إبراهيم نيازي

يرصد البهاء والجمال من نفيس الفرائد ، يكتب صوره بالضوء كهمس القصائد ، لتتناغم معها الوان الطبيعة ، ونبض الأماكن ،وبريق القلائد.

إنه الفوتوغرافي" محمد بن سليمان آل ميمش" ، رافقته هواية التصوير منذ الصغر، وتأثر بمعرض صور شاهده في مدينة جدة ، قبل ثلاثين عاماً لرائد التصوير خالد خضر.

ومنذ ذلك الوقت، قرر تنمية هوايته ، والإطلاع على الجديد في عالم التصوير ،وحضور معارض داخل المملكة، حتى أوجد لنفسه معادلة خاصة

في معرفة الأوقات ، دراسة المواقع ، إختيار الزوايا والعدسات ، إنتقاء اللحظات من مشارف الحُسن، والجلال، حتى يتسنى له إعتقالها في طرفة عين.

وحازت مجموعة من الصور الجديدة والقديمة للفنان آل ميمش إعجاب المهتمين بالتصوير ،ووصفوها بلوحات إبداعية متعددة المعاني تعكس ذائقة فنية وعبقرية متفردة، تجسدت فيها إشراقة الصباح ، ركض السحاب ،هطول الغيث ، مواسم الحصاد ،إبتهاج ربيع الأرض وانتعاش صيفها في السراة ، وأجواء الشتاء الدافئة ، في تهامة وساحل البحر ، إضافة إلى صور عن التراث، والعمران ،وبعض اللقطات الطريفة.

وأرى أن دعم ، وتشجيع الفوتوغرافيين ، من أبناء وبنات الوطن ، سينعكس على جودة الإنتاج ، ويخلق تنافساً بينهم ، والإستفادة من الصور كلوحات جدارية ، تتزين بها مداخل وواجهات المكاتب ، المطارات ، الأسواق ، المطاعم، الفنادق في بلادنا،

والتصوير الفوتوغرافي ركن مهم من القوة الناعمة ، يرتقي الى مسارات فنون العصر المؤثرة وبينه وبين التصوير الفني في الأدب علاقة تكاد تتشابه مابين الكلمة والضوء.

وصنف " عباس محمود العقاد" المصورين بعد زيارته معرضاً للصور في القاهرة إلى ثلاثة "مصور يُظّهِرُ نظره ويده، ومصور يُظّهِرُ ذوقه وشعوره، وثالث تبرزُ روحه وعبقريتهُ في صوره ، وهذا هو الفوتوغرافي المبدع".

وفي عصرنا الخاضر ساعدت وسائل التواصل الإجتماعي على سرعة بث الصور ، واتساع ظاهرة قراءتها عالمياً لأن لغة التصوير واحدة ، لاتحتاج إلى ترجمة.

وتبقى بصمة المصور المبدع واضحة المعالم ،حتى لو أستخدم التقنية الحديثة بشرط خلو أعماله من محسنات وخداع الذكاء الإصطناعي.

وتُعتبر منطقة عسير المحرض الحقيقي للإبداع ،وتكاد فصول العام تجتمع ملامحها في اليوم الواحد - بإذن الله - كتنوع ثري للفوتوغرافيين تدخل أعمال المميزين منهم لدائرة المتابعة والقبول.

يقول مُخرج الأفلام والمصور العالمي الفرنسي " كريس ماركر" عن مصوري الطبيعة والطيور والحيوانات: " التصوير الفوتوغرافي هو أصطياد غريزة الصيد دون الرغبة في القتل..نحن نتعقب ونُهٓدّف وبدلا من الموت نُبَين الحياة".