أبهـا: عوض فرحان

«مرحبا ألف».

هو مشروع طريق يبلغ طوله 21 كلم، ويربط محافظة خميس مشيط وجامعة الملك خالد ومطار أبها الدولي بوسط مدينة أبها، ويعد أحد المشاريع المحورية المهمة ضمن إستراتيجية تطوير منطقة عسير التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتكون المنطقة وجهة عالمية طوال العام.

وينفذ المشروع الذي اقترحه أمير المنطقة، رئيس هيئة تطويرها الأمير تركي بن طلال على 3 مراحل.

مرحلة أولى

انتهت المرحلة الأولى من المشروع الذي دشنه أمير عسير، والممتد من طريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مدينة أبها بطول 9.7 كم وعرض 60 مترًا.

ويعد المشروع أحد أهم المشاريع التنموية الحيوية، وهو ينفذ في موقع إستراتيجي في منطقة عسير بمواصفات عالمية، كونه يعد ليكون أحد الشرايين الحيوية لتنقلات الجماهير خلال استضافة مدينة أبها لمباريات إحدى مجموعات نهائيات كأس العالم 2034، بما فيها مباريات من دور الـ16.

وينفذ المشروع بالشراكة بين 3 جهات في منطقة عسير، هي هيئة التطوير، والأمانة، والأمارة.

وعملت الهيئة على ربط المخطط الإقليمي ومعايير المشهد الحضري بالطريق انطلاقًا من إستراتيجيتها ودورها في متابعة المشاريع الأساسية في المنطقة، فيما عملت الإمارة على ضبط التنسيق الأفقي بين الجهات المشاركة في التنفيذ لتحقيق الاستفادة العالية من المشروع، فيما تولت الأمانة تصميم وتنفيذ المشروع وفق معايير عالية الجودة، حيث سيسهم الطريق في تحقيق الأنسنة وتقليل الازدحام المروري الذي تشهده الطرق الموازية الأخرى.

قمم وشيم

أوضحت هيئة تطوير عسير أن اسم الطريق (مرحبًا ألف) يأتي انطلاقًا من إستراتيجية تطوير منطقة عسير «قمم وشيم» ببنائها على أساسي الأصالة والطبيعة، حيث يحتوي عنصر الأصالة على شيم المنطقة التي يتسم بها المجتمع مثل حسن الوفادة وروح الضيافة ليكون اسم الطريق (مرحبًا ألف) نسبة إلى جملة الترحيب العريقة في المنطقة.

وأشارت الهيئة إلى أن جميع المسميات على الطريق ستكون انطلاقًا من معنى الضيافة العريق، إضافة إلى أن الطريق يعد بوابة للقادمين من مطار أبها الدولي، كما أنه سيكون طريقًا شريانيًا أساسيًا ذي طابع حدائقي (parkway) يجمع ما بين البيئة الجميلة المساعدة على تقليل التلوث البصري والسمعي، ومناطق الراحة والترفيه مما ينعكس إيجابًا على تحسين جودة الحياة.

وتضمنت المرحلة الأولى من الطريق تعبيد الطريق وإنارة 142 برجًا، فيما ستتضمن المرحلة الثانية تحسين المشهد الحضري من خلال عناصر الأنسنة والمسارات الرياضية والحيوية وغيرها، بينما سيتم تطوير المجاورات العمرانية المحيطة بالطريق في أعمال المرحلة الثالثة ليكن طريق «مرحبًا ألف» طريقًا نموذجيًا في الفكرة والتنفيذ.

نقطة محورية

أكد الدكتور عبدالله آل مرعي، "اكاديمي " ومهتم بالشأن العام لـ«الوطن» أن «مشروع طريق مرحبًا ألف يشكل نقطة محورية في تنمية مدينة أبها، كونه البوابة الجنوبية والواجهة الحضارية الأهم لهذه المدينة السياحية».

