في وقت كان فيه خبراء ومسوؤلون منهمكين في مناقشة مرحلة ما بعد الربيع العربي في مؤتمر الفكر العربي بدبي أمس، بدا الشباب مشغولين بالبحث تحليلا وقراءة عمن أطلق شرارة ثورتي تونس ومصر، واندمج معها، ساردين قصص نجاح من دول عربية عدة.
وفي جلسات يوكي توكي، وهو برنامج حواري نقاشي بين الشباب العربي على هامش المؤتمر، بدأ الشباب باستعراض قصص ناجحة، لكنهم طوال الجلسات كان سؤالهم الباحث عن شرارة الثورة مسيطرا على الحديث، حتى انفتح كما أراد الشغوفون.
فعلى صعيد الثورة التونسية، التي اشتعلت بعد احتراق البوعزيزي خالقة مجتمعا جديدا كما يسميه التونسيون الشعب الفيسبوكي، استعرضها المشاركون بالتأكيد على أنه لم يكن الوحيد من أشعل الثورة بل كان جزءا، مشيرين إلى أن هنالك عوامل أخرى أُغفلت منذ بدايات الثورة التونسية لسوء التغطية الإعلامية. في حين لفت شباب مصريون إلى أن ثورتهم لم تكن وليدة أعوام، مشيرين إلى أنهم خططوا لها قبل انطلاق الثورة التونسية بكثير، مؤكدين في الوقت ذاته على دورالثورة التونسية في لفت الأنظار إليهم وجعل الثورة المصرية هي المحفزالأكبر للبلدان العربية.
وحيث إن للإعلام المجتمعي الدورالأكبر في إشعال الثورات في العالم العربي، إلا أنه وحسب آراء الشباب المشاركين، لم يكن السبب الرئيس في إشعال الثورات إلا أنه إحدى الأدوات الناجحة، مؤكدين على أن طموح الشباب العربي وعدم اكتفائهم بالممكن هو المحرك الأساس للثورات العربية.
وفي ختام جلسة اليوم الأول، اتفق المشاركون على أن النقطة التي تعتبر عامل نجاح الثورتين التونسية والمصرية ستكون، بحسب تعبيرهم، هي نجاح الثورة السورية.