عبدالحميد اليحيى

تعتقد قيادات التيارات الدينية؛ أنها حينما تسيطر على المرأة، فإنها تسيطر على المجتمعات، ليتسنى لها فرض الأيديولوجيات التي تتبناها. ينتج عن ذلك سحق لنصف عدد أفراد هذه المجتمعات. فإذا كان نصف المجتمعات ذكورًا والنصف الآخر إناثًا؛ فإنك بالضرورة تقضي على النصف الآخر من خلال القضاء على أحلامه، وطموحاته، وآماله في العيش الكريم، وتحقيق الذات عبر النجاحات التي تحققها. ينتج نصف مجتمع بائس، تعيس، لا حياة، ولا روح، ولا لون، ولا طعم! نصف مجتمع يتذلل، ويُسْتَعْبَد لصالح الجزء الآخر! لا تستطيع أن تلتحق بالمدرسة أو الجامعة إلا بموافقة ذكر قد يكون أقل منها بالمدارك والقدرات العقلية، فيتسلط هذا الذكر على الآخر عبر فرض آرائه، ونظرته للحياة التي ليست بالضرورة أن تكون صائبة. بل، في أحايين كثيرة، تكون نظرته وفهمه للجنس الآخر، سلبية، وسيئة، وسطحية للغاية. هذا النصف من المجتمع لن يكون مغيبًا فقط! بل، سيكون مطحونًا بأوجاع الحياة التي تنقضي أمامه وهو لا يستطيع تحقيق ذاته فيها! حياة تبدأ وتنتهي دون وجود أي دلائل أو علامات على أن هذا النصف من المجتمع؛ إنسان! لا توجد من تلك الدلائل والعلامات سوى تلك التي يشترك هذا النصف فيها مع الكائنات الأخرى من الحيوانات كالحمل والولادة ورعاية الأطفال كرعاية الخادمات وليست الرعاية التربوية، الصحية، القائمة على أصول التربية الحديثة، وعلم نفس الطفل، فينتج أطفالًا بؤساء في الأداء المدرسي، مما يحصل منه؛ تحصيل علمي متدنٍ يؤثر في جميع مجريات الحياة، ابتداءً بأعلى المناصب وانتهاء بعامل النظافة الذي يعمل في الشارع!

الأم لا تستطيع أن تنتج لك جيلًا تستطيع الدول أن تعتمد عليه في بناء دول قويةً اقتصاديًا، واجتماعيًا،..إلخ! إذا أنتجتَ طفلًا بائسًا؛ فنتيجة ذلك، مجتمع غير قادر على عرك الحياة بالشكل الصحيح، والسليم.

مجتمع يخاف من نصفهِ الآخر! يرتاب من كل جديد. محروم من كل متعة تعيشها المجتمعات المتفوقة والمتقدمة. مجتمع لا يستطيع المقارعة في ميادين الاقتصاد، والعلم والفنون وغير ذلك. السؤال هنا هو: متى تَعِي التيارات الإسلامية ذلك؟