تجاهلت دمشق أمس المهلة التي حددتها لها جامعة الدول العربية لقبول إرسال مراقبين لحماية المدنيين، في وقت تشتد فيه الضغوط على نظام بشار الأسد في الداخل والخارج.
وذكرت الجامعة في بيان أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي، تسلم رسالة من دمشق تحوي مجموعة من الاستفسارات بدلا عن توقيع البروتوكول الخاص بمهام بعثة مراقبي الجامعة.
وتستعد الجامعة للرد على الموقف السوري بحزمة عقوبات اقتصادية يبحثها وزراء المالية العرب اليوم في القاهرة، على أن يتم غدا استئناف اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لتقييم الموقف الكلي من الأزمة.
من جهتها واصلت أنقرة تصعيد لهجتها تجاه نظام دمشق، إذ أعلن وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا مستعدة للتعاون مع الجامعة العربية إذا لم تظهر سورية حسن النية لإنهاء حملتها العنيفة على الاحتجاجات. وأضاف أوغلو أريد أن أقول بوضوح إننا لن نتسامح بعد ذلك مع سفك الدماء في سورية.
وفي سياق متصل قالت لجنة مناهضة التعذيب التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها تلقت عددا كبيرا من التقارير الموثوقة تؤكد ضلوع قوات الأمن السورية بتعذيب الأطفال وتشويههم، في حين سقط أمس ستة قتلى وعشرات الجرحى في عدد من المدن السورية في جمعة الجيش الحر يحميني.
انقضت أمس المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية لدمشق لقبول إرسال مراقبين لحماية المدنيين أو مواجهة عقوبات دون ورود رد من سورية، فيما سقط مزيد من القتلى بنيران الأمن السوري في جمعة الجيش الحر يحميني. وأشارت الجامعة في بيان أمس إلى أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود مشروع البروتوكول الخاص بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية. وأضاف البيان أنه كان من المتوقع أن يتم التوقيع على مشروع البروتوكول، وهو الأمر الذي لم يتم بناءً على التجاهل السوري. ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء المالية العرب اليوم لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح على أن يتم غدا استئناف اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لتدارس الموقف في ضوء الرد السوري.
وكان وزراء الخارجية العرب قالوا في القاهرة أول من أمس إنه إذا لم توافق سورية على دخول مراقبين لتقييم مدى تقدم المبادرة العربية الرامية لإنهاء العنف المستمر منذ ثمانية أشهر، فإن المسؤولين قد يدرسون فرض عقوبات عليها من بينها تعليق الرحلات الجوية لسورية ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد الحسابات المصرفية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية معها.
في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن تركيا مستعدة للتعاون مع الجامعة العربية إذا لم تظهر سورية حسن النية لإنهاء حملتها العنيفة على الاحتجاجات. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرتسي أريد أن أقول بوضوح إننا لن نتسامح بعد ذلك مع سفك الدماء في سورية. موقف الدول الصديقة والشقيقة من هذا الموضوع واضح. وذكر أنه مستعد لحضور اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا وأنه سيواصل التشاور مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وفي الإطار نفسه يتوقع أن تعلن واشنطن خلال الأيام المقبلة موافقتها على الاقتراح الفرنسي بتحديد مسارات إنسانية آمنة تصل بين الأراضي السورية والأراضي التركية لتوفير الحماية للمدنيين من السوريين الذين يفرون تحت وطأة القمع الدموي الذي يواجهونه في بلادهم. وكان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه قد قدم مشروع القرار إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاستطلاع رأيه كما أرسل نسخة منها إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في سياق المشاورات التي تجري بين الطرفين فضلا عن أنه بعث بالمشروع إلى الجامعة العربية ضمن جهود استطلاع الآراء. وفي المقابل أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ما زالت تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات عليها وتطالب بالعودة إلى الحوار السياسي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش للصحفيين في هذه المرحلة ما نحتاج إليه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطا، بل حوارا بين السوريين.
ميدانيا قتل ستة مدنيين وجرح آخرون برصاص الأمن في جمعة الجيش الحر يحميني التي دعا إليها ناشطون وخرج فيها المتظاهرون في عدد من المدن السورية. ومن بين الضحايا مقتل شاب إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن في حي العرفي في دير الزور. وفي محافظة درعا ذكر المرصد أن قوات الأمن أطلقت الرصاص في مدينة جاسم مما أسفر عن مقتل شاب وإصابة آخرين بجراح، فيما خرجت مظاهرة في مدينة داعل خلال تشييع فتى استشهد أول من أمس برصاص عشوائي أطلقته قوات الأمن خلال مداهمات.
وفي سياق متصل قالت لجنة مناهضة التعذيب التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنها تلقت عدداً كبيراً مِن التقارير الموثوقة تؤكِّد ضلوع قوات الأمن السورية بتعذيب الأطفال وتشويههم. وقال رئيس اللجنة كلاوديو غروسمان في بيان تابعت اللجنة تقارير عديدة تدعمها أدلة تشير إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في البلاد. وأضاف تعد التقارير التي تشير إلى تعذيب الأطفال وتشويههم أثناء احتجازهم مدعاة قلق بشكل خاص.