جدد مزارعو أشجار النخيل الجدل في الأيام الأخيرة حول جدوى ممارستهم حرق مخلفات أشجارهم بعد نهاية موسم جني التمور، وذلك بإشعال النيران فيها، بما يعرف محليًا بإشعال «الطبائن»، وهي ممارسة تستمر على مدى 3 أشهر هي نوفمبر وديسمبر ويناير.
ويشير بعض هؤلاء المزارعين إلى أن لـ«الطبائن» إيجابيات عدة، أهمها أنها تعمل على مكافحة الحشرات والآفات المختلفة، وتسهم في صناعة أسمدة طبيعية للأرض المزروعة، وهي أسمدة تمتاز بأنها أفضل مقارنة بأنواع أخرى من الأسمدة، فيما يرى معارضون لهذه الممارسة أنها تضر بالأرض، كما تضر بالبيئة نتيجة انتشار دخان الحرائق وتأثيره على ما يحيط به.
وعلى الرغم من أن حرق تلك المخلفات يعد بالنسبة لكثيرين ممارسة زراعية مهمة يستفاد منها، إلا أنها تدخل في الوقت نفسه ضمن المخالفات البيئية.
طقوس زراعية
لحرق المخلفات وجهان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، ولكن الجهات الرسمية رجحت كفة احتياطات السلامة ومنعت هذه الممارسة وعدّت اللجوء إليها مخالفة.
وخلال وقت قصير مقبل يحين وقت الترويس للنخيل، ما يعني تهيئة النخلة لموسم جديد، وكما هو معتاد يبدأ الفلاحون بممارسة ما يمكن القول عنه، الطقوس الخاصة، لتنظيف النخلة من الكرب، أي السعف اليابس وغير الصالح، ومن الزوائد والحشائش الجافة حولها، كل هذه المخلفات الزراعية مصيرها الحرق.
وهنا يكمن الوجه الإيجابي للحرق بالتخلص من الزوائد والمخلفات الزراعية، فيما يركز الفلاحون على جانب إيجابي مهم آخر وهو رماد الحرق المكون من مواد عضوية تتحول من الرماد إلى السماد الطبيعي، وهذا السماد العضوي والطبيعي الناتج من عملية الحرق يدخل تحت مسمى «الطبينة». فضلًا عن أهمية الحرق في إبعاد الحشرات عن الأرض الزراعية.
وجه سلبي
ينطوي حرق المخلفات الزراعية على وجه سلبي من إزعاج الرائحة وكثافة الدخان المشبع بثاني أكسيد الكربون الذي قد يؤثر على تنفس الساكنين جوار المزارع التي بات أغلبها في بلدات وقرى وسط المناطق العمرانية.
والأهم من هذا كله هو ما قد تتسبب به عملية حرق المخلفات الزراعية من اشتعال قد يؤدي إلى حرق المزروعات وحتى الأشخاص، ومع أن هذا الأمر يعد نادرًا في حال الحرق العادي للمخلفات، إلا أن بعض المزارعين أو العمالة التي تعمل في المزارع أوصلوا هذه الممارسة إلى حدود الخطر باستخدام مواد للاشتعال مثل البنزين لضمان سرعة حرق المخلفات، لكن ذلك تسبب أحيانا في خروج الأمور عن السيطرة، وتسبب بحرق مساحات واسعة من المزارع، وخلّف أضرارا بشرية ومادية كذلك.
نيران في الملابس
خلال الأسبوع الماضي، شهدت مزرعة في بلدة الخويلدية في محافظة القطيف حالة حرق نجم عنها تضرر كاظم السادة، حيث أصيب بحروق في اليد والوجه خلال حرقه للمخلفات الزراعية في مزرعته الواقعة في حدود بلدة الأوجام.
وعن الحادثة يقول ولده علي السادة لـ«الوطن» إن «حرق المخلفات الزراعية أمر معتاد لدى الفلاحين، بقصد الاستفادة من رماد الحرق، لكن النار طالت ملابس والدي، ما تسبب له ببعض الضرر».
وأضاف «يرقد والدي في المستشفى حاليا بعد أن أصيب ببعض الحروق، لكن حالته مستقرة».
حالة السادة هي واحدة من حالات أخرى تستدعي أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الأرض والفلاح أو العامل على الأرض.
