الدمام : عدنان الغزال

فيما أجمع متخصصون في تربية النحل، وتسويق العسل «المحلي» البلدي، على أن التكاليف الإنتاجية «الباهظة»، و«الثقة»، ترفعان أسعار العسل «المحلي» 10 أضعاف عن أسعار العسل «المستورد» الأجنبي؛ بين هؤلاء أن استخراج العسل من أزهار من البيئة المحلية يعزز الثقة كعامل رئيس وحاسم في الإقبال على شراء العسل «الطبيعي» المحلي، خصوصا للمستهلكين الذين يبحثون عن نوعية وجودة العسل المرتفعة لاستهلاكه لأغراض «استشفائية».

الحفاظ على التراث

يبين الأكاديمي الدكتور سعد القحطاني «أستاذ الحشرات الاقتصادية وتربية نحل العسل»، أن «فارق السعر يعكس الفرق في الجودة، وأساليب الإنتاج، والتكاليف».

وأوضح أن فارق السعر بين العسل المحلي، ونظيره الأجنبي المستورد (مثل العسل الصيني)، يعود إلى عدة عوامل وظروف تؤثر على التكاليف والجودة، وهي:

1. جودة العسل المحلي السعودي:

• الأنواع الممتازة: العسل السعودي، خاصة من مناطق مثل الجنوب (عسل السدر والطلح)، يتميز بجودته العالية وطعمه الفريد، مما يرفع قيمته الغذائية أو العلاجية.

• الإنتاج الطبيعي: يعتمد العسل المحلي على مصادر طبيعية بدون إضافات صناعية أو ممارسات غير تقليدية، مما يزيد من تكاليف الإنتاج.

2. التكلفة الإنتاجية:

• تكلفة الرعاية: النحالون المحليون يتبعون معايير دقيقة وممارسات مستدامة، ما يجعل الإنتاج أكثر تكلفة.

• التحديات المناخية: المناخ في السعودية، خاصة في المناطق الصحراوية والجبلية، يتطلب جهداً كبيراً من النحالين في الحفاظ على خلايا النحل.

3. العسل الأجنبي:

• الإنتاج الصناعي: بعض الشركات الأجنبية تعتمد على الإنتاج الضخم باستخدام تقنيات تخفيض التكلفة، مثل خلط العسل بمكونات أخرى أو تغذية النحل بشراب السكريات وتستخدم كأعسال تغذية.

• التسويق بكميات كبيرة: بعض الشركات تنتج العسل الأجنبي، بحيث يتم تصنيعه بكميات ضخمة ويوزع بأسعار تنافسية بسبب الدعم الحكومي أو الإنتاج المنخفض الجودة.

4. الطلب والثقة:

• الثقة بالمنتج المحلي: المستهلك السعودي يثق أكثر بالعسل المحلي لسمعته الممتازة، مما يزيد الطلب عليه.

• الوعي بالجودة: زيادة وعي المستهلك بالفوائد الصحية للعسل الطبيعي تعزز مكانة العسل المحلي مقارنة بالأجنبي.

5. الرسوم والجمارك:

• المنتجات المستوردة، مثل العسل الصيني تخضع لرسوم أقل نسبياً مقارنة بتكاليف إنتاج العسل المحلي.

6. الغش التجاري:

• بعض العسل الأجنبي منخفض السعر قد يحتوي على إضافات، بينما يحافظ العسل السعودي على معايير صارمة.

مناطق التزهير

يوضح المدير التنفيذي في جمعية «نحال» في الرياض عبدالإله الخطيب، أن العسل المحلي، مرتفع الأسعار لعدة أسباب منها: تكلفة شراء طرود النحل البلدي عالية، حيث يصل سعر الطرد الواحد إلى 500 ريال، كما أن تكلفة شراء مستلزمات المناحل من صناديق خشبية وأقنعة ومدخنات وشمع الأساس مرتفعة.

وبين أن «إنتاج عسل ممتاز يتطلب نقل النحل إلى مناطق التزهير المختلفة، وهذا يتطلب تكلفة نقل النحل للأودية أو المتنزهات أو المحميات، وتكون تكلفة النقل والعمالة مرتفعة، وأن إنتاج العسل (البلدي) يكون في الغالب قليلا، وبالتالي لا يغطي تكلفة إنتاجه، ولذلك فإن سعره مرتفع مقارنة بالعسل المستورد».

