جازان : عبدالله سهل

رفع الترقب العالمي، وعلى الأخص ترقب المعنيين بالمجال الصحي لأنباء النتائج الأولى للدراسات ما قبل السريرية للقاح الروسي المضاد للسرطان والذي ذكرت تصريحات أنها ستعلن بنهاية العام الجاري، والبدء في التجارب السريرية على البشر، من حدة التنافس العالمي بين الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا واليابان وتسابقها للإعلان عن لقاحات تمنع وتعالج السرطان، وهو تنافس فسره كثيرون على أنه موجة جديدة للصراعات العالمية نحو السيطرة على الأسواق واحتكار اللقاحات.

سباق الكبار

تتسابق الدول المتقدمة في مجال الطب والبحوث العلمية على إنتاج لقاحات مضادة للسرطان منذ سنوات، ويتم الترويج لهذه اللقاحات إعلاميا، ووصل هذا الترويج إلى أعلى القمم السياسية في تلك الدول، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي جو بايدن عن استخدام تقنيات لقاحات كورونا في علاج السرطان، تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم.

ومن المعروف أن السرطان ينشأ عادة عندما يحدث خلل في الأحماض النووية لا يستطيع الجسم إصلاحه نتيجة نقص الأنزيمات.

وتشبه فكرة اللقاح الروسي المعلن عنه وجود لقاح للتطعيم العادي ضد الفيروسات والأوبئة، والتي تعتمد على وجود انزيمات الحمض النووي التي تعمل على إصلاح الخلل في خلايا الجسم، وهو الخللل المؤدي لحدوث السرطان، ويتم تطويره بمساعدة الذكاء الاصطناعي الذي يحلل الورم ثم يصمم لقاحًا وفق كل حالة.

تاريخ طويل

بدأت حرب الإنسان ضد السرطان الذي يحصد آلاف الأرواح منذ وقت طويل جدًا، حيث تعود محاولات علاج السرطان إلى العصور القديمة، فقد استخدم فرعون مصري العلاج المناعي الجرثومي، واستخدم الإغريق والرومان والمصريون الحرارة لعلاج الأورام، وفي العام الثاني الميلادي وصف الإغريق العلاج الجراحي للسرطان.

واتخذت علاجات السرطان في العصر الحديث أشكالًا مختلفة، حيث استخدم الطبيب البريطاني جيمس أرنوت العلاج بالتبريد لتجميد الأورام في علاج سرطاني الثدي والرحم عام 1820، واستخدم الطبيب الفرنسي ديسبينس الأشعة السينية لمعالجته في عام 1865، وعرف علاج السرطان تطورات عدة بعدها إلى الوقت الحديث، وتم استخدام العلاج الكيماوي للمرة الأولى في عام 1942.

آمال منتظرة

كشفت إحدى الشركات المتخصصة بأن لقاحا يستهدف أنواعًا مختلفة من مرض السرطان سيكون جاهزًا بحلول عام 2030، على غرار إعلان روسيا عن لقاح ستبدأ التجارب السريرية عليه في يناير المقبل، وإعلان أمريكا للقاحها المنتظر.

وتشهد علاجات السرطان الجديدة التي تم تطويرها في مركز شرق اليابان للعلاج بالأيونات الثقيلة، الملحق بمستشفى جامعة ياماجاتا، اهتمامًا عالميًا كبيرًا باعتبارها تقدم حلاً فعالاً للأورام دون الحاجة إلى إجراء جراحة.

وتسعى اليابان وبخطة طموحة إلى تحويل محافظة ياماجاتا إلى مركز للسياحة العلاجية والترفيهية، مستفيدةً من مناظرها الخلابة وطبيعتها الساحرة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

ويعد العلاج بالأيونات الثقيلة نوعًا من العلاج الإشعاعي للسرطان، حيث تُستخدم حزم من أيونات الكربون لاستهداف الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل مباشر، ويتزايد الطلب على هذا العلاج لأنه أكثر فعالية من العلاجات الإشعاعية التقليدية، كما يتميز بانخفاض خطر حدوث آثار جانبية، والذي سيصل معه معدل عدم تكرار الإصابة بالسرطان والسيطرة عليه بـ90%.

لقاح وعلاج

فرّق استشاري الأمراض المعدية في وزارة الصحة عبدالله عسيري وبعد الاهتمام الإعلامي بلقاحات السرطان إثر حديث الرئيس الأمريكي عنها في وقت سابق، وقال «هناك لقاحات تمنع السرطان ولقاحات تعالج السرطان».

وأشار إلى أن الأولى تمنع بعض أنواع السرطان التي تسببها الفيروسات مثل لقاح فيروس الورم الحليمي الذي يمنع سرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطان يسببها هذا الفيروس، ولقاح فيروس الكبد B الذي يمنع بعض أنواع سرطان الكبد، والثانية هي لقاحات تستخدم لعلاج السرطان بعد حدوثه، وتسمى اللقاحات العلاجية، وتعمل على تعزيز الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان، وتدمير الخلايا السرطانية التي ما تزال في الجسم بعد انتهاء العلاجات الأخرى، أو إيقاف نمو الورم أو انتشاره.

وأكد أنه «في السنوات الأخيرة تطورت التقنيات والمعرفة بشكل هائل، مما جعل بعض هذه اللقاحات العلاجية عاملًا رئيسًا في علاج بعض أنواع السرطان».