مها عبدالله

الصور النمطية التي تبنيها مجموعة من الأفراد في منطقة ما، قصة قصيرة جدا تحتوي على محددات وسمات هذه الثقافة.

تعاب بشكل عام سلبية الصور النمطية التي يبنيها البشر، ولكن أنا أراها إيجابية جدا لأسباب كثيرة، ولكن هنا أريد ذكر أهم سببين:

السبب الأول يعتمد على تكيّف الفرد مع ثقافة منطقة جديدة، وهنا تظهر خطورة الصورة النمطية لو استخدمها «الدخلاء» أو «الجواسيس» في محاولة الانخراط مع مجتمع ثقافة معينة، وهذه ميزة جميلة للتكيف إذا ذهب للدراسة أو العمل، ولكن مرعبة وخطيرة إذا كانت لأغراض أخرى، كالعمالة السرية والاختراق الأمني لمجتمع ما لتمرير أجندة، وما زلت عند تفسيري لها أنها إيجابية رغم خطورتها، لأن الدخلاء سينكشفون على أي حال، مهما تشربوا ثقافة المنطقة، لأن الصور النمطية التي يتعلمونها تتغير على حسب الموقف، وهذه المعالجة الفكرية لن يعرفها سوى ابن هذه الثقافة.

السبب الآخر وهو الأهم بالنسبة لي، يمكنك إعادة تشكيل ثقافة ما -أيا كان شكلها- عن طريق شيء واحد فقط: وهو أن (تعيد رسم الصور النمطية التي يألفونها)، وهذا الأمر بسيط فقط كرر عدة قصص متشابهة تعبر عن الصور النمطية التي تريد صناعتها، ومع الوقت ستكون جزءا من ثقافتهم، وسيألفونها، وعليه سيتبعها الجميع لا شعوريًا.

الصور النمطية مختصر لأبعاد ثقافةٍ ما، إيجابية جدا ونشأتها فطرية، ولكن من ألبسها السلبية هو شخص لم تعجبه الصور النمطية لثقافة لا ينتمي لها، وهو في ثقافة لديه مجموعة من الصور النمطية التي يستخدمها لتقييم ما حوله.

أخيرًا بكل بساطة.. إذا أردت إعادة تشكيل مجتمع وثقافته؛ فقط اصنع صورًا نمطية جديدة يألفونها فيتبعونها.