غرامة 10 ملايين ريال
من جانبها، اتخذت الجهات الرسمية خطوات مهمة مرتكزة على مبدأ السلامة أولًا، فرفعت تحذيراتها من ممارسة حرق المخلفات الزراعية، وعدّت القيام بها مخالفة بيئية قد تكلف صاحبها غرامة تصل إلى 10 ملايين ريال.
وفي آخر رصد لبيانات قوات الأمن البيئي، كانت القوات قد ضبطت مقيمين من جنسيات آسيوية مخالفين لنظام البيئة لقيامهم بحرق مخلفات زراعية في المنطقة الشرقية، معلنة أن الغرامات التي تنتظرهم تصل إلى 10 ملايين ريال نتيجة تجاوزهم للنظام البيئي.
طرق الطبائن
يستخدم المزارعون طريقتان لحرق «الطبائن» والتخلص منها بطرق آمنة، وهما طبائن «المحط»، وهي طبائن كبيرة لا تقل مساحتها عن 10×10 أمتار مربعة، وفيها يتم تجميع مخلفات النخيل بأكملها بطريقة منظمة، وتشمل كرب وسعف وجذوع وجزم وفطيات النخيل، وتضرم فيها النار بعد وضع الليف والحشائش في الأعلى وسد الفراغات، ودفنها بكميات من التراب بما يضمن إغلاق انتشار النيران إلى مواقع أخرى، وتستمر هذه النيران مشتعلة لمدة لا تقل عن 15 يومًا لضمان احتراقها بالكامل، ويتم إشعال النيران من الجهة الجنوبية لتكون متوافقة مع تحرك الرياح، وبعد ذلك يتم حرث الأرض وتسميدها بنواتج الطبائن.
أما النوع الآخر، فهي «عمار»، وتكون صغيرة المساحة ولا تتجاوز الواحدة منها 1.5× 1.5 متر مربع، ويتم تنفيذها في عدة مواقع داخل المزرعة، وتبقى مشتعلة لمدة لا تتجاوز الـ3 أيام، وهي أقل خطورة من سابقتها.
من الطبينة للطفو
لتجنب المخالفات، استبدل المزارعون استخدام السماد العضوي الناتج عن حرق المخلفات الزراعية والمسمى «الطبينة» بما أسماه المزارعون «الطفو» وهو سماد مُصّنع يتم شراؤه من شركات السماد المتنوعة، ومن المفترض أن يضم في عناصر مكوناته مواد عضوية مصنعة لهذا الغرض.
وعلى الرغم من أن عملية الشراء مكلفة، إلا أنها تقي المزارع من مشاكل بيئية أخرى قد تكلفه ملايين الريالات.
عملية آمنة
يوضح حبيب أحمد أن «حرق المخلفات الزراعية يعد عملية آمنة ومعتادة لدى الفلاحين منذ قرون، لكنها في الفترة الأخيرة دخلت ضمن المخالفات البيئية، وأظن المعني في كونها مخالفة هو في حال كانت حرائق تتسبب في تجاوز حد السلامة إلى عدم الأمان».
ولفت إلى أن «الحرق للمخلفات يكون في حالة ترويس النخلة وتنظيفها وجز الحشائش اليابسة، وهي مفيدة للتربة من ناحية تكوّن السماد».
ونوه إلى أن «الدخان الناجم من عملية الحرق آمن إلى حد ما، كونه دخان عضوي لا يضر، حيث إن الدخان هو نتيجة حرق السعف، أي أنه مادة عضوية بيئية مفيدة».
ولفت إلى أن «هذه العملية دخلت ضمن المخالفات البيئية لدى الدفاع المدني بسبب ما قد ينتج عنها من حرائق، ولكنها بطبيعة الحال كما اعتدناها حرائق محدودة، وتحت السيطرة».
وتساءل «أين يمكن التخلص من المخلفات الزراعية مع الأخذ بالاعتبار أنها مخلفات عضوية مفيدة للتربة».
واقترح أنه قد يكون من السلامة توفير مساحة من الأرض بعيدة عن المناطق الزراعية في النطاقات العمرانية ليتم فيها الحرق أو منطقة مسورة لا ينتقل فيها شرار الحريق، ويؤخذ منها الرماد أو السماد الناجم عن الحرق بحيث يمكن الاستفادة منه.
