الرياض : الوطن

في أجواء من الألفة والفرح، اجتمع اليمنيون المقيمون في المملكة في حديقة السويدي بالرياض، ضمن فعاليات أيام اليمن التي تأتي في إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار "انسجام عالمي"، مشكلين جسراً للتواصل الثقافي أتاح لليمنيين فرصة ثمينة للتعبير عن إرثهم العريق في مكان بعيد عن ويلات الحرب التي لا تزال تعصف بوطنهم.

واستطاع الزائرون استعادة جزء من روح اليمن وأصالته من قلب العاصمة الرياض، حيث تزينت الحديقة بألوان التراث اليمني، من الأزياء التقليدية والحرف اليدوية إلى الرقصات الشعبية التي تروي تاريخًا طويلاً من الفنون الغنية، ولم تكن الفعاليات فقط لليمنيين، بل شارك بها مواطنون ومقيمون من مختلف الجنسيات، جاؤوا ليستمتعوا بعبق الضيافة اليمنية وتفاصيل ثقافة تنبض بالحياة.

وفي أصداء هذه الفعاليات، عبر العديد من الزوار اليمنيين عن مشاعرهم الجياشة تجاه أجواء الفرح والحنين التي ملأت المكان، حيث قالت أم سامر، يمنية مقيمة في الرياض منذ 15 سنة: "هذه الفعالية أعادت لنا ذكريات كثيرة من الوطن، وكم هو جميل أن نرى أبناءنا هنا يعرفون تفاصيل ثقافتهم ويعيشونها عن قرب، وسط أجواء تعكس كرم الضيافة السعودية وتقديرها لثقافاتنا".

كما أضاف محمد عبدالحكيم، أحد الزوار الذين حرصوا على حضور كافة فعاليات أيام اليمن: "بعد سنوات من الغربة والحنين لليمن، أجد هنا مساحة للتعبير عن حبي لبلدي، ولأشارك أبنائي قصصاً وموسيقى تذكرنا بوطننا، وكوني محاطًا بهذه الأجواء في قلب الرياض يشعرني بفخر كبير، وفرصة للتعريف بتراثنا أمام الزوار من مختلف الجنسيات".

كما عبر أمين صابر، الذي حضر إلى الحديقة مع عائلته وأطفاله "لطالما أردت أن يعرف أطفالي عن اليمن من خلال التجربة، وليس فقط الحكايات، أجد أن هذا الحدث ساعدني في نقل جزء من هويتنا لهم، وأشعر بالفخر لرؤية الترحيب الكبير من قبل السعوديين والمقيمين، وكيف احتضنوا فعالياتنا وتفاعلوا معها".

هذه الأصوات اليمنية، المتشابهة في حنينها وأملها، تضيف بعداً إنسانياً يثري فعالية أيام اليمن، ويعكس رؤية المملكة في تعزيز التعايش الثقافي وإحياء الإرث التراثي للعديد من الجنسيات، لتظل المملكة ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها.

وتعكس هذه الفعالية أبعاداً أعمق من مجرد احتفالات ثقافية، إذ توطد جسور التواصل والانسجام بين المقيمين بمختلف جنسياتهم، وتتيح فرصة لليمنيين لاستعادة مشاعر الانتماء التي فقدها كثير منهم جراء ظروف النزوح. يقول أحد المشاركين اليمنيين في الفعالية: "إنه شعور لا يوصف، أن نجد هنا في الرياض مساحةً للاحتفاء بتراثنا، وأن نرى أشقاءنا من مختلف الجنسيات يحتفون معنا بتراث اليمن".

وتسهم فعاليات أيام اليمن في ترسيخ المملكة كبيئة تقدر وتحتفي بالتنوع الثقافي، وتمنح للمقيمين الفرصة للتعبير عن ثقافاتهم بكل حب واعتزاز، في وطن يحتضن الجميع.