرياضة فقد ثبت قديماً وحديثاً كثرة اللجوء فيها إلى السحر والإصابة به.
أين انطلقت ممارسة السحر في المجال الرياضي؟
السحر في كرة القدم انطلق في القارة الأفريقية والهند والبرازيل، والأخيرة هي أكثر الدول تعاملاً به.
هل ينتشر السحر بين الصغار أيضا كما يحدث للكبار؟
كل من كان يلعب كرة قدم كان يسمع بـ(الدنبوشي) ويعرف أنه عمل يجرى لكي يحقق الفريق فوزاً على خصمه، وعندما كنت طفلاً أمارس اللعبة، كان عندما يتقدم أحدنا لتسديد ركلة جزاء فإنه يضعها بطريقة معينة ثم يأخذ قليلاً من التراب ويرشه فوق الكرة، ويقول ببراءة سحر موسى جاته عروسه حتى يركل الكرة بقدمه نحو المرمى، وهذه العبارة تدخل ضمن عملية السحر وإن كان الطفل يرددها دون قصد.
ألم تعاصر شيئا من أعمال السحر في كرة القدم آنذاك؟
بالتأكيد عاصرت وكــان ذلك بين عامي 1402 و1403،حيث عشت قصة حقيقية عندما التقيت بشيخ كنت أظنه إمام دين أو عالما عربيا وافترقنا بسفره إلى الرياض، ولما عاد بعد أيام سألته بمن التقيت من الشيوخ، فذكر أنه جاء من بلده من أجل الكرة ولناد معين، وعليه أن يحقق الفوز لهذا النادي على حساب منافسه، وشرح لي دوره في أداء هذه المهمة بقوله ذهبت إلى إحدى المدن ودخلت غرفة فيها أربعة أشخاص من جنسيات أخرى غيري أتوا لنفس الغرض، وكانت أمامنا شاشة تلفزيونية كبيرة تعرض المباراة حينها كان منا من أشعل البخور ومنا من جر سبحته، أما أنا فاشتغلت بالقرآن الكريم فإذا جاءت الهجمة ضد الفريق الذي نعمل من أجله قلت حم لا ينصرون أما إذا هاجم فريقنا واقترب من مرمى الخصم قلت فإذا دخلتموه فإنكم غالبون حتى تحقق الفوز لنا واستلمت مبلغاً وقدره 100 ألف ريال على هذا العمل.
أذكر لنا بعص قصص اللاعبين في هذا الشأن؟
القصص كثيرة، وهناك قصة موجودة على موقع (اليوتيوب) بالتفصيل حول تعامل الأندية بالدنبوشي بطلها لاعب ينتمي إلى أحد الأندية الكبيرة في المملكة، وهناك أكثر من لاعب قصدني لعلاجه بالرقية الشرعية واتضح لي بعد ذلك أنه مصاب بالسحر أو العين، ولجأ بعضهم إلى رقاة غيري، وذكر الشيخ منير عرب في موقعه الإلكتروني مثل الذي ذكرته.
مم كان يشكو اللاعبون الذين تعاملت معهم سابقاً أو تتعامل معهم حالياً؟
البعض يشكو الخوف من الذهاب إلى الملعب عند إقامة المباريات، والبعض الآخر يشكو من سقوطه إذا اقترب من مرمى الخصم أو تعرضه لشبه إغماءة.. أحدهم جاء يعاني من ألم في الركبة ولا يستطيع أن يؤدي أي مجهود بعد أن تلقى تهديداً بعدم القدرة على مزاولة التدريبات أو المشاركة في أي مباراة، وأخبرني بأن هذا الألم لا يداهمه إلا أثناء التدريبات والمباريات وعندما يكون خارج الملعب لا يشعر بشيء، وهناك لاعبون شكوا من إصابات ناتجة عن حسد أو حقد جراء عقودهم التي بلغت ملايين الريالات.
هل للعين والحسد آثار على اللاعب تصل إلى حد إصابته بالمرض؟
بالطبع، فالإصابة بالعين أو الحسد تصيب بالمرض حتى الموت، فمن خلال عملي قرأت على شخص كان مصاباً بعين قوية نتج عنها ظهور مرض خبيث (سرطان) تفشى في جسده سريعاً وهو لا يزال في الـ27 من عمره، وسبق قضاء الله وقدره محاولتي لشفائه وتوفي الشاب متأثراً بالعين (يرحمه الله) لذا لا بد من الحرص من العين والتبريك واجب إذا رأى الإنسان ما يعجبه.
ألا يزال التعامل بالسحر موجوداً حتى الآن؟
لا أستطيع أن أجزم بأن فريقاً فاز بالسحر كما يدعي أحياناً بعض الناس، والواقع يشهد تخوف بعض الأندية على لاعبيها واهتمامها في عملية النزول إلى الملعب وخروجهم منه ونوعية غذائهم كنوع من الحماية لهم، ففي عدد من الدول الأفريقية تباع أعمال سحر ضد لاعبين وأعمال لتحقيق فوز فريق على آخر والقصص في هذا الشأن كثيرة، ولا يُستبعد جلب ضعاف النفوس لهذه الأعمال السحرية إلى بلادنا، خصوصاً مع ارتفاع أسعار اللاعبين المحترفين التي بلغت ملايين الريالات، لأنها محل حسد وحقد تدفع البعض لاستخدام السحر.
ما حكم التعامل بهذه الأعمال في الرياضة وغيرها؟
السحر كفر، وينبغي على كل مسلم أن يحذر من الوقوع فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ولا يبيع دنياه بآخرته باستخدام السحر للإضرار بلاعب أو الاستعانة حتى بأحجبة تحميه من ملاحقة مدافع مثلاً.
ما نصيحتك التي تقدمها للرياضيين ولكل من يتعامل بهذه الأعمال أو يستعين بها؟
يجب التحصن بالصلاة والأذكار واللجوء إلى الرقية الشرعية فيرقي الإنسان نفسه من العين، لأنها حق وكذلك السحر، فإذا كان مصاباً ستظهر حالته، أما إذا كان سليماً فقد استزاد خيراً، ونصيحتي لكل من يشتكي من ألم في جسده يتطلب الخضوع لعملية جراحية، أن يسارع إلى الرقية الشرعية، فقد يكون مصاباً بعين أو سحر وليس بحاجة لجراحة، لكن إن لم يظهر ما يدل على أنه مصاب بأحدهما، فهنا عليه أن يستخير الله تعالى في الخضوع للإجراء الطبي.