مكة المكرمة: أحمد الجهني

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف أن استراتيجيات وزارته تركز على جانب التقنية في تنويع الاقتصاد المحلي وتطبيق المبادرات المختلفة وخلق صناعة محلية رائدة وتوفير فرص استثمارية ووظائف لشباب وشابات الوطن تتناسب مع طموحات الجيل القادم.

وسرد الوزير الخريف خلال حضوره لقاء هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة بمكة المكرمة في مقر غرفة مكة أهم الاستراتيجيات التي عملت عليها الوزارة خلال الفترة الماضية لتمكين قطاعي الصناعة والتعدين لرفع مكانتهما في الاقتصاد والمشاركة في تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل، تعتبر المملكة العربية السعودية مدرسة صناعية فيما يتعلق بالصناعات المرتبطة بالنفط والغاز حيث تشكل المملكة أهمية كبيرة في سوق قطاع الصناعات الكيماوية وتحتل مرتبة مهمة من خلال الاستثمارات التي عملت في الجبيل وينبع وشركات سابك والشركات الوطنية الأخرى.

وقال الوزير :"جاءت رؤية المملكة 2030 للاستفادة من البنى التحتية والقاعدة الصناعية المتميزة وأيضا القاعدة اللوجستية والارتقاء بقطاع الصناعة إلى آفاق جديدة تخدم المملكة واحتياجاتها ومواطنيها وأيضا تساعد في مواجهة التحديات العالمية بسلاسل الامداد وغيرها وأن تكون المملكة لاعبا مهما في قطاع الصناعة من هذا المنطلق عكفنا في وزارة الصناعة والثروة المعدنية على بناء الاستراتيجية الصناعية والتي توجت باعتماد سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزارء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في نهاية عام 2022 وبعد ذلك اعتمادها من مقام مجلس الوزراء وهذه الاستراتيجية تركز على 12 قطاعا صناعيا جرى تقسيمها إلى ثلاث مجموعات للسلع المجموعة الأولى هي مجموعة السلع المرتبطة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي والأمن العسكري والأمن المائي هذه الصناعات ذات أهمية بالغة ليس فقط من حيث عائدها التجاري والاقتصادي وإنما من حيث أهميتها الاستراتيجية وأهميتها للأمن الوطني وتحت هذه الصناعات مجموعة من الممكنات والحوافز والسياسات الداعمة التي تضمن نشأت هذه الصناعات على أعلى مستوى، المجموعة الثانية من الصناعات هي المجموعة المرتبطة بالعديد من المزايا والأولى والأهم الثروات الطبيعية فالمملكة غنية بالنفط والغاز والمعادن والبتروكيمياويات ولذلك جاءت الاستراتيجية للاستفادة من هذه الموارد بأعلى قدر ممكن، والميزة الأخرى تتمثل في الموقع الجغرافي للمملكة فهي تربط معظم قارات العالم وتكمن اهمية الموقع الجغرافي أيضا في الاستثمارات الكبيرة التي صرفت على البنى التحتية وجعل المملكة محطة لوجستية عالمية لخدمة المنطقة والعالم والقارة الافريقية التي تعتبر مطمع جميع الدول اليوم في النمو المستقبلي، المجموعة الثالثة من الصناعات هي الصناعات المرتبطة بالمستقبل.. كيف لنا أن نجعل المملكة تكون جاهزة للتغيرات التقنية وفق التوجهات العالمية الجديدة؟

وأن نكون مالكين للتوجهات في بعض القطاعات وبعض الصناعات مثل الصناعات التقنية والسيارات الكهربائية أو الفضاء والطيران وغيره وللاستراتيجية الصناعية أهداف كبيرة جدا وهي تهدف لخلق صناعة محلية رائدة وفرص استثمارية وخلق وظائف لشباب وشابات الوطن تتناسب أيضا مع طموحات الجيل القادم وليست وظائف الماضي التي بنيت عليها بعض الصناعات المعتمدة على الأيدي العاملة الرخيصة.

