الاثنين قبل الماضي أصدرت إحدى المحاكم حكما بـالإجماع بقتل أحد المفحطين بضرب عنقه بالسيف حتى الموت تعزيرا، لقاء فعله الشنيع.. وتسببه في قتل عدد من الأبرياء.
بعض الأحكام القضائية يتلقاها الناس بارتياح بالغ.. خاصة إن تضمنت حيثيات الحكم جرائم بشعة ارتكبها الجاني.. الحكم المشار إليه سيكون الأول من نوعه في المملكة إن لم أكن مخطئا.. لكن الغريب أن الخبر لم يحظ بالتفاعل المطلوب في وسائل الإعلام.. وهو ـ أي الحكم ـ كان فرصة سانحة للحد من الظاهرة.
قبل هذا الحكم بخمسة وعشرين يوما، كنت قد كتبت هنا مطالبا بإنشاء ناد خاص للمفحطين في السعودية.. وهو الحل الذي لجأ إليه الأشقاء في الإمارات.. بحيث يقوم الشاب بممارسة جنونه ومغامراته بعيدا عن الناس.. لكن هذا الاقتراح وجد هجوما غير مبرر.. كعادة الناس مع الجديد دائما.. توجس وريبة وشك وخوف! ـ هل فات على الناس ـ مثلا ـ خطورة الراليات التي تحتضنها جميع دول العالم! أليس الرالي هو سباق سيارات خطر للغاية، ويشهد الكثير من الحوادث القاتلة؟!.. هو ذلك وأكثر من ذلك، لكن تم تنظيم الهواية، وأنشئت أندية لها، ووضعت بطولات خاصة بها.. فبدلا من ترك الناس تتسابق في الشوارع وتسبب الخطر وتعبث بالأمن.. تم وضع ميدان خاص للسباقات.. بل ـ ويا للعجب ـ تم تكريم أصحاب تلك الهوايات وأصبحوا من المشاهير، بدلا من أن يكونوا مطاردين من دوريات الشرطة والمرور!
كما قلت هنا يوم 30-5-2012 نحن أمام خيارين أحلاهما مر.. إما أن يتم تنظيم هذه الهواية الخطرة، أو نضرب بيد القانون ولا نرحم.. دون ذلك سنقرأ الكثير من أحكام القصاص.