مكة المكرمة: أحمد الجهني

حدد عدد من مفسري الأحلام تعرفة قيمتها 100 ريال لتفسير الرؤية أو الحلم الواحد للراغب، على أن يكون ذلك من خلال التواصل معهم عبر الواتساب أو التليجرام، حيث يصار إلى تحويل المبلغ المطلوب، ومن ثم إرسال الرؤية والحصول على تفسيرها.

وأسهمت وسائل التواصل في الترويج لتفسير الرؤى والأحلام، حتى من قبل الأدعياء الذين قد يفسرون على هواهم دون علم ودراية، مستغلين لهفة البعض لتفسير الرموز والأحداث التي عبرتهم في المنام أو الحلم.

رحلة بحث

يروي بدر العلي تفاصيل خاصة لـ«الوطن» تتعلق برؤيته حلم، وبحثه عن مفسرٍ للأحلام مستعينًا بقروبات الواتس، حيث أكد أنه تلقى مجموعة من الأرقام لعدد من المفسرين، وذلك عبر وسطاء يقومون بالرد بشكل مباشر، مطالبين بسداد المبلغ أولاً، وذلك إما عبر حوالة عبر البنك ومن ثم إرسال الرؤية بالتفاصيل والعمر والجنس والحالة الاجتماعية والوظيفية على أن ينتظر الرد بالتفسير خلال 24 ساعة، دون أي تعليق آخر، أو المناقشة مرة أخرى، إلا إذا أرسل المفسر أسئلة استفسارية يتم من خلالها التجاوب وبعد ذلك يتم تفسير الحلم.

وقال العلي «اختلفت الأسعار من مفسر إلى آخر، ولكن من خلال التواصل والبحث، كان أغلبها في حدود الـ100 ريال التي بدا كأنها تعرفة لتفسير الحلم أو الرؤية».

بناء الآمال

تؤكد نوره إسماعيل أن منصات التواصل الاجتماعي تعد من أهم الوسائل للترويج لمفسري الأحلام، وقالت «نحرص كفتيات وبشكل كبير على تفسير الأحلام التي تراودنا، ونسعى إلى تدوين الحلم وكتابته، ومن ثم عرضه على أي من المفسرين، ونبني آمالنا وتوقعاتنا على هذا الحلم المبني على تفسير يحتمل الصواب والخطأ».

وأضافت «تبدو الحاجة جلية إلى التوعية في هذا الجانب، لعدم الركض خلف تفسير الأحلام واليقين التام بصحة تأويلها، وهو يقين قد يغير كثيرًا من سلوكنا كفتيات».

تجارة الوهم

من جانبه، يؤكد المحامي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشبرمي لـ«الوطن» أنه «بالرغم من تقدم العلم، وثورة الذكاء الاصطناعي، وفناء الأعمار في التخصصات العلمية الدقيقة، نستغرب من انتشار المتاجرين في الوهم، ممن تطاولوا على طريق العلم والمعرفة ليلتفوا على النجاح من أقصر الطرق - ولو كان النجاح متوهمًا أو مزورًا - والأشد غرابة عندما يقوم السذج والبسطاء بتصديق هؤلاء فضلا عن التسويق لهم».

وأضاف «هناك من يمتهن تفسير المنامات، وتأويل الأحلام، ليخرج من كل أضغاث الأحلام بتأويل لا يتجاوز وعدًا بالرزق، أو تحذيرًا من حاسد، أو ترقبًا لغائب أو خاطب، ويتأكد البلاء عندما يؤول ذلك للفتنة بين الأزواج والأقارب، وادعاء السحر والعين بينهم بناء على الوهم في المنام، ثم الوهم في التأويل».

اختراع الدواء

يضيف الشبرمي «تأمل أن طريق الطب الذي أنشئت له الجامعات، وكرست له البحوث والدراسات والمختبرات والتخصصات، وبذل الأطباء فيه آلاف السنين المتعاقبة جيلًا بعد جيل في العمل والبحث ليخرجوا بنظريات علمية تدعمها آلاف التطبيقات العملية والنتائج المخبرية، ثم يأت شخص غير متخصص، ربما تعثر في المرحلة الابتدائية ليخترع دواء لكل داء من خلال تفحص وجه المريض، أو ربما من صورة يديه ترسل له عبر وسائل التواصل ليتحول غير المتخصص هذا إلى جهاز أشعة مقطعية، وجهاز تحليل في آن واحد، ويصدر النتيجة الطبية في الحال، ثم يتحول إلى صيدلي بارع ينسف كل نظريات الطب، وتخصصات الأطباء، ويتهم كل الدراسات والنظريات والأدوية والعلاجات!!».

مدعو الغيبيات

شدد الشبرمي على أن هذا وذاك لا يقلون جرمًا عن مدّعي الغيبيات، وربط حركة الأفلاك والنجوم بالحوادث الأرضية غير أنهم ينطقون بالغيبيات دون رابط محسوس سوى بصرهم الذين يلبسونه لباس البصيرة، وتخميناتهم التي يرجحونها على النظريات العلمية الرصينة، وكلهم يتفقون بالمتاجرة بالوهم، ويجدون من يسوق لهم، ويصفهم بالمُلْهَمين».

وختم «تجارة الوهم لم يكن لها لتروج لولا أن سوق الوهم في الناس مشرع الأبواب والأكشاك، فقد وجد الطبيب المزور مريضًا متوهمًا فأسعد الله سعدًا بسعيدة، ووافق شنٌ طبقة، وعلى قدر أوهامكم تبتلون».

ـ 100 ريال متوسط تكلفة تفسير الحلم أو الرؤية

ـ يتم تحويل المبلغ إلى حساب المفسر قبل إرسال الحلم

ـ بعد استلام المبلغ يرسل الحلم في رسالة عبر الواتساب أو التليجرام

ـ بعد 24 ساعة يتم إرسال التفسير للسائل دون سماح بالمناقشة أو الأخذ والرد

ـ وحده المفسر يمكنه أن يرسل استفسارات للسائل قبل تفسير حلمه