وأضاف الخريف بأن الاستراتيجية الصناعية ركزت على جانبين مهمين الاول برنامج تنمية القدرات البشرية والذي يدعم الاستراتيجية بشكل مباشر، والجانب الآخر البحث وتطوير الابتكار فهناك عمل كبير قائم على اعادة هيكلة هذا القطاع ليكون رافدا مهما للاقتصاد الوطني ويساهم في تنمية القطاع الاقتصادي بشكل عام. وهذه الأعمدة الاضافية التي تساهم في الاستراتيجية الصناعية تحظى باهتمام مباشر من سمو سيدي فهو يرأس اللجان المعنية بها, وتطرق الى أنه بالجانب الآخر نراهن على التقنية وتبني الأتمتة والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الابعاد لدفع القطاع في الاسراع لتحقيق مستهدفاته وزيادة الطلب على المنتجات المحلية ومشيرا الى أن هذه الاستراتيجية تهدف أيضا إلى جعل المملكة بلد مصدر تساهم الصناعة بشكل كبير في تحسين ميزان المدفوعات، وهناك استراتيجية مستقلة للصادرات نتوقع أن تقر وتعلن قريبا.

وأوضح بأن المملكة تعد في قطاع التعدين من الدول التي فضلت تأجيل الاستثمار في قطاع التعدين والتركيز في المراحل الاولى على قطاع النفط والغاز واليوم باتت الفرصة سانحة لاعتبار هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد وقامت استراتيجية التعدين على ثلاث محاور أولها الاستثمار في الكشف والمسح لمعرفة ما لدينا من مقدرات وثروات طبيعية واليوم نستطيع القول بأن هذا الجانب قطعنا فيه مشوارا جيدا

وتطرق الى أنه منذ اطلاق الاستراتيجية كانت هناك توقعات بالثروات الطبيعية 1،3تريلون دولار وفي يناير من هذا العام استطعنا رفع هذه التقديرات لتصل إلى 2،5 بارتفاع 90% وهذه جهود المبادرات التي ساهمت فيها هيئة المساحة الجيولوجية،

ولفت الى أن المملكة لديها كميات كبيرة من المعادن مثل الذهب والفضة والفوسفات والبوكسيت وايضا توجد نسبة لا يستهان فيها من المعادن النادرة، المحور الثالث هو استراتيجية التعدين كيف نضمن أن تكون لدينا بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات العالمية وأيضا نحفز الاستثمارات المحلية واستطعنا أن نخرج بنظام الاستثمار التعديني الذي تم إصداره في عام 2021 وهو يوازن بين مصالح وطنية والتأكد من الاستثمار في قطاع التعدين له عائد اقتصادي واجتماعي ومن أهم العوامل التي عملنا عليها في هذا النظام هو المحافظة على البيئة وأن تكون هناك محفزات للمستثمرين وتعظيم الفائدة الاقتصادية. المحور الثالث في قطاع التعدين هو كيف تكون المملكة فاعلة على المستوى العالمي.

ولجعل المملكة شريكا في التوجهات العالمية في تقنين قطاع المعادن وان يكون لها يد على مقدرات وثروات تعدينية خارج المملكة لضمان وجودها وتوفرها للسوق المحلي ومن هذا المنطلق تقرر جعل الرياض منصة عالمية وتم انشاء شركة منارة للاستثمار في المعادن وهي مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وشركة معادن. الاستراتيجية الرابعة تتمثل في اطلاق عدد من المبادرات تركز على توطين منتجات لدينا استيراد كبير منها.

وأجاب الوزير في ختام اللقاء على أسئلة الصحفيين بقوله: المملكة اليوم تشهد تغيرا ملحوظا في تجاوز تحديات قطاع الاستثمار وأن وزارة الصناعة تدير ملف صناعة الدواء واللقاحات بكفاءة عالية وقلت في هذا الجانب لمجموعة من القطاع الخاص لو طلبتم مني أن افتخر بشيء واحد خلال السنوات الخمس هذي الحلم الذي تحقق أن الصناعة ليست ملف وزير ولا ملف وزارة بينما هي ملف حكومة متكاملة هناك من الوزراء أحرص مني شخصيا على الصناعة والجميع في كل الجهات الحكومية يراجعون أي قرارات قد يكون لها أثر سلبي على الصناعة. بالأمس احتفلنا مع سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة بإطلاق التجمع الغذائي الأول وهو يستهدف استقطاب استثمارات بعشرين مليار ريال.

