يعد يوم 8 ديسمبر 2024م منعطفاً تاريخياً في الجمهورية العربية السورية، حيث سقط النظام الحاكم في سوريا بقيادة بشار الأسد ودخول فصائل المقاومة الى دمشق، بعد 13 عاماً من الصراع الذي فشلت معه جميع الحلول السياسية والدبلوماسية والعسكرية ايضاً
ولو نظرنا الى البيئة الاستراتيجية التي كانت عليها سوريا قبل السقوط نجد ان هناك مؤشرات ودلالات واضحة لسقوط هذا النظام الديكتاتوري، فمنذ جمعة الكرامة في 2011 وكان الشعب حينها يدرك خطر الحاكم ويرغب في تحقيق طموحات الشعب السوري من خلال قيام الثورة السورية والتي كان الشعب فيها ضحية لأطماع الحاكم وهدفاً لسلاح جيش النظام الحاكم، فقد حول بشار بقراراته وسياساته سوريا خلال فترة وجيزة الى كومة من الخراب وحول أبنائها الى مشردين ونازحين ولاجئين، وقتل مئات الالاف من السوريين الأبرياء بكل أنواع الأسلحة.
وقد بذل المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية كل ما بوسعها لحقن دماء الشعب السوري وتجنيب سوريا ويلات الحرب والدمار واطماع الدول التي ترغب في الدخول الى المنطقة وفقاً لمصالحها التي قد تؤدي الى تفتيت التراب السوري والاثار التي قد يخلفها ذلك الدمار على دول الجوار، ولكن للأسف فقد كانت تلك الجهود تصطدم بالموقف المتشدد من القيادة السورية التي غلّبت مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن والشعب السوري ، فكانت النتيجة دخول النظام في قتال مع شعبه 13 عاماً ، وفي النهاية ينتصر الشعب ( اذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد ان يستجيب القدر).
ارتكب نظام بشار خطأ كبيراً في التقدير الاستراتيجي منذ قيام الثورة، فلم يصغ لصوت الحق والحكمة التي وجهت له من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز 2011 واخوانه قادة الدول العربية والإسلامية ، ولم يمتثل للحلول الدبلوماسية التي كانت نتاج للمبادرات العربية والدولية في 2012 ، وبعد ذلك توالت المؤتمرات الدولية ( جنيف1 وجنيف2 )، وبعد ذلك وفي عام 2015 كانت محادثات فيينا التي استمرت الى 2017 ، وفي نهاية 2017 نظمت الدول الحليفة للنظام السوري روسيا وايران وكذلك تركيا الداعمة للمعارضة مفاوضات استانا، والتي افضت الى إقامة اربع مناطق لخفض التوتر وليست الحلول التي ينشدها الشعب السوري وإجراء إصلاحات شاملة وفق خارطة طريق زمنية.
والخطأ الآخر في التقدير الاستراتيجي هو بناء علاقات دولية هشة، هدفها الحصول على تحقيق أهدافها من مقدرات الشعب السوري والاعتماد على مليشيات متأثرة عسكرياً بما يحدث في المنطقة وتابعة لقوى خارجية، فكانت روسيا منهمكة في حرب أوكرانيا وترغب في إعادة ترتيب مصالحها مع نتائج المتغيرات على الساحة الدولية، وإيران ليست بأفضل حال من روسيا فقد تقطعت أذرعها في المنطقة ولا ترغب ايضاً ان تكون هدفاً واضحاً في ظل متغيرات الانتخابات الامريكية الأخيرة.
وفي المقابل وفي اليوم الثامن من ديسمبر يظهر لنا زعيم هيئة تحرير الشام ليعلن في بيانه الأول للشعب السوري : ان الشعب اسقط النظام ، ويبرز من خلال هذا البيان وتوالي الاحداث ومتابعة الردود الدولية أن هناك ملامح مرحلة جديدة يتشكل فيها النظام السوري الجديد ، حيث التزم الثوار بحماية مؤسسات الدولة وبقاء رئيس الوزراء يدير الاعمال حتى تسليم السلطة لمن يختاره الشعب ، وهذا امر يبعث الامل في تحقيق تطلعات الشعب السوري. ولكن لازال تقييم المواقف الإقليمية والدولية غير واضح، لأن بلورة مواقف واضحة للتعامل مع تلك الاحداث يتوقف على نمط التفاعلات التي ستتبناها تلك القوى .
على الشعب السوري اليوم مسؤولية كبيرة جداً من حيث تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وتوحيد المواقف والقوى الموجودة على الأرض، والمحافظة على مؤسسات الدولة وتحقيق الامن.
الشعب السوري يمر الآن بمرحلة صعبة من تاريخه، وهو في امس الحاجة الى الدعم والمساندة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، لكي لا تتحول بلاده الى منطقة لتصفية الحسابات أو توظيف لأجندة خارجية قد تؤدي إلى تمزق أو تقسيم التراب السوري، فربما يكون هناك مجال لصياغة دور عربي يجنب سوريا عواقب أي فوضى محتملة، وإعادتها إلى الحضن العربي.
