التواصل والتفاعل الثقافي بشقيه المؤسسي والشخصي، أحد مكونات الحياة الثقافية، وأحد أهم عوامل صنع الثقافة إن لم يكن العامل الأهم على الإطلاق. وقد بدأنا نلحظ مؤخراً أن التواصل والتفاعل الثقافي المؤسسي، صار أكثر حضوراً وحيوية وفاعلية من التواصل الفردي. فقد تمكن التواصل والتفاعل الثقافي المؤسسي من الاستحواذ على المشهد الثقافي من خلال الهيئات والمؤسسات والأندية الأدبية والمراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، كهيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة التراث، وهيئة المتاحف، وهيئة الأفلام، وهيئة المسرح والفنون المرئية، والمنصات الثقافية كصالون أدب والموسوعة الثقافية والصالونات، والملتقيات، والمنتديات الأدبية والثقافية، التابعة للنخب الاقتصادية - الثقافية، والمقاهي الثقافية الحديثة، والتي تخضع للشراكة مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، والممثلة في مبادرات الشريك الأدبي، والمنصات التفاعلية، وقنوات التواصل الثقافي الاجتماعي.
في حين أن التواصل الثقافي الفردي بدأ يفقد حضوره ووهجه وفاعليته، حيث بدأ المثقف في الانكفاء على ذاته، مؤثراً العزلة والكسل العقلي، ومكتفياً بتغريدة يرسلها بين حين وآخر فأصبح في نظر المجتمع كائناً منعزلاً، في الوقت الذي أصبح فيه التواصل الثقافي إحدى أهم قضايا هذ العصر، حيث يشهد العالم طفرة كبرى في العولمة الثقافية والتواصل الثقافي، والدبلوماسية الثقافية. وإن كنت أرى أن سبب إحجام المثقف عن التواصل الثقافي الشخصي يعود إلى قضية الاختلاف الفكري، فقد يكون التوافق الثقافي موجوداً بين مثقف وآخر، إلا أن عدم التوافق الفكري، يحول دون التواصل والعلاقة الثقافية، فقد تكون الشخصيتين على مستوى واحد من الثقافة، إلا أن قناعاتهما الفكرية مختلفة لا تصل بهما إلى حالة الوفاق.
فالمفكر العربي مالك بن نبي يرى أن الثقافة تواصل وتفاعل ومنهج وأسلوب حياة ونظرية في السلوك الاجتماعي أكثر منها نظرية في المعرفة المجردة. فالنقص الذي يعاني منه المثقف ليس منطلق الفكرة، وإنما منطلق تفعيل الفكرة والحركة بها. فجوهر النظرية الثقافية يقوم على التواصل والتفاعل، والحوار والتآلف الثقافي، وهو ما أشار إليه الكاتب الصيني لي تشي شونج بأن الرحالة العرب الأوائل كانوا في رحلاتهم التجارية يركزون على التواصل والتبادل الثقافي، ففي بريطانيا اليوم يقدم المجلس الثقافي البريطاني دورات في كيفية التواصل الثقافي.
فالعولمة الثقافية جعلت الثقافة ركناً أساسياً في العلاقات الإنسانية. فقد تمكنت التكنولوجيا الرقمية على نطاق واسع، من إرساء قواعد التواصل الثقافي، وذلك من خلال الربط بين تكنولوجيا المعرفة والاتصال في وسائل التواصل الاجتماعي. فقد حققت وسائل التواصل الاجتماعي قفزة هائلة في التواصل المعرفي وعولمة الثقافة والتبادل الدولي للأفكار.
مجموع هذه الملاحظات يرسم صورة التواصل الثقافي في الواقع الإنساني، وإن كانت مسألة التواصل الثقافي والحكم عليها تخضع لعامل النسبية، فمعظم هذا النقاش يتأثر بالتعميم، ولكن ليس المقصود على وجه القطع إدانة كل المثقفين، بل ولا معظمهم.، في مسألة التواصل الثقافي، وإن كان واجب المثقف الحديث اليوم إعادة التواصل إلى الثقافة، أو إعادة الثقافة إلى التواصل والتفاعل الثقافي. وكل لحظة تضيع في هذا المجال هي وقت ضائع بين المثقفين.
