يحق لمسرحيي المنطقة الشرقية أن يحتفلوا بإنجازهم الأخير بعد حصولهم على تسع جوائز من أصل 13 جائزة ضمن مهرجان الرياض المسرحي الذي أسدل الستار على فعالياته قبل أيام، فقد أعادوا التأكيد على حضورهم المهم ضمن المشهد المسرحي، والتذكير بأن لهم جذور ممتدة في تربة هذا الفن، مازالت ترفدهم بالحماسة والاجتهاد والتمسك بآخر الأحلام المتاحة لأرباب هذا الصنعة.
أقول يحق لهم كل هذا الفرح وهم ينالون الحفاوة من خلال منصات تكريم مختلفة داخل المنطقة خلال هذا الأسبوع، من فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، إلى نادي الخليج الرياضي بسيهات، ففرحهم إياه يتجاوز الحدث ذاته، فهم يعيشون المسرح ويتطوفون به متى ما استطاعوا إليه سبيلًا، يبحثون عن كل الذرائع الجميلة لأجل الدخول في طقس البروفات الجماعية، لفن يكاد أن ينقرض ويختفي عن عالمنا، لولا إيمان هذه الثلة التي تحاول إعادة صقل التجربة والحفاظ على بريقها بين وقت وآخر.
ليس في المسرح كصناعة فنية الكثير من المغريات التي تعرفها تجارب جماعية أخرى كالعمل التليفزيوني والسينما، غير أن لها كيمياء تجعل من المتورطين فيها يتعلقون بأطراف حبالها وهم يحيلون نصوصهم وأجسادهم إلى حالة بصرية باذخة، دهشة الفعل المسرحي الحي تجعل من مسألة الاتصال بالناس في المناسبات والمهرجانات حلمًا شريدًا يبحث له عن مأوى دائمًا، وعن أضواء توقظ النائم من الحكايات، لتهب المتلقين فرصة للدفء ساعة التحرر من مشاعرها الثقيلة، ويومياتها التي تأخذها في وحشة الركض بعيدًا دون الإصغاء لنبض الروح.
مؤكدًا أن لتاريخ الممارسة المسرحية بالمنطقة ما يحرض الجيل الجديد على استعادة روح المغامرة، لكن ذلك ليس وحده ما يرسم خطوات هذه الجماعات الفنية المستجدة، هنالك فضاءات اجتماعية، وثقافية، تتظافر في توسيع المدى المسرحي، وتلوين المكان بألوان المسرح، بعض هذه الأسماء المسرحية كانت تجد في المناسبات الاجتماعية والدينية منصة لاختبار أدواتها المسرحية، في الوقت الذي كانت تأنس بالعمل تحت ظلال المؤسسات الثقافية الرسمية، ثمة بيئة سمحت لهذه الكائنات أن تعتجن بطين المسرح، وأن تحتفظ بفائض الحب لأفعال الفرجة التي تمضي لها رغباتنا الاجتماعية.
فضاء جمعيات الثقافة والفنون كان هو الأكثر فاعلية في تشكيل مزاج وهويات هذه المجموعات الفنية، وهي تتكاثر بفعل المسابقات والمناسبات التي أتاحتها الجمعيات خلال العقدين الماضين، تصعد بصعودها وتهبط بالمثل معها، وفي الدمام كان فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون يعتني بهذه الصورة من العلاقة بين المسرحيين والمؤسسة الثقافية، تحاول أن تزرع في حقل المسرح المزيد من النويات الفنية التي تسهم في تعزيز صناعة الجمال المسرحي.
اليوم تقف هذه الجمعية أمام المسرحيين وقد تضاءلت مساحة وحلمًا، تكرمهم دون أن تملك لهم مساحة يرسمون فيها لوحاتهم المسرحية، تقف في منتصف الطريق، تنتظر القادم من التغيرات الثقافية، مكانها بالكاد يتسع لصخب اللقاءات العابرة، ابتعدت عن وسط المدينة إلى أطرافها، وهي تحاول أن تمسك بما تبقى لها من أسباب الحياة.
لو سألت المسرحيين الآن في المنطقة الشرقية عن قائمة أحلامهم ، سيكون حتماً في مقدمتها مبنى مسرحيًا يهبهم الطمأنينة بأنهم جزء من مشهد الثقافة في هذه البلاد، مبنى يهبهم القدرة على تجسيد ما يموج في عقولهم من أفكار ومشاريع فنية، بمثل ما يهب الناس حظًا من الفرجة والمتعة ساعة يبحثون عن متنفس من تعب يومياتهم.. يحلمون أن تكون الجوائز هي ذريعتهم الأجمل للحصول على بنية تحتية تعفيهم قلق الغياب والانقطاع عن ممارسة المسرح، ينتظرون مسرحًا متكاملًا يمشي له الناس، ليروا في مراياه أرواحهم المكتظة بالأسئلة، فهم لا يعرفون حولهم إلا مراكز ومشاريع ثقافية معلقة لسنوات على عقارب الوقت دون أن تكتمل، ودون أن تعرف النور.