شكاوى الناس
يرى المزارع حسن الجمعان، أن «طبينة التربة الناتجة من حرق المخلفات الزراعية مفيدة جدا كونها تزود التربة بالفيتامينات، ولكن بسبب شكاوى الناس من دخان الحرق والرائحة باتت هذه العملية قليلة جدا في بعض المحافظات، ولو أنها لا تزال مستمرة في محافظات أخرى».
وأكمل «استبدل المزارعون الطبينة بمنتجات السماد المباعة من الشركات الخاصة التي يطلق عليها العامة من المزارعين اسم «الطفو» وذلك بمبلغ يصل إلى حدود 50 ريالا قيمة ما يقارب الـ10 كيلوجرامات منها، وهذه تكلفة كبيرة مقارنة بالسماد العضوي البيئي الذي تأتي به الطبينة، حيث يمكن استخلاصها مجانًا من جراء حرق المخلفات الزراعية».
شروط وضوابط
من جانبهم، دعا متخصصون إلى ضرورة حرق المخلفات الزراعية وفقًا للشروط المحددة وبموافقة الدفاع المدني؛ على أساس أن تتم عمليات حرق المخلفات الزراعية وفقا لشروط وضوابط السلامة، وبموافقة الدفاع المدني، وذلك تجنبا لحدوث الكوارث.
بدورها دعت وزارة البيئة والمياه والزراعة، المتنزهين والمزارعين والعاملين في مناطق الغطاء النباتي والمزارع والمراعي إلى أخذ الحيطة والحذر، والتقيد بالإرشادات، وتعزيز السلوكيات الإيجابية لحماية البيئة، والحد من الآثار السلبية والمخالفة، والتي على رأسها حرق الأشجار، وغيرها من الممارسات التي تؤدي إلى التسبب في الحرائق.
أضرار عدة
يصر مختصون على أن حرق بقايا المحاصيل بهدف التخلص منها تسبب أضرارًا للتربة الزراعية، عدا عن الضرر البيئي والاقتصادي الذي تحدثه.
ويؤكدون أن ذاك الحرق لا يقتل فقط الحشرات في المزارع، بل يقتل كذلك الكائنات الحية المفيدة للتربة، ويغير من تركيبة التربة من تربة خصبة إلى تربة ذات طابع رملي، ويدمر المواد العضوية الموجودة في الطبقة السطحية للتربة، ناهيك عما ينجم عنه من انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تلوث التربة بمواد مستخدمة في الإشعال مثل (الكيروسين والزيوت) إضافة إلى نشر كمية كبيرة من الحرارة.
تجربة أمريكية جنوبية
فيما يعد الحرق في الهواء الطلق أكبر مصدر للكربون الأسود على مستوى العالم، بدأت أمريكا الجنوبية البحث عن بدائل لحرق بقايا المحاصيل، لحماية المناخ وجودة الهواء.
وكان مؤتمر منطقة الأنديز الإقليمي أكد أن حرق المخلفات الزراعية له تأثير هائل على التربة في جميع أنحاء العالم، وهو مشكلة هائلة بالنسبة للزراعة المستدامة.
ولجأ مزارعون ورواد في أمريكا الجنوبية إلى ممارسة تقطيع القش بدلًا من حرقه وزراعة البقايا، ووجدوا أن هذه الممارسة تمنع التآكل، وأن التربة تحتفظ بالرطوبة لفترة أطول خلال فترات الجفاف.
الطبينة
سماد متحول من رماد حرق المخلفات الزراعية
سماد عضوي طبيعي ناتج من مكونات زراعية
الطفو
سماد مصنع من شركات متخصصة يحاكي السماد العضوي
يتم بيعه للمزارعين بسعر 50 ريالا لكل 10 كيلوجرامات
10 ملايين ريال
غرامة حرق المخلفات الزراعية
asf
فوائد حرق مخلفات النخيل
ـ تعمل على مكافحة الحشرات والآفات المختلفة
ـ تسهم في توفير أسمدة طبيعية للأرض المزروعة
ـ تقتل الحشرات في الأرض
مساوئ حرق المخلفات
ـ تسبب أضرارًا للتربة الزراعية وتقتل كائناتها الحية المفيدة للتربة
ـ تغير من تركيبة التربة وتفقدها خصوبتها
ـ تدمر المواد العضوية في الطبقة السطحية للتربة
ـ تلوث التربة بمواد مستخدمة في الإشعال مثل (الكيروسين والزيوت)
ـ ينجم عن الحرق نشر كمية كبيرة من الحرارة
ـ ينتشر دخان الحرائق ويؤثر على ما يحيط به.