وإن كنا في الواقع نجد مثقفين يؤدون دورهم على أكمل وجه في مسألة التواصل والتفاعل الثقافي. وعندنا مثل حاضر وظاهر، ونموذج، وتجربة أدبية وثقافية في التواصل والتفاعل، والدبلوماسية الثقافية، فالأديب حمد القاضي يمثل نموذجًا متميزًا في فن التواصل الثقافي، حيث يمثل التواصل الثقافي أحد مكونات علاقاته الثقافية، فقد جعل منه التواصل الثقافي، والمبادرات الثقافية الشخصية الثقافية الأكثر حضورًا، وهذا يرجع إلى دوره كشخصية ثقافية تفاعلية مبادرة أثرت الوسط الثقافي بحضوره وحيويته ومبادراته التواصلية، حيث يعد التفاعل الثقافي أحد أبرز سماته الثقافية، إذ لم يكن مجرد كاتب فحسب، بل مفكرًا اجتماعيًا، ذا نزعة إنسانية، فالتوازن النوعي الثقافي والاجتماعي أكسبه خاصية فريدة شكلت معالم شخصيته الأدبية والثقافية، سواء على مستوى كتاباته أو مشاركاته الأدبية.
فإذا كانت الدبلوماسية الثقافية أحد مكونات العلاقة الثقافية في هذا العصر وأكثرها تأثيرًا في العلاقات الإنسانية، فإن الأديب حمد القاضي له حضوره الواسع في علاقات التواصل الثقافي، وذلك عن طريق مبادراته الثقافية، فدرجة النضج النوعية التي يتمتع بها نطالعها في كتاباته ونظراته وتحليلاته، التي تجمع ما بين المتعة والفائدة. فكانت زاويته في جريدة الجزيرة حدثًا أدبيًا واجتماعيًا فريدًا، تستوحي المعاني التربوية والاجتماعية في قالب أدبي. حيث تمثل تجربته الأدبية والثقافية تراثًا نوعيًا على مستوى التأليف والكتابة، فقد أنتج مادة معرفية متنوعة، من خلال كتاباته ومؤلفاته: «كتاب الشيخ حسن آل الشيخ الذي لم يرحل»، و«كتاب أشرعة للوطن والثقافة»، و«كتاب رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا»، و«كتاب غاب تحت الثرى أحباء قلبي»، و«كتاب الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي»، و«كتاب قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية»، و«كتاب د. عبد العزيز الخويطر، وسم على أديم النزاهة والوطن». و«كتاب مرافئ على ضفاف الكلمةً»، فقد أصبحت العلاقات الثقافية تمثل أبرز صفاته، حيث أفرزت علاقات ثقافية واجتماعية وإنسانية متعددة ضمن دائرة واسعة، وذلك لقدرته على توظيف علاقاته الثقافية في إطار إنساني.
في حين أن التواصل الثقافي الفردي بدأ يفقد حضوره ووهجه وفاعليته، حيث بدأ المثقف في الانكفاء على ذاته، مؤثراً العزلة والكسل العقلي، ومكتفياً بتغريدة يرسلها بين حين وآخر فأصبح في نظر المجتمع كائناً منعزلاً، في الوقت الذي أصبح فيه التواصل الثقافي إحدى أهم قضايا هذ العصر، حيث يشهد العالم طفرة كبرى في العولمة الثقافية والتواصل الثقافي، والدبلوماسية الثقافية. وإن كنت أرى أن سبب إحجام المثقف عن التواصل الثقافي الشخصي يعود إلى قضية الاختلاف الفكري، فقد يكون التوافق الثقافي موجوداً بين مثقف وآخر، إلا أن عدم التوافق الفكري، يحول دون التواصل والعلاقة الثقافية، فقد تكون الشخصيتين على مستوى واحد من الثقافة، إلا أن قناعاتهما الفكرية مختلفة لا تصل بهما إلى حالة الوفاق.
فالمفكر العربي مالك بن نبي يرى أن الثقافة تواصل وتفاعل ومنهج وأسلوب حياة ونظرية في السلوك الاجتماعي أكثر منها نظرية في المعرفة المجردة. فالنقص الذي يعاني منه المثقف ليس منطلق الفكرة، وإنما منطلق تفعيل الفكرة والحركة بها. فجوهر النظرية الثقافية يقوم على التواصل والتفاعل، والحوار والتآلف الثقافي، وهو ما أشار إليه الكاتب الصيني لي تشي شونج بأن الرحالة العرب الأوائل كانوا في رحلاتهم التجارية يركزون على التواصل والتبادل الثقافي، ففي بريطانيا اليوم يقدم المجلس الثقافي البريطاني دورات في كيفية التواصل الثقافي.
