أبها: الوطن

عدد بعض من الدبلوماسيين والمسؤولين بعضا من النقاط الشائكة في محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، حتى مع نضج شروط الاتفاق.

وكان من أبرز الخلاف على أن حزب الله لن يوافق على صفقة لا تتضمن «إنهاء كامل وشامل للعدوان» ولا تحمي سيادة لبنان.

بينما تطلب إسرائيل المزيد من الضمانات لضمان إزالة أسلحة حزب الله من منطقة الحدود.

وفيما يلي نظرة على الاقتراح والنقاط الخلافية.

مدة شهرين مبدئيا

وينص الاقتراح قيد المناقشة لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار لمدة شهرين مبدئيا، تنسحب القوات الإسرائيلية خلاله من لبنان وينهي حزب الله وجوده المسلح على طول الحدود الجنوبية جنوب نهر الليطاني.

وسوف يصاحب الانسحاب تدفق آلاف الجنود الإضافيين من الجيش اللبناني، الذين تم تهميشهم إلى حد كبير في الحرب، للقيام بدوريات في منطقة الحدود إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة بالفعل.

ويتم تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر في عام 2006 لإنهاء حرب استمرت شهراً بين إسرائيل وحزب الله، ولكن لم يتم تنفيذه بالكامل.

ولم ينه حزب الله وجوده في جنوب لبنان، في حين قال لبنان إن إسرائيل تنتهك مجاله الجوي بانتظام وتحتل مساحات صغيرة من أراضيه.

وليس من الواضح ما إذا كان الاتفاق الجديد سوف يتم تنفيذه بنجاح أكبر من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2006.

وقال مايكل هيرتزوغ سفير إسرائيل في واشنطن لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الاتفاق يهدف إلى تحسين المراقبة وتنفيذ القرار السابق.

ورغم أنه قال إن هناك نقاطا معينة لا تزال بحاجة إلى الانتهاء، فإن الاتفاق أصبح قريبا ويمكن إبرامه «في غضون أيام».

وقال مسؤول أميركي إن المفاوضات استمرت في التقدم، لكن الطرفين ما زالا بحاجة إلى حل بعض القضايا العالقة لإتمام الاتفاق.

حرية الهجوم

ووصف دبلوماسيان غربيان عدة نقاط خلافية لAP، وقالوا إن إسرائيل تطلب المزيد من الضمانات لضمان إزالة أسلحة حزب الله من منطقة الحدود. وقال المسؤولون الإسرائيليون، الذين يشعرون بالقلق إزاء احتمال قيام حزب الله بشن هجوم من النوع الذي نفذته حماس من غزة على جنوب إسرائيل، إنهم لن يوافقوا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يمنحهم صراحة حرية شن هجمات في لبنان إذا اعتقدوا أن حزب الله ينتهكه.

وقال مسؤول إسرائيلي إن القضية تظل نقطة خلاف، رغم أنه قال إن المحادثات تتجه في «اتجاه إيجابي».

فيما ذكر مسؤولون لبنانيون أن الموافقة على مثل هذه الصفقة من شأنها أن تنتهك سيادة لبنان. وقال زعيم حزب الله نعيم قاسم إن الجماعة المسلحة لن توافق على صفقة لا تتضمن «إنهاء كامل وشامل للعدوان» ولا تحمي سيادة لبنان.

كما اختلف لبنان وإسرائيل حول الدول التي ستشارك به اللجنة الدولية التي تشرف على تنفيذ الاتفاق والقرار 1701.



معارضة فرنسا

وفي إشارة إلى التقدم بدا أن إسرائيل قد تخلت عن معارضتها لفرنسا، التي ظلت على علاقة وثيقة بلبنان منذ انتهاء حكمها الاستعماري هناك، والتي كانت على خلاف مع إسرائيل مؤخراً.

وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن فرنسا ستكون جزءًا من لجنة المراقبة. وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب أيضًا إن إسرائيل قبلت فرنسا.

