لم يكن أحد يتخيل أن يأتي اليوم الذي تتغير فيه سوريا بهذا الشكل. لعقدٍ كامل ظلت البلاد غارقة في صراعٍ لا نهاية له: مدنٌ تحترق، وشعبٌ يتألم، وعالمٌ يراقب من بعيد. بدا وكأن الزمن قد توقف عند مشهد الحرب، وكأن سوريا كُتب عليها أن تبقى أسيرة الفوضى إلى الأبد. لكن فجأة، وكما يحدث في لحظات التحول الكبرى، تبدلت المعادلة. سقطت أركان النظام الذي حكم بقبضةٍ من حديد، وانهارت قلاعه واحدة تلو الأخرى، حتى لم يعد أمامه سوى الفرار.
لم تعد سوريا هي نفسها التي عرفها العالم في 2011، حين خطّ أطفال درعا شرارة التغيير على الجدران. تغيرت الوجوه، تبدلت المواقف، وسقطت حسابات كثيرة. لم تعد إيران ممسكةً بكل الخيوط كما في الماضي، ولا عاد حزب الله القوة التي لا تُهزم. لقد تحركت عجلة التاريخ، ومعها تحركت سوريا نحو مرحلة جديدة، نحو واقعٍ لم يكن يخطر في بال أحد قبل سنوات قليلة.
حينها، أدرك الجميع أن صفحةً جديدة قد فُتحت، وأن سوريا أمام اختبارٍ حقيقي: إما أن تنهض، أو تغرق في الفوضى. كان المشهد معقدًا، والجراح عميقة، لكن خيار البقاء في الماضي لم يكن مطروحًا. كان لا بد من خطوةٍ جريئة تعيد لسوريا مكانتها، خطوة تُعيدها إلى حضنها العربي بعيدًا عن لعبة النفوذ الإقليمية التي استنزفتها لعقود.
وهنا، جاء القرار الحاسم: الاتجاه إلى الرياض.
لم يكن اختيار السعودية مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل كان إعلانًا بأن سوريا الجديدة تبحث عن بداية مختلفة. فالمملكة، بتاريخها ودورها القيادي في المنطقة، كانت أكثر من مجرد حليف، بل كانت الدولة التي وقفت دائمًا إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب نظامه السابق.
السعودية لم تتردد يومًا في دعم السوريين، سواء بإغاثتهم في محنتهم، أو بالدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية، أو بالمطالبة برفع العقوبات التي جعلتهم يدفعون ثمن جرائم غيرهم. لذلك، لم يكن غريبًا أن تكون الرياض هي الوجهة الأولى لسوريا الجديدة، بحثًا عن الدعم، لا باعتباره منحة، بل باعتباره جزءًا من مسؤولية عربية تجاه بلدٍ عانى أكثر مما يجب.
لكن التوجه إلى الرياض لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل كان رسالة للعالم بأن سوريا عادت إلى العروبة، لا كضيفٍ ثقيل، بل كركيزةٍ أصيلة. المملكة لم تتعامل مع الملف السوري بمنطق المصالح الضيقة، بل بمنطق الدولة الكبرى التي تدرك أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأكملها. لهذا، لم تتردد في فتح أبوابها، ومد يد العون، دون شروطٍ أو إملاءات، بل برؤيةٍ واضحة: سوريا للسوريين، وعليهم أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم.
عندما وصل أحمد الشرع إلى الرياض، لم يكن يحمل معه مجرد مطالب سياسية أو اقتصادية، بل كان يحمل تطلعات شعبٍ بأكمله، شعب يريد أن ينهض من جديد، وأن يجد لنفسه مكانًا في عالمٍ تغير كثيرًا. كان يدرك أن الرياض ليست مجرد محطة، بل بوابة عبور لسوريا نحو استعادة دورها، بعد سنواتٍ من العزلة والتهميش.
اليوم، سوريا تقف على أعتاب مرحلة مختلفة. لا أحد يقول إن الطريق سيكون سهلًا، فالتحديات كثيرة، والماضي ثقيل، لكن ما هو مؤكد أن سوريا لن تعود كما كانت، وأنها أمام فرصة حقيقية للبدء من جديد.
