لم يدر بخلد المواطن أحمد خلوي من محافظة بيش أن تقع بين يديه آنية فخارية تعود إلى عصر ما قبل الإسلام. وكان خلوي يعمل على تهيئة أرضه الزراعية في خبت السيد بمحافظة بيش، لحظة عثوره على الآنية الأثرية. وأكد مدير مكتب الآثار بمنطقة جازان الدكتور فيصل طميحي أن المواطن سلم الآنية للمكتب وهي بحالة ممتازة وسليمة من أي أذى، موضحا أنها صغيرة الحجم ذات قاعدة مسطحة، وعنق صغير ينتهي إلى فتحة الفم التي لا شفة لها، وتحمل حزوزا دائرية على معظم البدن، وبملاحظة العجينة التي صنعت منها وشكلها الخارجي وجد أنها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. وأشار إلى أن الآنية أصبحت من مقتنيات متحف منطقة جازان وذات قيمة تاريخية كبيرة. وعن آخر الاكتشافات الأثرية بمنطقة جازان قال عثرنا في موقع الغرين الأثري بجزيرة فرسان على أداة يدوية مصنوعة من الحجر تعود إلى العصر الحجري الحديث، وهو أمر يدل على العمق الحضاري للموقع بصفة خاصة ولجزيرة فرسان بصفة عامة. ولفت إلى أن فريقا روسيا يضم عددا من علماء الآثار زار أخيرا منطقة جازان، يرافقهم السفير الروسي لدى المملكة؛ للقيام بجولة استطلاعية على بعض المواقع لاختيار أحدها ميدانا لإجراء الحفريات والتنقيبات الأثرية، بعد توقيع مذكرة تعاون في مجال الآثار بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وبين الجانب الروسي.
وبين طميحي أن الفريق الروسي وقف على عدد من المواقع الأثرية، منها موقع المنارة، وموقع عثر، وموقعا القريات والغرّين في جزيرة فرسان، مبديا اندهاشه من وفرة اللقى الأثرية المتنوعة في تلك المواقع التي تُنبئ عن تراث حضاري كبير مطمور ستكشف عنه الحفريات الأثرية المستقبلية.