ولو نظرنا الى البيئة الاستراتيجية التي كانت عليها سوريا قبل السقوط نجد ان هناك مؤشرات ودلالات واضحة لسقوط هذا النظام الديكتاتوري، فمنذ جمعة الكرامة في 2011 وكان الشعب حينها يدرك خطر الحاكم ويرغب في تحقيق طموحات الشعب السوري من خلال قيام الثورة السورية والتي كان الشعب فيها ضحية لأطماع الحاكم وهدفاً لسلاح جيش النظام الحاكم، فقد حول بشار بقراراته وسياساته سوريا خلال فترة وجيزة الى كومة من الخراب وحول أبنائها الى مشردين ونازحين ولاجئين، وقتل مئات الالاف من السوريين الأبرياء بكل أنواع الأسلحة.
وقد بذل المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية كل ما بوسعها لحقن دماء الشعب السوري وتجنيب سوريا ويلات الحرب والدمار واطماع الدول التي ترغب في الدخول الى المنطقة وفقاً لمصالحها التي قد تؤدي الى تفتيت التراب السوري والاثار التي قد يخلفها ذلك الدمار على دول الجوار، ولكن للأسف فقد كانت تلك الجهود تصطدم بالموقف المتشدد من القيادة السورية التي غلّبت مصلحتها الشخصية على مصلحة الوطن والشعب السوري ، فكانت النتيجة دخول النظام في قتال مع شعبه 13 عاماً ، وفي النهاية ينتصر الشعب ( اذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد ان يستجيب القدر).
ارتكب نظام بشار خطأ كبيراً في التقدير الاستراتيجي منذ قيام الثورة، فلم يصغ لصوت الحق والحكمة التي وجهت له من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز 2011 واخوانه قادة الدول العربية والإسلامية ، ولم يمتثل للحلول الدبلوماسية التي كانت نتاج للمبادرات العربية والدولية في 2012 ، وبعد ذلك توالت المؤتمرات الدولية ( جنيف1 وجنيف2 )، وبعد ذلك وفي عام 2015 كانت محادثات فيينا التي استمرت الى 2017 ، وفي نهاية 2017 نظمت الدول الحليفة للنظام السوري روسيا وايران وكذلك تركيا الداعمة للمعارضة مفاوضات استانا، والتي افضت الى إقامة اربع مناطق لخفض التوتر وليست الحلول التي ينشدها الشعب السوري وإجراء إصلاحات شاملة وفق خارطة طريق زمنية.
والخطأ الآخر في التقدير الاستراتيجي هو بناء علاقات دولية هشة، هدفها الحصول على تحقيق أهدافها من مقدرات الشعب السوري والاعتماد على مليشيات متأثرة عسكرياً بما يحدث في المنطقة وتابعة لقوى خارجية، فكانت روسيا منهمكة في حرب أوكرانيا وترغب في إعادة ترتيب مصالحها مع نتائج المتغيرات على الساحة الدولية، وإيران ليست بأفضل حال من روسيا فقد تقطعت أذرعها في المنطقة ولا ترغب ايضاً ان تكون هدفاً واضحاً في ظل متغيرات الانتخابات الامريكية الأخيرة.
وفي المقابل وفي اليوم الثامن من ديسمبر يظهر لنا زعيم هيئة تحرير الشام ليعلن في بيانه الأول للشعب السوري : ان الشعب اسقط النظام ، ويبرز من خلال هذا البيان وتوالي الاحداث ومتابعة الردود الدولية أن هناك ملامح مرحلة جديدة يتشكل فيها النظام السوري الجديد ، حيث التزم الثوار بحماية مؤسسات الدولة وبقاء رئيس الوزراء يدير الاعمال حتى تسليم السلطة لمن يختاره الشعب ، وهذا امر يبعث الامل في تحقيق تطلعات الشعب السوري. ولكن لازال تقييم المواقف الإقليمية والدولية غير واضح، لأن بلورة مواقف واضحة للتعامل مع تلك الاحداث يتوقف على نمط التفاعلات التي ستتبناها تلك القوى .
على الشعب السوري اليوم مسؤولية كبيرة جداً من حيث تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وتوحيد المواقف والقوى الموجودة على الأرض، والمحافظة على مؤسسات الدولة وتحقيق الامن.
الشعب السوري يمر الآن بمرحلة صعبة من تاريخه، وهو في امس الحاجة الى الدعم والمساندة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، لكي لا تتحول بلاده الى منطقة لتصفية الحسابات أو توظيف لأجندة خارجية قد تؤدي إلى تمزق أو تقسيم التراب السوري، فربما يكون هناك مجال لصياغة دور عربي يجنب سوريا عواقب أي فوضى محتملة، وإعادتها إلى الحضن العربي.