عدنان هوساوي

بسب الحياة اليومية التي أصبحت مليئة بالأحداث، ومكتظة بالالتزامات والمتطلبات المتواترة والمتراكمة، لم يعد الجنس البشري قادراً على استيعاب كامل ما يدور حوله من أوامر وتعليمات، حتى أصبح داء النسيان سمة بارزة عند معظم الناس.

في الآونة الأخيرة لفت انتباهي أمر ما له علاقة بهذا بالموضوع، ألا وهو إعادة إرسال كروت الدعوة الخاصة بالمناسبات إلى المدعوين مراراً وتكراراً، على سبيل التذكير بالموعد المحدد آنفاً،وذلك من خلال وسيلة التواصل الاجتماعي " الواتساب"، حيث يرسل الداعي كرت الدعوة المرسل سابقاً نفسه، مضافاً إليه مفردة «تذكير» لعلمه المسبق بأن النسيان أصبح داء العصر الذي أثر في كثير من البشر، وربما اضطرّ صاحب الدعوة إلى التواصل المباشر مع المدعوين من خلال الاتصال هاتفياً لتذكيرهم بالمناسبة.

هذا الأسلوب المستحدث هو جيد بلاشك وإن لم يكن موجوداً بهذه الصورة في السابق، ولم يكن متبعا في السنين القريبة التي مضت على عجل. لاشك أن لعجلة الحياة المتسارعة دور في ذلك، لكن مرض النسيان الذي بدأ يتفشى بين الناس بشكل مخيف حتى أصبحنا مضطرين إلى تذكير بعضنا البعض بأمور حياتنا هو المتهم الأول.

بالطبع لم تكن الحياة بهذه الوتيرة من السرعة التي نلحظها اليوم، هذه الحياة التي كثر فيها نسيان الالتزامات ونسيان الوعود ونسيان حتى أسماء من حولنا من أصدقاء، لذا بدأ يلجأ كثير من الداعين إلى هذا الأسلوب للتذكير، لعلهم يدركون بعض أولئك المدعوين ويلفتون انتباههم، على افتراض أن الكثير منهم قد نسي الموعد.

الناس في السابق كانوا مقيدين بالالتزام بتلبية وإجابة الدعوات التي تأتيهم بشكل كبير، وحريصين كل الحرص على حضورها في موعدها المحدد، مهما كانت الظروف، ومهما كانت العوائق، على عكس " بعض" الناس اليوم الذي استهانوا في إجابة الدعوة للسبب المذكور أو لأسباب أخرى!