جدة: واس، الوطن

توفيت اليوم (الأحد 2011/11/27) المعلمة الثالثة المصابة في حريق مدارس براعم الوطن الأهلية بحي الصفا شمال جدة. من جهة أخرى أصدرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة بياناً أوضحت فيه حقائق وملابسات حادث حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية، وقالت إن البلاغ بحدوث الحريق ورد إلى غرفة عمليات الدفاع المدني من إحدى معلمات المدرسة عند الساعة الثانية عشر والدقيقة السابعة والخمسون من ظهر يوم السبت الموافق 23/12/1432هـ فيما كانت إحدى محطات الإذاعات تستشهد بمعلمة ذكرت أنها اتصلت على الرقم (999) وهو ليس رقم الدفاع المدني وأبلغت عن الحادث وحينما وردنا البلاغ من غرفة عمليات الدوريات الأمنية كانت هناك مجموعة من البلاغات التي وردت إلينا قد سبقت ذلك وكانت فرق الدفاع المدني قد وصل البعض منها لموقع الحادث والآخر كان قريباً منه.
وأشارت إلى أن الادعاء بأن فرق الدفاع المدني قد تأخرت عن مباشرة الحادث هو ادعاء مرفوض ومردود على كل من أورده فنحن مجندون للعمل على مدار الساعة ومهنتنا التي أدينا القسم عليها أمام ولاة الأمر تحتم عليها سرعة التجاوب وليس لنا أية مصلحة في التأخر، ثم إن هناك أجهزة تسجيل توثق كل ما يجري وما يدور منذ لحظة تلقي البلاغ وحتى الانتهاء من الحدث مروراً بكل تفاصيل العمليات وما يجري على أرض الواقع وهذه الأجهزة لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يتدخل في عملها بالتعديل أو الحذف أو الإضافة وفيها ما يثبت سرعة التجاوب والمباشرة للحدث.
وجاء في البيان أن فرق الدفاع المدني وصلت ومن أكثر من اتجاه لموقع الحادث بعدد (23) فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسيارتي سلالم و(3) طائرات عمودية، وأعلنت في اللحظات الأولى للحادث حالة (بلاغ طبي أحمر) وهذا الإعلان يعني الإدراك التام لأهمية الحادث وخطورته وهو يعني مشاركة أكثر من جهة في التعامل معه، وهذه الجهات ممثلة في: الشؤون الصحية التي شاركت بعدد كبير من سيارات الإسعاف والفرق الطبية الميدانية التي تقدم الإسعافات الأولية في الموقع مباشرة، كما قامت بإعلان حالة الاستنفار العام لمستشفيات المحافظة لاستقبال الحالات الإصابية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي شاركت بما يزيد عن 20 سيارة إسعاف وفرق طبية ميدانية تقوم بتقديم الإسعافات الأولية في موقع الحدث إضافة إلى طائرتي إسعاف جوي، كما شاركت جهات أخرى مساندة.
وبينت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أن كل هذا الأمر وهذه المشاركات تمت بناء على ما سبق إعداده وتنظيمه ضمن خطط مواجهة الحالات الطارئة التي يعدها الدفاع المدني مسبقاً، مفيدة أنه من الطبيعي جداً أن تكون هناك عمليات إخلاء وإنقاذ ومحاولات سيطرة على الحريق في اللحظات الأولى لوقوع الحدث من قبل الموجودين بالموقع والمحيطين به لحين وصول فرق الدفاع المدني وهذا الأمر لم يحدث في حادث المدرسة فقط بل وفي كل المواقع التي تتعرض للحوادث في كل أنحاء العالم سواء حوادث المدارس أو المنازل أو المركبات أو غيرها.
وأضافت أن الحريق كان في مجمله في مساحة لا تتجاوز 8×6م في قبو المدرسة ولم يصل إلى الأدوار العلوية إطلاقا بل ولم يصل إلى مرافق أخرى تقع ضمن القبو ومجاورة له مما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه أننا لم نستخدم سوى فرقة إطفاء واحدة للسيطرة على الحريق من أصل 8 فرق تقف على أهبة الاستعداد خارج أسوار المدرسة، وقد غاب عن الكثيرين معلومة مهمة بل وعلى قدر كبير من الأهمية أن الخطورة لا تكمن عادة في عملية الاحتراق بل إن الخطورة الحقيقية هي ما ينتج عن الحريق وما يعرف في مصطلحات علوم الحرائق (بنواتج الحريق) وهي الأشد خطراً وضرراً على المحيطين بها لاحتوائها على غازات سامة وخانقة وتسبب حالات إغماء ووفاه لمن يتعرض لها في غضون 3 إلى 5 دقائق فقط، وهذه الأدخنة والغازات هي أيضا ما يساعد على بث الذعر والهلع بين قاطني المنشأة لإعاقتها للرؤية وتغيير النمط السلوكي لمن يتعرض لها وبالتالي تفقده القدرة على السيطرة والتركيز.
وأفادت أن معظم إن لم تكن جميع الحالات الإصابية كانت قد نتجت عن السقوط أو التدافع ولم تكن هناك أية حالة قد تعرضت للحرق المباشر بل لفحات حرارية بسيطة نتيجة حالة الهلع التي سادت الموقع، والمدرسة كانت تحوي لحظة وقوع الحادث ما يزيــد علـى 600 طالبــة من أصل 900هم عدد الطالبات وأعضاء هيئة التدريس بها والعاملات، وقد تم خروجهن من خلال استخدام مخارج الطوارئ بالمبنى والبعض الآخر تم إنقاذهن عبر النوافذ باستخدام السلالم، كما تم إنقاذ ما يزيد عن 70 حالة من على سطح المبنى باستخدام الطائرات العمودية وسيارات السلالم.
وقالت إن اللجنة المشكلة بأمر سمو أمير منطقة مكة المكرمة والمؤلفة في عضويتها من 5 جهات حكومية عملت على البحث والتحري وجمع المعلومات وصولاً للأسباب الرئيسة والحقيقية للحادث وخلصت إلى أن هناك بعضاً من الطالبات وعددهن 5 طالبات أعمارهن ما بين الثالثة عشر والخامسة عشر ممن قمن بعملية الإشعال من خلال إقرارات موثقة شرعاً وبحضور أولياء أمورهن جميعاً ودون استثناء وبعض من أعضاء هيئة التدريس، ولم تنته إلى ذلك بل لا زالت مستمرة في أعمالها لاستكمال إجراءات التحقيق.
ودعت مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة في ختام بيانها الجميع إلى تحري الدقة والمصداقية واستسقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة والموثوقة لتقديم معلومة مفيدة بدلاً من الإثارة والتشويش، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقاً ما ينتهي إليه التحقيق بشكل واسع ومفصل.