وأضاف «يمتاز المشروع بموقعه الإستراتيجي الذي يربط بين مدخل أبها الجنوبي والمناطق المجاورة، ما يجعله عاملًا أساسيًا في تعزيز حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية».

وتابع أن «مشروع مرحبًا ألف يشهد اهتمامًا كبيرًا بالبنية التحتية والمرافق العامة، حيث تم تنفيذ عدد من التحسينات التي أسهمت في تحسين الانطباع الأولي للزوار، ومع ذلك فإن هذا المشروع ما يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير لجعله يواكب طموحات رؤية المملكة 2030، خاصة فيما يتعلق بجعل أبها وجهة سياحية مستدامة ومتجددة».

وأكمل «يتمثل الطموح في تحويل مرحبًا ألف إلى معلم جذب شامل يوفر تجربة مميزة للسكان والزوار على حد سواء، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. إعادة تصميم المساحات الخضراء والمرافق العامة بحيث تعكس هوية أبها الثقافية والتراثية، إلى جانب الاهتمام بالجوانب البيئية.

2. إنشاء مناطق ترفيهية وسياحية متكاملة تضم مطاعم ومقاه وأسواقًا شعبية تعكس طابع المنطقة.

3. تحسين الطرق والمواصلات لربط المشروع بسهولة ببقية معالم المدينة، بما يعزز انسيابية الحركة ويقلل الازدحام.

4. استثمار التكنولوجيا الذكية مثل تطبيقات الواقع المعزز لتعزيز تجربة الزائرين وتقديم معلومات غنية عن تاريخ وثقافة المنطقة.

مدينة عالمية

يواصل الدكتور آل مرعي أن «المشروع يعد فرصة ذهبية لتحويل أبها إلى مدينة عالمية تجمع بين التراث المحلي والحداثة. ولتحقيق ذلك، يجب تبني خطة تطوير شاملة تعتمد على التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي. كما ينبغي تخصيص ميزانية مستدامة لصيانة المشروع وضمان استمرارية جودته».

وتابع «الطريق ليس مجرد بوابة جغرافية؛ بل هو رمز يعكس طموح أبها في أن تكون الوجهة السياحية الأولى في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط».

شريان تنموي

من جهته، يؤكد الكاتب المهتم بالشأن العام «علي العكاسي» أن مشروع طريق مرحبًا ألف، يعد من أهم الطرق السياحية والحضارية بمنطقة عسير، ويتم تنفيذه كشريان مهم وجديد يساند ويوازي الطريق القديم بين مدينتي أبها وخميس مشيط، وهو يكتسب أهميته كونه يربط مطار أبها الإقليمي وطريق الملك عبدالله وجامعة الملك خالد وامتداده لطريق الأمير سلطان باتجاه وسط مدينة أبها، كل هذه المعطيات التي يقدمها طريق مرحبًا ألف لسكان المنطقة يجعلنا نتطلع إلى جعله متناغمًا مع طريق الأمير سلطان في الاتساع والخدمات والوصول إلى أحياء أبها الشرقية مثل المنسك والنميص وقرى الشرف، وهو أكثر جمالًا وتأثيرًا.

وأشار العكاسي إلى جهود أمانة منطقة عسير باعتمادها لمشروع الكبري الرابط مع طريق المية، وأضاف «طريق مرحبًا ألف مشروع تنموي مهم لحل الاختناقات المرورية والزحام، ويسهم في سهولة الوصول مستقبلًا إلى ملعب جامعة الملك خالد الذي يحتضن مباريات إحدى مجموعات كأس العالم 2034».