بين الواقع والمأمول يقف هؤلاء المسرحيون منتظرين مبادرة من هنا أو من هناك، لإعادة هندسة المشهد المسرحي، في معادلة لا يتم فيها التخلي عن هذه الحاجة الملحة لمبنى يترجم رؤاهم وخيالاتهم، ويدفعهم إلى المزيد من العمل والاجتهاد والتميز في عالم يهرب فيه الناس كثيرًا من جاذبية الفرجة الحية إلى وسائط العوالم الافتراضية.
أقول يحق لهم كل هذا الفرح وهم ينالون الحفاوة من خلال منصات تكريم مختلفة داخل المنطقة خلال هذا الأسبوع، من فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، إلى نادي الخليج الرياضي بسيهات، ففرحهم إياه يتجاوز الحدث ذاته، فهم يعيشون المسرح ويتطوفون به متى ما استطاعوا إليه سبيلًا، يبحثون عن كل الذرائع الجميلة لأجل الدخول في طقس البروفات الجماعية، لفن يكاد أن ينقرض ويختفي عن عالمنا، لولا إيمان هذه الثلة التي تحاول إعادة صقل التجربة والحفاظ على بريقها بين وقت وآخر.
ليس في المسرح كصناعة فنية الكثير من المغريات التي تعرفها تجارب جماعية أخرى كالعمل التليفزيوني والسينما، غير أن لها كيمياء تجعل من المتورطين فيها يتعلقون بأطراف حبالها وهم يحيلون نصوصهم وأجسادهم إلى حالة بصرية باذخة، دهشة الفعل المسرحي الحي تجعل من مسألة الاتصال بالناس في المناسبات والمهرجانات حلمًا شريدًا يبحث له عن مأوى دائمًا، وعن أضواء توقظ النائم من الحكايات، لتهب المتلقين فرصة للدفء ساعة التحرر من مشاعرها الثقيلة، ويومياتها التي تأخذها في وحشة الركض بعيدًا دون الإصغاء لنبض الروح.
مؤكدًا أن لتاريخ الممارسة المسرحية بالمنطقة ما يحرض الجيل الجديد على استعادة روح المغامرة، لكن ذلك ليس وحده ما يرسم خطوات هذه الجماعات الفنية المستجدة، هنالك فضاءات اجتماعية، وثقافية، تتظافر في توسيع المدى المسرحي، وتلوين المكان بألوان المسرح، بعض هذه الأسماء المسرحية كانت تجد في المناسبات الاجتماعية والدينية منصة لاختبار أدواتها المسرحية، في الوقت الذي كانت تأنس بالعمل تحت ظلال المؤسسات الثقافية الرسمية، ثمة بيئة سمحت لهذه الكائنات أن تعتجن بطين المسرح، وأن تحتفظ بفائض الحب لأفعال الفرجة التي تمضي لها رغباتنا الاجتماعية.
فضاء جمعيات الثقافة والفنون كان هو الأكثر فاعلية في تشكيل مزاج وهويات هذه المجموعات الفنية، وهي تتكاثر بفعل المسابقات والمناسبات التي أتاحتها الجمعيات خلال العقدين الماضين، تصعد بصعودها وتهبط بالمثل معها، وفي الدمام كان فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون يعتني بهذه الصورة من العلاقة بين المسرحيين والمؤسسة الثقافية، تحاول أن تزرع في حقل المسرح المزيد من النويات الفنية التي تسهم في تعزيز صناعة الجمال المسرحي.
اليوم تقف هذه الجمعية أمام المسرحيين وقد تضاءلت مساحة وحلمًا، تكرمهم دون أن تملك لهم مساحة يرسمون فيها لوحاتهم المسرحية، تقف في منتصف الطريق، تنتظر القادم من التغيرات الثقافية، مكانها بالكاد يتسع لصخب اللقاءات العابرة، ابتعدت عن وسط المدينة إلى أطرافها، وهي تحاول أن تمسك بما تبقى لها من أسباب الحياة.
لو سألت المسرحيين الآن في المنطقة الشرقية عن قائمة أحلامهم ، سيكون حتماً في مقدمتها مبنى مسرحيًا يهبهم الطمأنينة بأنهم جزء من مشهد الثقافة في هذه البلاد، مبنى يهبهم القدرة على تجسيد ما يموج في عقولهم من أفكار ومشاريع فنية، بمثل ما يهب الناس حظًا من الفرجة والمتعة ساعة يبحثون عن متنفس من تعب يومياتهم.. يحلمون أن تكون الجوائز هي ذريعتهم الأجمل للحصول على بنية تحتية تعفيهم قلق الغياب والانقطاع عن ممارسة المسرح، ينتظرون مسرحًا متكاملًا يمشي له الناس، ليروا في مراياه أرواحهم المكتظة بالأسئلة، فهم لا يعرفون حولهم إلا مراكز ومشاريع ثقافية معلقة لسنوات على عقارب الوقت دون أن تكتمل، ودون أن تعرف النور.
بين الواقع والمأمول يقف هؤلاء المسرحيون منتظرين مبادرة من هنا أو من هناك، لإعادة هندسة المشهد المسرحي، في معادلة لا يتم فيها التخلي عن هذه الحاجة الملحة لمبنى يترجم رؤاهم وخيالاتهم، ويدفعهم إلى المزيد من العمل والاجتهاد والتميز في عالم يهرب فيه الناس كثيرًا من جاذبية الفرجة الحية إلى وسائط العوالم الافتراضية.