فالعولمة الثقافية جعلت الثقافة ركناً أساسياً في العلاقات الإنسانية. فقد تمكنت التكنولوجيا الرقمية على نطاق واسع، من إرساء قواعد التواصل الثقافي، وذلك من خلال الربط بين تكنولوجيا المعرفة والاتصال في وسائل التواصل الاجتماعي. فقد حققت وسائل التواصل الاجتماعي قفزة هائلة في التواصل المعرفي وعولمة الثقافة والتبادل الدولي للأفكار.
مجموع هذه الملاحظات يرسم صورة التواصل الثقافي في الواقع الإنساني، وإن كانت مسألة التواصل الثقافي والحكم عليها تخضع لعامل النسبية، فمعظم هذا النقاش يتأثر بالتعميم، ولكن ليس المقصود على وجه القطع إدانة كل المثقفين، بل ولا معظمهم.، في مسألة التواصل الثقافي، وإن كان واجب المثقف الحديث اليوم إعادة التواصل إلى الثقافة، أو إعادة الثقافة إلى التواصل والتفاعل الثقافي. وكل لحظة تضيع في هذا المجال هي وقت ضائع بين المثقفين.
وإن كنا في الواقع نجد مثقفين يؤدون دورهم على أكمل وجه في مسألة التواصل والتفاعل الثقافي. وعندنا مثل حاضر وظاهر، ونموذج، وتجربة أدبية وثقافية في التواصل والتفاعل، والدبلوماسية الثقافية، فالأديب حمد القاضي يمثل نموذجًا متميزًا في فن التواصل الثقافي، حيث يمثل التواصل الثقافي أحد مكونات علاقاته الثقافية، فقد جعل منه التواصل الثقافي، والمبادرات الثقافية الشخصية الثقافية الأكثر حضورًا، وهذا يرجع إلى دوره كشخصية ثقافية تفاعلية مبادرة أثرت الوسط الثقافي بحضوره وحيويته ومبادراته التواصلية، حيث يعد التفاعل الثقافي أحد أبرز سماته الثقافية، إذ لم يكن مجرد كاتب فحسب، بل مفكرًا اجتماعيًا، ذا نزعة إنسانية، فالتوازن النوعي الثقافي والاجتماعي أكسبه خاصية فريدة شكلت معالم شخصيته الأدبية والثقافية، سواء على مستوى كتاباته أو مشاركاته الأدبية.
فإذا كانت الدبلوماسية الثقافية أحد مكونات العلاقة الثقافية في هذا العصر وأكثرها تأثيرًا في العلاقات الإنسانية، فإن الأديب حمد القاضي له حضوره الواسع في علاقات التواصل الثقافي، وذلك عن طريق مبادراته الثقافية، فدرجة النضج النوعية التي يتمتع بها نطالعها في كتاباته ونظراته وتحليلاته، التي تجمع ما بين المتعة والفائدة. فكانت زاويته في جريدة الجزيرة حدثًا أدبيًا واجتماعيًا فريدًا، تستوحي المعاني التربوية والاجتماعية في قالب أدبي. حيث تمثل تجربته الأدبية والثقافية تراثًا نوعيًا على مستوى التأليف والكتابة، فقد أنتج مادة معرفية متنوعة، من خلال كتاباته ومؤلفاته: «كتاب الشيخ حسن آل الشيخ الذي لم يرحل»، و«كتاب أشرعة للوطن والثقافة»، و«كتاب رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا»، و«كتاب غاب تحت الثرى أحباء قلبي»، و«كتاب الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي»، و«كتاب قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية»، و«كتاب د. عبد العزيز الخويطر، وسم على أديم النزاهة والوطن». و«كتاب مرافئ على ضفاف الكلمةً»، فقد أصبحت العلاقات الثقافية تمثل أبرز صفاته، حيث أفرزت علاقات ثقافية واجتماعية وإنسانية متعددة ضمن دائرة واسعة، وذلك لقدرته على توظيف علاقاته الثقافية في إطار إنساني.