عبدالرحمن الجاسر

هي حسابات غير حقيقية يتم إنشاؤها لغرض نشر محتوى أوتنفيذ أنشطة معينة بشكل متخف. يستخدم هذه الحسابات الأفراد أو الجهات لتحقيق أهداف متعددة، بدءًا من الترويج لمحتوى معين وصولاً إلى التضليل الإعلامي، نشر الأخبار الكاذبة، أو حتى شن حملات منظمة ضد دول أومؤسسات.

في السنوات الأخيرة، أصبح لهذه الحسابات تأثير كبير في الرأي العام والسياسات العالمية.

يمكن استخدامه اللتلاعب بالحوارات السياسية والاجتماعية، ونشر الخلافات بين الناس أو حتى التأثير في الانتخابات والسياسات الخارجية.

واحدة من أكثر الطرق تأثيرًا لاستخدام هذه الحسابات الوهمية هي توجيه الحملات ضد بلد معين عبرنشر محتوى مضاد أو مضلل.

1. أنواع الحسابات الوهمية على منصة X:

أ. البوتات (Bots):

البوتات هي برامج أو تطبيقات تقوم بتشغيل حسابات تلقائية. يمكن برمجتها للتفاعل مع المستخدمين، نشرتغريدات، إعادة تغريد محتوى معين، أو حتى الرد على المواضيع الشائعة. هذه البوتات قادرة على إنتاج كميات كبيرةمن المحتوى في وقت قصير جدًا، ما يجعلها أداة قوية لنشر المعلومات (أو التضليل) على نطاق واسع.

ب. الحسابات المزيفة:

تقوم هذه الحسابات بتقمص هوية مزيفة، حيث يتظاهر المستخدمون أو الجهة المسؤولة عنها بأنها شخص حقيقي. يمكن لهذه الحسابات أن تحاكي شخصيات مؤثرة، قادة رأي، أو حتى مواطنين عاديين لدعم أو نشر رسائل معينة.

ج. الحسابات المخترقة:

يتم الوصول إلى هذه الحسابات من خلال عمليات اختراق، حيث يقوم المهاجم باستخدام حسابات حقيقية لنشرمحتوى غير مشروع أو مضلل، ما يعطي مصداقية إضافية لهذه الرسائل كون الحسابات المخترقة تبدو شرعية.

2. كيف تنشر الحسابات الوهمية محتوى ضد بلد معين؟

تستخدم الحسابات الوهمية العديد من الأساليب للتأثير في الرأي العام ونشر محتوى ضد بلد معين. فيما يلي بعض الطرق الشائعة:

أ. التضليل الإعلامي ونشر الأخبار الكاذبة:

الحسابات الوهمية قادرة على نشر أخبار كاذبة أو معلومات مضللة تستهدف البلد المعني، مثل تقارير عن مشاكل اقتصادية أو سياسية مزعومة، أو نشر معلومات مغلوطة عن قضايا اجتماعية وثقافية. الهدف من ذلك هو زرع الشكوك بين مواطني البلد المستهدف أو توجيه الرأي العام العالمي ضد البلد.

ب. الترويج للمحتوى العنيف أو المتطرف:

يمكن لهذه الحسابات الترويج لمحتوى يعزز الصراعات الداخلية أو يشجع على العنف، سواء بين فئات المجتمع المختلفة أو تجاه السلطات. يتم استخدام هذه الحسابات لتأجيج الكراهية والتحريض ضد الحكومات أو الفئات العرقية والدينية.

ج. تشويه السمعة:

تشويه السمعة هو أحد الأساليب الفعالة التي تستخدمها الحسابات الوهمية ضد الدول. يمكن استهداف شخصيات عامة، قادة سياسيين، أو حتى سياسات حكومية بهدف نشر الانطباعات السلبية وتعزيز الشعور بالشكوك تجاه قيادة البلد المستهدف.

د. التفاعل المزيف (Fake Engagement):

يمكن للحسابات الوهمية التلاعب بالبيانات من خلال التفاعل مع المحتوى بشكل مزيف، مثل الإعجابات المزيفة،إعادة التغريدات، أو حتى التعليقات السلبية. هذا التفاعل المزيف يعطي الانطباع بأن هناك دعمًا واسعًا أو رفضً الموضوع معين، ما يؤثر في الرأي العام.

هـ. إنشاء هاشتاجات مضادة:

في كثير من الأحيان، تقوم الحسابات الوهمية بإنشاء هاشتاجات ضد البلد المستهدف وترويجها بشكل واسع عبرإعادة التغريدات من آلاف الحسابات الوهمية، ما يجعل هذه الهاشتاجات تتصدر قائمة الموضوعات الشائعة. هذا يؤدي إلى لفت انتباه المستخدمين الحقيقيين للمشاركة في النقاشات التي قد تحمل آراء سلبية تجاه البلد.

التحالف مع حملات عالمية أو إقليمية:

غالبًا ما ترتبط الحسابات الوهمية بحملات أوسع يتم تنسيقها على المستوى العالمي أو الإقليمي. يمكن أن تتعاون الحسابات الوهمية مع حسابات أخرى في دول مختلفة لتضخيم الرسائل المضادة للبلد المستهدف، ما يزيد من تأثير الحملة.