لكن لبنان رفض السماح لبريطانيا، الحليف الوثيق لإسرائيل، بالدخول.

ولم يتضح ما إذا كان المسؤولون اللبنانيون قد تخلوا عن معارضتهم بعد التنازل الإسرائيلي.

وفي هذه الأثناء، قال دبلوماسيون إن إسرائيل لا تريد الدخول في مفاوضات بشأن 13 نقطة متنازع عليها على طول الحدود كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي تربطه علاقات متوترة مع حكومة إسرائيل، الأحد خلال زيارة إلى لبنان، إنه غير مقتنع بأن إسرائيل «مهتمة بوضوح بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».

إنهاء الحرب

ومن المتوقع أن يؤدي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أقوى وكلاء إيران المسلحين، إلى تهدئة التوترات الإقليمية بشكل كبير والتي أدت إلى مخاوف من اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران بشكل مباشر. وليس من الواضح كيف سيؤثر ذلك على الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. وكان حزب الله يصر منذ فترة طويلة على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار حتى تنتهي الحرب في غزة، لكنه تخلى الآن عن هذا الشرط.

وقال أحد الدبلوماسيين إن هناك مخاوف من أنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن الحرب ستمتد إلى سوريا والعراق مع محاولة إسرائيل قطع إمدادات الأسلحة من إيران إلى حزب الله.

في هذه الأثناء، يقول المحللون إن حزب الله أصبح ضعيفا لكنه يواصل إطلاق النار بشكل مطرد على إسرائيل، بما في ذلك الضربات بعيدا عن الحدود.

وتقول إسرائيل إن هدفها في الحرب مع حزب الله هو تمكين النازحين الإسرائيليين من العودة إلى ديارهم بأمان. وفي لبنان، نزح ربع السكان، ودُمرت أجزاء من البلاد، وخاصة في جنوب لبنان والمناطق الواقعة جنوب العاصمة بيروت.

وفي لبنان، حيث يتوق المسؤولون والمقيمون إلى انتهاء الحرب، تبددت موجة التفاؤل الأولية بعد أن غادر المبعوث الخاص لإدارة بايدن إلى إسرائيل ولبنان، عاموس هوشتاين، المنطقة الأسبوع الماضي دون التوصل إلى اتفاق.

ويعتقد كثيرون الآن أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في يناير.



نقاط خلاف رئيسية بين إسرائيل وحزب الله، وأهمها:

1. إزالة أسلحة حزب الله من الحدود:

إسرائيل تطالب بضمانات لإزالة أسلحة حزب الله من جنوب لبنان.

حزب الله يرفض أي اتفاق لا يحمي سيادة لبنان وينهي «العدوان الإسرائيلي».

2. حرية الهجوم الإسرائيلي:

إسرائيل تريد أن يتيح لها الاتفاق حرية شن هجمات في لبنان إذا اعتبرت أن حزب الله ينتهك الاتفاق.

لبنان يعتبر ذلك انتهاكًا لسيادته.

3. تشكيل اللجنة الدولية:

خلاف حول الدول المشاركة في اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

إسرائيل قبلت مشاركة فرنسا، لكن لبنان يعترض على بريطانيا.4. النقاط الحدودية المتنازع عليها:

إسرائيل ترفض إدخال النقاط الحدودية المتنازع عليها ضمن الاتفاق.

5. الثقة بتنفيذ الاتفاق:

الشكوك حول إمكانية نجاح الاتفاق الجديد في ضوء فشل تنفيذ اتفاق 2006 بالكامل.

6. مواقف الأطراف الدولية:

اختلاف مواقف الدول الغربية، حيث تدعم فرنسا مشاركتها، بينما يعارض لبنان بريطانيا.

تصريحات الاتحاد الأوروبي تشير إلى تشكيك في نوايا إسرائيل للوصول إلى اتفاق.