وأكد بأن التغيرات التي حدثت في مجال الصناعة عالميا تغيرات جذرية في معظمها لصالح المملكة لأن قبل عشرين سنة بعض الصناعات إذا لم يكن لديك مليون أو مليونين فسوف تخسر الأيدي العاملة الرخيصة أصبحت ليست جزءا مهما بمفردها في الصناعة حيث بالإمكان تجهيز مصانع فيها تقنية وتنتج وتسوق وتنافس بشكل كبير، ولدينا برنامج لتحويل أربعة آلاف مصنع لتبني الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والروبوت والطباعة ثلاثية الابعاد وهذه طبيعة الوظائف التي تناسب أنائنا وبناتنا وتوفر لهم فرصا وظيفية على مستوى، وايضا هذه التقنيات تخدم المملكة وشبابها وتجعلهم مؤهلين.

وعن الاهتمام بالإعلام الصناعي قال اعتقد أن لقاءنا اليوم أكبر دليل على أهمية الإعلام ولدينا فريق جيد يهتم بهذا الجانب ويبرز ما يليق بالوزارة.

وتحدث عن البرنامج الذي تعمل عليه الوزارة حاليا لتصنيع هدايا الزوار بالتنسيق مع وزارة الثقافة حول بعض الأعمال والصناعات في مناطق ذات تكاليف منخفضة، وشعار صنع في السعودية لديه حوكمة عبر لجنة خاصة وسيكون مظلة تضمن عدم الاساءة لاستخدام الصناعة الوطنية وأن تكون أي علامة فرعية مثل صنع في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وسيكون لها نسبة كبيرة من الصادرات. بالنسبة لتسهيل الاستثمار الأجنبي لا توجد مزايا محصورة على السعوديين فالمزايا تعطى للمشروع والحافز الحقيقي لأي مصنع ينتج بجودة عالية تزيد الطلب على منتجه والمشاريع التي تتبنى التقنيات. لدينا قناعة في وزارة الصناعة بأن المقابل المالي كسياسة لم تؤد هدفها بتوطين الصناعة بل أربكت القطاع ونعتقد أنه يجب إعادة النظر في تصميم شيء جديد يوازن ما بين السياسة العمالية والقطاع الخاص وإن شاء الله ستكون هناك أخبار جيدة في هذا الجانب.

بالنسبة لجيزان فهي تتميز بموقع جغرافي متميز ومؤهلة لأن تكون لاعبا مهما لتحقيق الأمن الغذائي.

إلى ذلك رفع مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة فهد الإحيوي باسم رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ عضوان الأحمري و أعضاء المجلس وكافة الأعضاء بفرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة أسمى آيات الشكر والتقدير لمعاليه على تشريفه لمبادرة فرع الهيئة بمنطقة مكة المكرمة حيث تزامن قدوم معاليه مع الغيث و المطر الذي أنهمر على مكة المكرمة

وأشار الإحيوي الى أن هذا اللقاء يأتي ضمن فعاليات وأنشطة فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة النوعية لتحقيق الأهداف العامة للهيئة في خطتها التطويرية والمستقبلية .

وأضاف بأن عنوان هذا اللقاء يجسد ما تشهده المملكة العربية السعودية من تحول كبير في كافة القطاعات، وفي قلب هذا التحول والتطور يبرز التعاون بين الصناعة والتعدين والإعلام لدفع عجلة التنمية المستدامة

كما قدم الشكر الى شركاء النجاح غرفة مكة ومصانع الزايدي الخرسانية وشركة مياه اكويا ومصنع القرشي للعطور

ومن جانبه ألقى نائب رئيس غرفة مكة الاستاذ سلطان أزهر كلمة ترحيبية مماثلة وموضحا أهمية مثل هذه اللقاءات الهادفة ومردودها على الجانب الاقتصادي والإعلامي .

وفي ختام اللقاء كرمت الهيئة بمنطقة مكة المكرمة معاليه وكافة شركاء النجاح غرفة مكة ومصانع الزايدي لمواد البناء وشركة مياه اكويا ومصنع القرشي للعطور على التميز الذي تحقق للقاء بتوفيق الله وبتضافر كافة الجهود .