فكرة أمير عسير

يوضح أمين منطقة عسير، المهندس عبدالله الجالي لـ«الوطن» أن «طريق مرحبًا ألف هو فكرة أمير منطقة عسير رئيس هيئة تطويرها الأمير تركي بن طلال الذي وجه بأن يكون للطريق هوية انطلاقًا من اسمه، وأن تكون جميع الاستثمارات والمشاريع المنفذة عليه جاذبة للسائح من فنادق ومطاعم ومجمعات ومقاهي ومعارض وحدائق ومراكز ومسارات لرياضة المشي والدراجات تعكس في مجملها هوية منطقة عسير «قمم وشيم» من الضيافة والترحاب بالضيف والزائر والسائح، ويكون الهدف جعل هذا الطريق وجه وهوية وأن يكون على نحو فريد من نوعه على مستوى المملكة».

وأضاف «هناك اشراف مباشر ومتابعة من الأمير تركي بن طلال لمراحل تنفيذ المشروع الكبير».

المرحلة الثانية

كشف الجالي عن البدء في المرحلة الثانية من مشروع الطريق بطرح مشروع قيمته 260 مليون ريال لتنفيذ جسر وكوبري وأنسنة وتقاطعات ومداخل ومخارج وتشجير وأرصفة على امتداد 21 كلم وفق دراسات وتصاميم مرورية.

وقال إن «الكوبري الرابط لطريق مرحباً ألف مع طريق الأمير سلطان، والذي بدأ العمل في تنفيذه سيسهل الحركة المرورية».

وفيما يتعلق بتقاطع الطريق مع طريق أبو هريرة المعروف بشارع الأربعين، أكد الجالي أن «الأمانة تولت تجهيز وتصميم مخطط لتنفيذ مشروع كوبري لتسهيل الحركة المرورية فور اعتماد مبلغ المشروع من قبل وزارة المالية».

مخطط وفق المعايير

حول مخاوف سكان الأحياء المجاورة للطريق، وملاك الأراضي على امتداد الطريق، كشف الجالي أن «هناك دراسات وتصاميم لمخطط متكامل بناء على توجيه ورؤية أمير المنطقة هدفه خدمة الأهالي ليستفيدوا من مواقعهم تجاريًا واقتصاديًا وسياحيًا بالبناء أو التأجير والبيع وفق معايير وتوجهات المشهد الحضري».

مراحل مشروع مرحبًا ألف

-إجمالي طول الطريق 21 كلم

-المرحلة الأولى 9.7 كلم

ـ نسبة الإنجاز 100%، وتشمل:

- تعبيد وإنارة الطريق

- تنفيذ بنود وسائل الأمن والسلامة لكامل الطريق

ـ المرحلة الثانية

مرحلة إجراء الاعتماد، وتشمل:

ـ تأهيل وتحسين طريق مرحباً ألف وفقًا لمعايير وتوجهات المشهد الحضري

ـ أنسنة الطريق المتمثلة في أعمال المسارات الرياضية والحيوية

#المرحلة الثالثة

تطوير المجاورات العمرانية المحيطة بالطريق، وتشمل:

ـ تقديم مفهوم تصميمي لجانبي الطريق لاستعمالات الأراضي ومقترح تطويري للواجهات يعكس روح «مرحبا ألف».

ـ تطوير المفهوم التصوري وتقديم المبادئ التوجيهية لمعايير تصميم عالية المستوى.

ـ إعداد فكرة تصميمية ليكون طريق حدائقي (parkway)

مرحبًا ألف والسياحة

ـ يحقق أهمية إستراتيجية لخدمة القطاع السياحي

ـ يتقاطع مع طريق مطار أبها الدولي ومشروع سفن الترفيهي

- يدعم القطاع السياحي في المنطقة بهويته الثقافية للمنطقة.

- تنشأ على جانبيه

1ـ فنادق ومراكز تجارية ومطاعم

2ـ مسارات رياضية وحيوية

3- حدائق وساحات

مشروع لي بريمر

ـ ينفذ على مشروع طريق مرحبًا ألف

ـ يضم 150 معرضًا مخصصًا ليكون مقاهي ومطاعم وأسواق بماركات عالمية ومسارات للمشي ونافورة وفندق 5 نجوم وقاعة أفراح.