3. من يدير الحسابات الوهمية؟

إدارة الحسابات الوهمية يمكن أن تأتي من مصادر متعددة، ومنها:

• دول وحكومات: بعض الدول قد تقوم بإنشاء حسابات وهمية لإضعاف صورة دولة منافسة أو لنشر معلومات مضللة تخدم مصالحها الجيوسياسية.

• جماعات ضغط أو لوبيات: يمكن لجماعات الضغط استخدام الحسابات الوهمية لدفع أجندة معينة، سواءكانت سياسية، اقتصادية، أو اجتماعية.

• مجرمو الإنترنت: قد يستخدم القراصنة ومجرمو الإنترنت الحسابات الوهمية لاستهداف دول معينة من أجل خلق الفوضى أو لابتزاز الجهات المستهدفة.

4. أمثلة على حملات تستهدف دولًا باستخدام الحسابات الوهمية:

أ. التدخل في الانتخابات:

شهدت العديد من الدول حملات تضليل إلكتروني تستهدف الانتخابات من خلال نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة. مثال على ذلك، تدخل الحسابات الوهمية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، حيث تم استخدام بوتات وحسابات مزيفة لنشر محتويات مضادة لبعض المرشحين.

ب. حملات التضليل ضد الشرق الأوسط:

شهدت بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط حملات تضليل ممنهجة من قبل حسابات وهمية تهدف إلى نشرالفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي. كانت هذه الحسابات تنشر معلومات كاذبة حول السياسات الداخلية والخارجية لهذه الدول لتضليل المواطنين وإثارة الخلافات.

ج. حملات ضد الصين وروسيا:

تم استهداف الصين وروسيا بعدة حملات تضليلية عبر الحسابات الوهمية، التي كانت تركز على انتقاد السياسات الحكومية والدعوة إلى تحركات معارضة. بعض هذه الحملات كانت منظمة ومدعومة من جهات أجنبية.

5. كيفية اكتشاف الحسابات الوهمية؟

تسعى منصات التواصل الاجتماعي مثل X إلى محاربة الحسابات الوهمية عبر تطوير تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي للكشف عن الأنشطة المشبوهة. ومع ذلك، لا يزال بإمكان المستخدمين اكتشاف الحسابات الوهمية بأنفسهم من خلال بعض العلامات الواضحة:

• قلة التفاعل الحقيقي: عادة ما تكون الحسابات الوهمية قليلة التفاعل مع متابعيها، وغالبًا ما تعتمد على إعادة تغريد المحتويات دون إنشاء محتوى أصلي.

• أسماء مستخدمين غريبة أو أرقام متتالية: كثيرًا ما تحمل الحسابات الوهمية أسماء مستخدمين غريبة أوتتضمن أرقامًا متسلسلة بشكل غير طبيعي.

• التغريدات الآلية المتكررة: التغريدات التي تبدو آلية أو مكررة تشير إلى أن الحساب قد يكون بوتًا.

6. مكافحة الحسابات الوهمية:

تقوم منصات التواصل الاجتماعي مثل X باتخاذ خطوات لحماية المستخدمين من الحسابات الوهميةوالتضليل خلال:

الإبلاغ عن الحسابات المشبوهة: يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن الحسابات التي يشتبهون بأنها وهمية أو تنشرمحتوى مضلل.

التحقق من الحسابات: يقدم X شارات تحقق للحسابات التي تثبت هويتها الحقيقية.

استخدام الذكاء الاصطناعي: تعتمد المنصات على خوارزميات متقدمة لاكتشاف الأنشطة المشبوهة تلقائيًا وتعليقالحسابات التي تقوم بتلك الأنشطة.

وفي الختام:

اعلم انه منذ بدء الخليقة والتاريخ البشري يحدثنا بالكوارث التي حلت على العديد من البلدان والأمبراطوريات والخلافات جراء الخيانات التي قام بها بعض الناس لبني جلدتهم.

فالخيانة هي إنعدام الإخلاص، وتقديم الغدر، والجحود للولاء، والخيانة العظمى تكون بالتفريط في أسرار الدولة وأمن الأوطان في سبيل مصالح ومنافع شخصية معرضين مصير الوطن للتلاعب والعبث دون أي مبالاة من اجل المال، أو مصالح شخصية أو محاولة خلق فوضى، حتى اولئك الذين جندوهم لا يبالون بهم ويعلمون أنهم لا أمان معهم وأنهم خانوا اوطانهم، فكيف يثقون بهم والتاريخ يشهد كثير من الأشخاص إلى يومنا هذا منبوذين ومشردين ومستعبدين، ولا يجدون القبول في تلك البلدان، غير أن بعضهم يجد ملجاً في تلك الأوطان إلا انه يكون موقتاً بسبب انعدام الطمأنينة والثقة بالنفس، وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يعيشه.

قال الجاحظ "كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه".