الرياض : الوطن

أماكن تستحق الزيارة من الرياض إلى القصيم "مسار الشمال ورحلة التاريخ"، مسمى يصف مغامرة لا تُنسى تجمع روعة الرياض بجمال جغرافي وتاريخ القصيم، عبر وجهات وأماكن مختلفة تستحق الزيارة تجعل زائرها يصنع ذكريات عبر أوقات ممتعة لا تتكرر. ومع إشارة البدء، تنطلق الرحلة في مدينة القصب، ولكن احذر من أن تضع انطباعًا خاطئًا عنها، فهي ليست مشهورة بـ "القصب" بل إنها تشتهر بإنتاج الملح المستخرج من جوف الأرض، وتنتج ما يربو على ثلث احتياج المملكة من الملح الخشن، وهذه المدينة وجهة مميزة لمن يحب التراث القديم، حيث تضم (سوق العبيدي) أقدم سوق في نجد وأكبرها، وبرج المرقب وسور البلد القديم المسمى بـ(العقدة)، وكذلك (المملحة). وبعد أن تستكشف المدينة التاريخية وتستمتع بوقتك، عليك الذهاب إلى شقراء، حيث قصر السبيعي التاريخي بتاريخه الذي يتخطى 90 عامًا، وتشهد جدرانه النجدية القديمة على أصوات المتشاورين والمترائين حين اجتمعوا في كنفه، وذلك لأنه كان عبر التاريخ محل الشورى وبيت المال ودار الإمارة. وللراحة والهدوء عليك الاتجاه بعد ذلك إلى قرية أشيقر التراثية، وهناك تجهز لرحلة مشوقة بين النخيل وسحر المنازل القديمة، وهي فرصة لزيارة محمية الطيور الساحرة في بلدة الفرعة، ولا تنس التقاط الصور التذكارية من أعلى المطل الخلاب؛ الذي يتيح لك رؤية قرية أشيقر بأكملها من أعلى. وفي اليوم التالي، يمكنك منذ الصباح اكتشاف مرقب منيخ في المجمعة، وهو مرقب يتمتع بموقع استراتيجي على ارتفاع يتيح لأهالي البلدة القديمة مراقبة المناطق المحيطة من جميع الاتجاهات دون عوائق، مما جعله رمزاً للأمان واليقظة في تلك الفترة، ومن خلاله يمكنك مشاهدة إطلالات بانورامية على المدينة والمزارع المحيطة بها، وهي تجربة تجمع بين الطبيعة والتاريخ. ومن المجمعة إلى عنيزة حيث الوجهات المختلفة، ولكن عليك أولًا البدء ببيت البسام التراثي؛ وهو أحد المنازل التراثية الشهيرة، هناك يمكنك الاطلاع على التاريخ القديم وشرب الشاهي الشهي في المقهى القديم مع الاستمتاع بالأجواء الشتوية. ويمكنك بعدها القيام بجولة تسوق مختلفة، وزيارة سوق المسوكف الشعبي الذي انشئ سنة 1428 هـ على الطراز القديم، وهو مجاور لبيت البسام، يمكنك هناك تناول الطعام الشهي واستجماع الحماسة والقوة لاستكمال الرحلة والذهاب للوجهة المقبلة وهي جادة النخيل؛ جادة النخيل باتت وجهة تنزّه رئيسة لزوار عنيزة، وهي تجربة مميزة لأنها تخترق مزارع النخيل القديمة في وسط المدينة التي تجاوز عددها 700 نخلة، وتضم العديد من المطاعم والمقاهي المميزة التي تقدم لك تجربة طعام مختلفة. بعد ذلك اتجه إلى بريدة، حيث الفعاليات التراثية المتنوعة، وابدأ رحلتك فيها ببيت الحِرفيين؛ الذي يؤسس لمفهوم مُبتكر في الحفاظ على الحرف اليدوية والاهتمام بها، حيث يمكنك الاطلاع على العديد من المنتجات المختلفة التي تناسب كل الأذواق، ثم اتجه لتجربة شرب مشروب دافئ في شاهي الشارة؛ أحد أشهر المقاهي، ستكون على موعد مع كوبٍ من الشاهي الدافئ الذي يُنسي التعب ويزيد الشغف بالرحلة. والآن حان وقت زيارة متحف العقيلات، وهناك يمكنك أن تعرف تاريخ منطقة دون زيارة متاحفها وأماكنها التاريخية؛ إذ تمثّل المتاحف وسيلة رائعة لاستعراض التراث ونقله للأجيال المتعاقبة، وخلال زيارتك للمتحف ستكون هناك فرصة رائعة للتعرّف على تراث المنطقة وثقافتها؛ لأنه يسلّط الضوء على تنقلات العقيلات التجارية التي كانت تنطلق من القصيم وتمتدّ إلى العراق والشام ومصر والهند والصين، كما يكشف مساهمة العقيلات -من خلال رحلاتهم عبر التاريخ- في نقل الثقافة السعودية إلى البلدان التي قصدوها للتجارة. وضمن رحلة المعرفة والتاريخ، اتجه إلى بيت العيدان التراثي لتشاهد وتطلع على الأدوات والأثاث والأواني التي كانت تستعمل قبل الطفرة العمرانية التي عمّت البلاد قبل أكثر من أربعين عامًا مضت.

وأخيرًا اختم جولتك في بريدة بزيارة جادة عسيب التي تضم مزرعة ومقاهي ومطاعم مختلفة، كما تقدم العديد من الفعاليات خلال الشتاء بديكورات بهية وخدمة مميزة. ولأن البكيرية لها رونق خاص فعليك زيارتها ضمن مسار الشمال، وابدأ بمزارع هضيم للتمور واطلع على أنواع التمور المختلفة التي تزرعها وتذوقها وتعرف على تلك الزراعة المهمة، وبعدها اتجه إلى مزرعة أكتوبر التي ستقدم لك تجربة فريدة وجميلة لقضاء أجواء المنتجعات الريفية بالنخيل والأشجار وتناول الطعام الريفي الذي لا يقاوم. وبعدها اتجه إلى مقصورة السويلم التي بنيت مطلع القرن الثالث عشر الهجري، في عهد أمير البكيرية عبد الله بن سويلم، وكانت المقصورة مقرًا للإمارة فترة من الزمن، حيث استُقبل فيها عدد من الملوك والشخصيات البارزة مثل الإمام فيصل بن تركي والملك عبدالعزيز حين قدم إلى البكيرية عام 1325 هـ. ثم اتجه إلى جادة السواقي التاريخية بما تتمتع به من موقع جميل يبرز البيئة الطبيعية للمنطقة، وزيارة مقصورة الراجحي التاريخية التي بنيت عام 1190هـ وتسرد قصص الأجداد بلمسة معمارية فريدة وتفاصيل دقيقة بنقوش رائعة تُزيّن المكان. ومع الرس، تزداد الرحلة جمالًا؛ حيث برج الشنانة المعلم الأثري الفريد؛ الذي شُيّد في أوائل القرن الثاني عشر الهجري لغرض الاستطلاع والمراقبة، وقلعة جدعية التراثية التي تحتوي على مجموعة من المرافق والمباني والغرف التراثية التي تأخذك في رحلة عبر الزمن إلى العصور القديمة.

ويقدم تقويم برنامج (شتاء السعودية 2024) خارطة تجارب وفعاليات متنوعة تناسب جميع الفئات والأذواق والأعمار، منذ انطلاق البرنامج في مطلع شهر أكتوبر الماضي، حيث يستمر خلال الربع الأول من عام 2025، عبر سبع وجهات سياحية مميزة تضم (حائل والعلا والرياض وجدة والبحر الأحمر والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة)، بالإضافة إلى أكثر من 1000 تجربة وفعالية سياحية حول المملكة، وما يزيد على 500 عرض مميز. ويتضمن البرنامج عددًا من المواسم والمبادرات والفعاليات المميزة؛ مثل موسم الرياض وموسم الدرعية وموسم العلا وموسم المدينة المنورة وتقويم جدة، ورالي دكار وميدل بيست وكروز السعودية وبينالي الفنون الإسلامية، إضافة لتقديم تجارب الهايكينغ والتخييم والكرفانات في المناطق الشتوية، هذا إلى جانب العديد من التجارب الحصرية التي يمكن للزوار التعرف إليها من خلال الرابط https://www.visitsaudi.com/ar/campaigns/winter.