في ليلة هادئة مطمئنة، وقبيل فجر يوم الإثنين الماضي، تعرضت سيدتي الوالدة، عند سحورها المعتاد إلى سقوط مفاجئ داخل غرفتها.. لم يكن الأمر سهلاً أبداً، وسرعان ما تحول إلى تجربة معقدة للغاية، استدعت الاتصال العاجل برقم «937» التابع لوزارة الصحة، ورقم «997» التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي، وبعد عرض الواقعة على هذا وذاك، وصلت سيارة الإسعاف مع فريق مميز، استعان بالدفاع المدني لنقل أمي إلى المستشفى، وعلى الفور تم التشخيص التدقيق، وظهر أنه «كسر في عنق مفصل الفخذ»، ولا بد من الإسراع بإجراء عملية «تركيب نصف مفصل اصطناعي»، تراعى فيها حالة مريضة تسعينية.
لم تكن حادثة والدتي مجرد موقف عابر، بل كانت جرس إنذار يُظهر كيف يمكن لحادثة سقوط واحدة أن تُغير حياة إنسان من حال إلى حال؛ فالسقوط رغم أنه قد يبدو بسيطًا، فإنه يُعد من أخطر التحديات الصحية التي تواجه الأفراد والمجتمعات، وليس كبار السن وحدهم، خصوصاً وأن الإحصائيات تشير إلى أن حوادث السقوط هي «ثاني سبب» مؤدٍ إلى الوفاة بجروح غير متعمدة في العالم، وأن الذين تتجاوز أعمارهم (65) سنة يمثلون أكبر عدد من حالات السقوط المميتة، وسنوياً تُسجل 37.3 مليون حادثة سقوط تستدعي درجة خطورتها تلقي عناية طبية عاجلة، وتتسبب في أكثر من 38 مليون سنة من سنوات الحياة الصحية المفقودة، تنتج عنها سنوات عجز أطول مما ينتج عن حوادث السير والغرق والحروق والتسمم مجتمعة..
التقارير العلمية تذكر أنه رغم أن نحو 40 % من مجموع سنوات الحياة الصحية المفقودة بسبب حوادث السقوط تطال الأطفال، فإن هذه التقديرات لا تعبر بدقة عن تأثير الإصابات الناجمة عن حوادث السقوط على الأفراد الأكبر سناً، الذين تقل سنوات النشاط المفقودة عندهم بحكم تقدمهم في السن، إضافة إلى احتمال تزايد لجوء الأفراد الذين يسقطون للإعاقة، لا سيما كبار السن، فضلاً عن التكاليف المالية الباهظة المترتبة على علاج الآثار المرتبطة بحوادث السقوط.
العمر، أحد أهم عوامل الأخطار الرئيسية التي تنطوي عليها حوادث السقوط، ويعد كبار السن الفئة الأكثر عرضة للوفاة، أو الإصابة البالغة بسبب السقوط، وتزداد هذه الأخطار مع التقدم في السن، والتغييرات البدنية والحسية والإدراكية المرتبطة بذلك، ومن بين العوامل المؤثرة أيضاً وجود مشكلات صحية أخرى، كالقلق النفسي والاستخدام المفرط للأدوية، فضلاً عن غياب استخدام أدوات مساعدة للمشي، وتحسين البيئة المنزلية، وإزالة العوائق، وتثبيت الأرضيات الزلقة، والإضاءة الجيدة، والمحافظة على تمارين التوازن وتقوية العضلات، وتمكين الجسم من القدرة على مقاومة السقوط، ومراجعة الأدوية التي قد تسبب الدوار، أو تؤثر على التوازن، وإجراء فحوصات دورية للنظر والسمع.
التجربة التي عشتها مع غاليتي، جعلتني أعي تمامًا أهمية التوعية بأخطار السقوط، لا سيما أنها ليست مجرد إجراء وقائي، بل ضرورة للفت الانتباه للأخطار الكامنة خلف السقوط، ولتعزيز الوعي المجتمعي بكيفية الوقاية من أخطار قادرة على تغيير حياة الإنسان للأسوأ في لحظة، ومن هنا، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فينبغي أن تكون استراتيجيات الوقاية من السقوط شاملة ومتعددة الجوانب، وينبغي أن تعطى الأولوية للبحوث والمبادرات الصحية من أجل تحديد العبء، واستكشاف مختلف عوامل الأخطار، واستخدام الاستراتيجيات الوقائية الفاعلة؛ وأختم بأن العناية بكبار السن وحمايتهم من أخطار السقوط ليست مسؤولية فردية فحسب، بل مسؤولية مجتمعية تستدعي التعاون بين جميع أفراد المجتمع، مع عدم إغفال العناية بمرافق المريض الذي قد يعاني هو أيضًا من تأثيرات نفسية، سببتها الأخطار ذاتها.