ولفت إلى أن «تحديد الأسعار يرجع إلى توفر الغطاء النباتي، عطفًا على الشح في توفر الأزهار والنباتات في السعودية، وبعد مسافاتها، والأعداء الذين يتعرض لهم النحل المحلي من الطيور والفطريات والميكروبات، والسوق المحلي بحاجة إلى ضبط في التسعيرة لكل نحال ومصدر ومنتج للعسل».

تكاليف الشحن

يبين المختص في تربية النحل المهندس يوسف بو عريش أن ارتفاع كلفة العسل المحلي تعود إلى الجهد الذي يتطلبه إنتاجه، موضحا أن شراء النحل في العسل المحلي «مرزوم» بـ125 ريالا للكيلوجرام مع الملكة، وذلك تبعًا لعدد الخلايا وتكاليف الشحن، إذا كان النحل مستوردا من مصر، ثم تسكينه في الصناديق الخشبية خلايا «لانجستروث»، وخلال الأسبوعين الأوليين، يجب وضع عجينة «النكتابول» مع «التغذيات»، وهو مكلف ماديًا، إضافة إلى التدخل من النحال في حال وجود الأمراض بين النحل، ناهيك عن أجواء فصل الصيف، مع دخول نحل من خارج المملكة قد يجهد ويتعب النحل المحلي، فتكون نسبة «النفوق» عالية بين النحل، وهذا يتطلب رعاية كبيرة، ومتابعة أسبوعية للنحل، وإضافة عجينة «النكتابول» والإطارات الشمعية، تبعًا لحاجة النحل إلى ذلك.

فقدان الملكة

يضيف بو عريش «يتطلب الإنتاج المحلي كذلك زراعة الموقع طوال العام خلال فترة الشتاء والصيف، حتى يكون مخزنا، وتغذية للنحل، وهذا مكلف، وتحتاج بعض المواسم إلى تقوية النحل بشراء نحل (مرزوم)، وإضافته إلى النحل السابق بغرض التقوية مع المتابعة الأسبوعية حتى حصاد العسل، وكل هذه العمليات تكون مكلفة ماديًا على مربي النحل محليًا، وعملية الفرز كهربائيَا (6 إطارات، أو 4 إطارات)، وهذا مجهود كبير على النحال، وإضافة العسل في المناضج لانضاجه، وتركه في غرفة دافئة لأسبوعين إلى 3 أسابيع، ثم التعبئة في علب لغرض بيعه، كل هذه الخطوات مكلفة، وقد يحدث في منتصف الموسم، فقدان (الملكة)، ولا يوجد البديل، فيلجأ النحال إلى ضم خليتين إلى خلية واحدة، وهذه خسارة كبيرة على النحال، وهي مبررات لارتفاع أسعار العسل المحلي».

وشدد على أن «الإقبال على شراء العسل المحلي يعود إلى ضمان جودة العسل، وعدم تعرض العسل إلى درجات حرارة مرتفعة تكسر الإنزيمات والخواص داخله وهي الأشباء النافعة فيه لغرض الاستشفاء والعلاج».

كميات تجارية

يشير رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين في الأحساء علي العرفج، إلى أن العسل المستوردة يصنع بكميات «تجارية» كبيرة، وسعر التكلفة متدن، وبالتالي يتم تسويقه بأسعار منخفضة في السوق المحلي «السعودي»، وهو في متناول أعداد كبيرة من المستهلكين، بينما تكون تكلفة إنتاح العسل المحلي كبيرة، ومن بينها تكلفة البحث عن مراعٍ للنحل، والتجهيزات والأدوات والتقنيات، وهي بالتأكيد يجب أن تشمل في السعر النهائي للمنتج والذي يدفعه المستهلك.

أسعار العسل المستورد (للكيلوجرام)

الصيني: 15 ريالا

الكشميري: 85 ريالا

الألماني: 90 ريالا

الروسي «القرقيزي»: 100 ريال

أسعار العسل المحلي (للكيلوجرام)

عسل السمرة: 110 ريالات

عسل الزهور: 140 ريالا

السدر: 190 ريالا

الطلح: 200 ريال

عسل غذاء الملوك: 240 ريالا