ويشير بعض هؤلاء المزارعين إلى أن لـ«الطبائن» إيجابيات عدة، أهمها أنها تعمل على مكافحة الحشرات والآفات المختلفة، وتسهم في صناعة أسمدة طبيعية للأرض المزروعة، وهي أسمدة تمتاز بأنها أفضل مقارنة بأنواع أخرى من الأسمدة، فيما يرى معارضون لهذه الممارسة أنها تضر بالأرض، كما تضر بالبيئة نتيجة انتشار دخان الحرائق وتأثيره على ما يحيط به.
وعلى الرغم من أن حرق تلك المخلفات يعد بالنسبة لكثيرين ممارسة زراعية مهمة يستفاد منها، إلا أنها تدخل في الوقت نفسه ضمن المخالفات البيئية.
طقوس زراعية
لحرق المخلفات وجهان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، ولكن الجهات الرسمية رجحت كفة احتياطات السلامة ومنعت هذه الممارسة وعدّت اللجوء إليها مخالفة.
وخلال وقت قصير مقبل يحين وقت الترويس للنخيل، ما يعني تهيئة النخلة لموسم جديد، وكما هو معتاد يبدأ الفلاحون بممارسة ما يمكن القول عنه، الطقوس الخاصة، لتنظيف النخلة من الكرب، أي السعف اليابس وغير الصالح، ومن الزوائد والحشائش الجافة حولها، كل هذه المخلفات الزراعية مصيرها الحرق.
وهنا يكمن الوجه الإيجابي للحرق بالتخلص من الزوائد والمخلفات الزراعية، فيما يركز الفلاحون على جانب إيجابي مهم آخر وهو رماد الحرق المكون من مواد عضوية تتحول من الرماد إلى السماد الطبيعي، وهذا السماد العضوي والطبيعي الناتج من عملية الحرق يدخل تحت مسمى «الطبينة». فضلًا عن أهمية الحرق في إبعاد الحشرات عن الأرض الزراعية.
وجه سلبي
ينطوي حرق المخلفات الزراعية على وجه سلبي من إزعاج الرائحة وكثافة الدخان المشبع بثاني أكسيد الكربون الذي قد يؤثر على تنفس الساكنين جوار المزارع التي بات أغلبها في بلدات وقرى وسط المناطق العمرانية.
والأهم من هذا كله هو ما قد تتسبب به عملية حرق المخلفات الزراعية من اشتعال قد يؤدي إلى حرق المزروعات وحتى الأشخاص، ومع أن هذا الأمر يعد نادرًا في حال الحرق العادي للمخلفات، إلا أن بعض المزارعين أو العمالة التي تعمل في المزارع أوصلوا هذه الممارسة إلى حدود الخطر باستخدام مواد للاشتعال مثل البنزين لضمان سرعة حرق المخلفات، لكن ذلك تسبب أحيانا في خروج الأمور عن السيطرة، وتسبب بحرق مساحات واسعة من المزارع، وخلّف أضرارا بشرية ومادية كذلك.
نيران في الملابس
خلال الأسبوع الماضي، شهدت مزرعة في بلدة الخويلدية في محافظة القطيف حالة حرق نجم عنها تضرر كاظم السادة، حيث أصيب بحروق في اليد والوجه خلال حرقه للمخلفات الزراعية في مزرعته الواقعة في حدود بلدة الأوجام.
وعن الحادثة يقول ولده علي السادة لـ«الوطن» إن «حرق المخلفات الزراعية أمر معتاد لدى الفلاحين، بقصد الاستفادة من رماد الحرق، لكن النار طالت ملابس والدي، ما تسبب له ببعض الضرر».
وأضاف «يرقد والدي في المستشفى حاليا بعد أن أصيب ببعض الحروق، لكن حالته مستقرة».
حالة السادة هي واحدة من حالات أخرى تستدعي أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الأرض والفلاح أو العامل على الأرض.
غرامة 10 ملايين ريال
من جانبها، اتخذت الجهات الرسمية خطوات مهمة مرتكزة على مبدأ السلامة أولًا، فرفعت تحذيراتها من ممارسة حرق المخلفات الزراعية، وعدّت القيام بها مخالفة بيئية قد تكلف صاحبها غرامة تصل إلى 10 ملايين ريال.
