الأحساء: عدنان الغزال

شبه ناقد وروائي، النص الروائي، بالتوثيق غير الرسمي، لتجربة ثقافية مشتركة، يساعد في حفظ الذاكرة الجمعية، وتكريم تراث المجتمع، وأن السردية الثقافية في الرواية، هي وسيلة أساسية لنقل رؤى وأفكار المجتمعات وثقافاتها، وإذا كانت المجتمعات الحقيقية هي التي تولي أفكارها وثقافاتها لأدبائها ومثقفيها، فتعمل الرواية على تصوير وتوثيق التجارب والقيم المشتركة، بإيجابياتها وسلبياتها، وتوجه النقاش حول قضايا الهوية والانتماء والذاكرة، كما تتناول توظيف العناصر الثقافية مثل اللغة، والعادات، والتقاليد، وغيرها، لتكون وسيلة تعبير عن الشأن الاجتماعي والثقافي.

الذاكرة الجمعية للمجتمع

أبان الناقد والروائي إبراهيم منصور، في محاضرة بعنوان: «السرد الثقافي في الرواية»، بنادي أصدقاء السرد في الأحساء، وأدارها القاص عبدالجليل الحافظ، أن السردية الثقافية في الرواية، تؤدي دورًا مهمًا في إعادة تشكيل الذاكرة الجمعية للمجتمع، فهي لا تتناول فقط ما يحدث في الوقت الحاضر، بل تمتد غالبًا إلى الماضي لعرض أحداث وتواريخ مؤثرة، فيستخدم الماضي ليُبرز أحداثًا مهمة في تاريخ المجتمع أو لحظات حرجة في التغيرات الثقافية، وهذا الأمر يساعد على فهم أعمق للهوية الراهنة، وهذا الاسترجاع للماضي من خلال الشخصيات والأحداث يمنح الرواية قوة تأريخية.

تقنيات سردية

قال منصور «السرد هو الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق (السارد أو الراوي) تحت تأثير عدد من العوامل المتعلقة بالسارد أو المسرود له أو النص، وهو مصطلح نقدي الغرض منه نقل الحدث والموضوع من صورته الواقعية إلى صورة لغوية مكتوبة أو منطوقة، وتوجه النقاش حول قضايا الهوية والانتماء والذاكرة، كما تتناول توظيف العناصر الثقافية مثل اللغة، والعادات، والتقاليد، وغيرها، لتكون وسيلة تعبير عن الصراعات الاجتماعية والثقافية، كما تستخدم الرواية، تقنيات سردية متعددة لدعم السردية الثقافية، مثل تعدد الأصوات؛ هذا التعدد يصاحبه تعدد في الثقافة، وقد يتعدد صوت الشخصية الواحدة في أحوال إنسانيتها، ويأتي الأسلوب الوصفي المكثف لتفاصيل الحياة اليومية، بحيث تصبح السردية ليست مجرد قصة بل شهادة على تجربة إنسانية وتجليًا ثقافيًا معيّنًا ناقلا ثقافة المجتمع».

الثقافة المحلية

أكد أن الرواية، تصبح مساحة للتفاعل بين الذوات، إذ تكشف عن تأثير المحيط الثقافي على تكوين الشخصية، كما تقدم أنماطا متماثلة وتترك للقارئ المقارنة بين الأزمنة والأشخاص وتكسر الرواية القوالب النمطية، وتقدم صورًا أكثر تعقيدًا وتنوعًا حول الثقافات المختلفة.