لم تكن حادثة والدتي مجرد موقف عابر، بل كانت جرس إنذار يُظهر كيف يمكن لحادثة سقوط واحدة أن تُغير حياة إنسان من حال إلى حال؛ فالسقوط رغم أنه قد يبدو بسيطًا، فإنه يُعد من أخطر التحديات الصحية التي تواجه الأفراد والمجتمعات، وليس كبار السن وحدهم، خصوصاً وأن الإحصائيات تشير إلى أن حوادث السقوط هي «ثاني سبب» مؤدٍ إلى الوفاة بجروح غير متعمدة في العالم، وأن الذين تتجاوز أعمارهم (65) سنة يمثلون أكبر عدد من حالات السقوط المميتة، وسنوياً تُسجل 37.3 مليون حادثة سقوط تستدعي درجة خطورتها تلقي عناية طبية عاجلة، وتتسبب في أكثر من 38 مليون سنة من سنوات الحياة الصحية المفقودة، تنتج عنها سنوات عجز أطول مما ينتج عن حوادث السير والغرق والحروق والتسمم مجتمعة..
التقارير العلمية تذكر أنه رغم أن نحو 40 % من مجموع سنوات الحياة الصحية المفقودة بسبب حوادث السقوط تطال الأطفال، فإن هذه التقديرات لا تعبر بدقة عن تأثير الإصابات الناجمة عن حوادث السقوط على الأفراد الأكبر سناً، الذين تقل سنوات النشاط المفقودة عندهم بحكم تقدمهم في السن، إضافة إلى احتمال تزايد لجوء الأفراد الذين يسقطون للإعاقة، لا سيما كبار السن، فضلاً عن التكاليف المالية الباهظة المترتبة على علاج الآثار المرتبطة بحوادث السقوط.
العمر، أحد أهم عوامل الأخطار الرئيسية التي تنطوي عليها حوادث السقوط، ويعد كبار السن الفئة الأكثر عرضة للوفاة، أو الإصابة البالغة بسبب السقوط، وتزداد هذه الأخطار مع التقدم في السن، والتغييرات البدنية والحسية والإدراكية المرتبطة بذلك، ومن بين العوامل المؤثرة أيضاً وجود مشكلات صحية أخرى، كالقلق النفسي والاستخدام المفرط للأدوية، فضلاً عن غياب استخدام أدوات مساعدة للمشي، وتحسين البيئة المنزلية، وإزالة العوائق، وتثبيت الأرضيات الزلقة، والإضاءة الجيدة، والمحافظة على تمارين التوازن وتقوية العضلات، وتمكين الجسم من القدرة على مقاومة السقوط، ومراجعة الأدوية التي قد تسبب الدوار، أو تؤثر على التوازن، وإجراء فحوصات دورية للنظر والسمع.
التجربة التي عشتها مع غاليتي، جعلتني أعي تمامًا أهمية التوعية بأخطار السقوط، لا سيما أنها ليست مجرد إجراء وقائي، بل ضرورة للفت الانتباه للأخطار الكامنة خلف السقوط، ولتعزيز الوعي المجتمعي بكيفية الوقاية من أخطار قادرة على تغيير حياة الإنسان للأسوأ في لحظة، ومن هنا، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فينبغي أن تكون استراتيجيات الوقاية من السقوط شاملة ومتعددة الجوانب، وينبغي أن تعطى الأولوية للبحوث والمبادرات الصحية من أجل تحديد العبء، واستكشاف مختلف عوامل الأخطار، واستخدام الاستراتيجيات الوقائية الفاعلة؛ وأختم بأن العناية بكبار السن وحمايتهم من أخطار السقوط ليست مسؤولية فردية فحسب، بل مسؤولية مجتمعية تستدعي التعاون بين جميع أفراد المجتمع، مع عدم إغفال العناية بمرافق المريض الذي قد يعاني هو أيضًا من تأثيرات نفسية، سببتها الأخطار ذاتها.