وفي آخر رصد لبيانات قوات الأمن البيئي، كانت القوات قد ضبطت مقيمين من جنسيات آسيوية مخالفين لنظام البيئة لقيامهم بحرق مخلفات زراعية في المنطقة الشرقية، معلنة أن الغرامات التي تنتظرهم تصل إلى 10 ملايين ريال نتيجة تجاوزهم للنظام البيئي.
طرق الطبائن
يستخدم المزارعون طريقتان لحرق «الطبائن» والتخلص منها بطرق آمنة، وهما طبائن «المحط»، وهي طبائن كبيرة لا تقل مساحتها عن 10×10 أمتار مربعة، وفيها يتم تجميع مخلفات النخيل بأكملها بطريقة منظمة، وتشمل كرب وسعف وجذوع وجزم وفطيات النخيل، وتضرم فيها النار بعد وضع الليف والحشائش في الأعلى وسد الفراغات، ودفنها بكميات من التراب بما يضمن إغلاق انتشار النيران إلى مواقع أخرى، وتستمر هذه النيران مشتعلة لمدة لا تقل عن 15 يومًا لضمان احتراقها بالكامل، ويتم إشعال النيران من الجهة الجنوبية لتكون متوافقة مع تحرك الرياح، وبعد ذلك يتم حرث الأرض وتسميدها بنواتج الطبائن.
أما النوع الآخر، فهي «عمار»، وتكون صغيرة المساحة ولا تتجاوز الواحدة منها 1.5× 1.5 متر مربع، ويتم تنفيذها في عدة مواقع داخل المزرعة، وتبقى مشتعلة لمدة لا تتجاوز الـ3 أيام، وهي أقل خطورة من سابقتها.
من الطبينة للطفو
لتجنب المخالفات، استبدل المزارعون استخدام السماد العضوي الناتج عن حرق المخلفات الزراعية والمسمى «الطبينة» بما أسماه المزارعون «الطفو» وهو سماد مُصّنع يتم شراؤه من شركات السماد المتنوعة، ومن المفترض أن يضم في عناصر مكوناته مواد عضوية مصنعة لهذا الغرض.
وعلى الرغم من أن عملية الشراء مكلفة، إلا أنها تقي المزارع من مشاكل بيئية أخرى قد تكلفه ملايين الريالات.
عملية آمنة
يوضح حبيب أحمد أن «حرق المخلفات الزراعية يعد عملية آمنة ومعتادة لدى الفلاحين منذ قرون، لكنها في الفترة الأخيرة دخلت ضمن المخالفات البيئية، وأظن المعني في كونها مخالفة هو في حال كانت حرائق تتسبب في تجاوز حد السلامة إلى عدم الأمان».
ولفت إلى أن «الحرق للمخلفات يكون في حالة ترويس النخلة وتنظيفها وجز الحشائش اليابسة، وهي مفيدة للتربة من ناحية تكوّن السماد».
ونوه إلى أن «الدخان الناجم من عملية الحرق آمن إلى حد ما، كونه دخان عضوي لا يضر، حيث إن الدخان هو نتيجة حرق السعف، أي أنه مادة عضوية بيئية مفيدة».
ولفت إلى أن «هذه العملية دخلت ضمن المخالفات البيئية لدى الدفاع المدني بسبب ما قد ينتج عنها من حرائق، ولكنها بطبيعة الحال كما اعتدناها حرائق محدودة، وتحت السيطرة».
وتساءل «أين يمكن التخلص من المخلفات الزراعية مع الأخذ بالاعتبار أنها مخلفات عضوية مفيدة للتربة».
واقترح أنه قد يكون من السلامة توفير مساحة من الأرض بعيدة عن المناطق الزراعية في النطاقات العمرانية ليتم فيها الحرق أو منطقة مسورة لا ينتقل فيها شرار الحريق، ويؤخذ منها الرماد أو السماد الناجم عن الحرق بحيث يمكن الاستفادة منه.
شكاوى الناس
يرى المزارع حسن الجمعان، أن «طبينة التربة الناتجة من حرق المخلفات الزراعية مفيدة جدا كونها تزود التربة بالفيتامينات، ولكن بسبب شكاوى الناس من دخان الحرق والرائحة باتت هذه العملية قليلة جدا في بعض المحافظات، ولو أنها لا تزال مستمرة في محافظات أخرى».