وربما، حين ننظر إلى الخلف بعد سنوات، سندرك أن اللحظة التي عبرت فيها سوريا إلى المستقبل، لم تبدأ في دمشق، بل في الرياض، حيث كُتبت أولى سطور العودة إلى العروبة.
لم تعد سوريا هي نفسها التي عرفها العالم في 2011، حين خطّ أطفال درعا شرارة التغيير على الجدران. تغيرت الوجوه، تبدلت المواقف، وسقطت حسابات كثيرة. لم تعد إيران ممسكةً بكل الخيوط كما في الماضي، ولا عاد حزب الله القوة التي لا تُهزم. لقد تحركت عجلة التاريخ، ومعها تحركت سوريا نحو مرحلة جديدة، نحو واقعٍ لم يكن يخطر في بال أحد قبل سنوات قليلة.
حينها، أدرك الجميع أن صفحةً جديدة قد فُتحت، وأن سوريا أمام اختبارٍ حقيقي: إما أن تنهض، أو تغرق في الفوضى. كان المشهد معقدًا، والجراح عميقة، لكن خيار البقاء في الماضي لم يكن مطروحًا. كان لا بد من خطوةٍ جريئة تعيد لسوريا مكانتها، خطوة تُعيدها إلى حضنها العربي بعيدًا عن لعبة النفوذ الإقليمية التي استنزفتها لعقود.
وهنا، جاء القرار الحاسم: الاتجاه إلى الرياض.
لم يكن اختيار السعودية مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل كان إعلانًا بأن سوريا الجديدة تبحث عن بداية مختلفة. فالمملكة، بتاريخها ودورها القيادي في المنطقة، كانت أكثر من مجرد حليف، بل كانت الدولة التي وقفت دائمًا إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب نظامه السابق.
السعودية لم تتردد يومًا في دعم السوريين، سواء بإغاثتهم في محنتهم، أو بالدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية، أو بالمطالبة برفع العقوبات التي جعلتهم يدفعون ثمن جرائم غيرهم. لذلك، لم يكن غريبًا أن تكون الرياض هي الوجهة الأولى لسوريا الجديدة، بحثًا عن الدعم، لا باعتباره منحة، بل باعتباره جزءًا من مسؤولية عربية تجاه بلدٍ عانى أكثر مما يجب.
لكن التوجه إلى الرياض لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل كان رسالة للعالم بأن سوريا عادت إلى العروبة، لا كضيفٍ ثقيل، بل كركيزةٍ أصيلة. المملكة لم تتعامل مع الملف السوري بمنطق المصالح الضيقة، بل بمنطق الدولة الكبرى التي تدرك أن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأكملها. لهذا، لم تتردد في فتح أبوابها، ومد يد العون، دون شروطٍ أو إملاءات، بل برؤيةٍ واضحة: سوريا للسوريين، وعليهم أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم.
عندما وصل أحمد الشرع إلى الرياض، لم يكن يحمل معه مجرد مطالب سياسية أو اقتصادية، بل كان يحمل تطلعات شعبٍ بأكمله، شعب يريد أن ينهض من جديد، وأن يجد لنفسه مكانًا في عالمٍ تغير كثيرًا. كان يدرك أن الرياض ليست مجرد محطة، بل بوابة عبور لسوريا نحو استعادة دورها، بعد سنواتٍ من العزلة والتهميش.
اليوم، سوريا تقف على أعتاب مرحلة مختلفة. لا أحد يقول إن الطريق سيكون سهلًا، فالتحديات كثيرة، والماضي ثقيل، لكن ما هو مؤكد أن سوريا لن تعود كما كانت، وأنها أمام فرصة حقيقية للبدء من جديد.
وربما، حين ننظر إلى الخلف بعد سنوات، سندرك أن اللحظة التي عبرت فيها سوريا إلى المستقبل، لم تبدأ في دمشق، بل في الرياض، حيث كُتبت أولى سطور العودة إلى العروبة.