وأكمل «استبدل المزارعون الطبينة بمنتجات السماد المباعة من الشركات الخاصة التي يطلق عليها العامة من المزارعين اسم «الطفو» وذلك بمبلغ يصل إلى حدود 50 ريالا قيمة ما يقارب الـ10 كيلوجرامات منها، وهذه تكلفة كبيرة مقارنة بالسماد العضوي البيئي الذي تأتي به الطبينة، حيث يمكن استخلاصها مجانًا من جراء حرق المخلفات الزراعية».
شروط وضوابط
من جانبهم، دعا متخصصون إلى ضرورة حرق المخلفات الزراعية وفقًا للشروط المحددة وبموافقة الدفاع المدني؛ على أساس أن تتم عمليات حرق المخلفات الزراعية وفقا لشروط وضوابط السلامة، وبموافقة الدفاع المدني، وذلك تجنبا لحدوث الكوارث.
بدورها دعت وزارة البيئة والمياه والزراعة، المتنزهين والمزارعين والعاملين في مناطق الغطاء النباتي والمزارع والمراعي إلى أخذ الحيطة والحذر، والتقيد بالإرشادات، وتعزيز السلوكيات الإيجابية لحماية البيئة، والحد من الآثار السلبية والمخالفة، والتي على رأسها حرق الأشجار، وغيرها من الممارسات التي تؤدي إلى التسبب في الحرائق.
أضرار عدة
يصر مختصون على أن حرق بقايا المحاصيل بهدف التخلص منها تسبب أضرارًا للتربة الزراعية، عدا عن الضرر البيئي والاقتصادي الذي تحدثه.
ويؤكدون أن ذاك الحرق لا يقتل فقط الحشرات في المزارع، بل يقتل كذلك الكائنات الحية المفيدة للتربة، ويغير من تركيبة التربة من تربة خصبة إلى تربة ذات طابع رملي، ويدمر المواد العضوية الموجودة في الطبقة السطحية للتربة، ناهيك عما ينجم عنه من انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تلوث التربة بمواد مستخدمة في الإشعال مثل (الكيروسين والزيوت) إضافة إلى نشر كمية كبيرة من الحرارة.
تجربة أمريكية جنوبية
فيما يعد الحرق في الهواء الطلق أكبر مصدر للكربون الأسود على مستوى العالم، بدأت أمريكا الجنوبية البحث عن بدائل لحرق بقايا المحاصيل، لحماية المناخ وجودة الهواء.
وكان مؤتمر منطقة الأنديز الإقليمي أكد أن حرق المخلفات الزراعية له تأثير هائل على التربة في جميع أنحاء العالم، وهو مشكلة هائلة بالنسبة للزراعة المستدامة.
ولجأ مزارعون ورواد في أمريكا الجنوبية إلى ممارسة تقطيع القش بدلًا من حرقه وزراعة البقايا، ووجدوا أن هذه الممارسة تمنع التآكل، وأن التربة تحتفظ بالرطوبة لفترة أطول خلال فترات الجفاف.
الطبينة
سماد متحول من رماد حرق المخلفات الزراعية
سماد عضوي طبيعي ناتج من مكونات زراعية
الطفو
سماد مصنع من شركات متخصصة يحاكي السماد العضوي
يتم بيعه للمزارعين بسعر 50 ريالا لكل 10 كيلوجرامات
10 ملايين ريال
غرامة حرق المخلفات الزراعية
asf
فوائد حرق مخلفات النخيل
ـ تعمل على مكافحة الحشرات والآفات المختلفة
ـ تسهم في توفير أسمدة طبيعية للأرض المزروعة
ـ تقتل الحشرات في الأرض
مساوئ حرق المخلفات
ـ تسبب أضرارًا للتربة الزراعية وتقتل كائناتها الحية المفيدة للتربة
ـ تغير من تركيبة التربة وتفقدها خصوبتها
ـ تدمر المواد العضوية في الطبقة السطحية للتربة
ـ تلوث التربة بمواد مستخدمة في الإشعال مثل (الكيروسين والزيوت)
ـ ينجم عن الحرق نشر كمية كبيرة من الحرارة
ـ ينتشر دخان الحرائق ويؤثر على ما يحيط به.