سعود سيف الجعيد

قبل أن تفكري أن تخلعيني توقفي ولو لحظات وتذكري كل ماقدمته لك في حياتي من حب وتقدير، وأني اخترتك من بين كثير من نساء الارض، تذكري كل تلك التضحيات وصفو الوداد وصدق المشاعر التي كانت تزهو فرحا بنا في يوم من الايام. فالمشاكل الزوجية والخلاف والاختلاف أمر طبيعي في عالم المتزوجين ، ولا أظن أن هناك أحد يعيش بلا مشاكل، فهي سنة الحياة، والمشاكل ملح الحياة الزوجية و ضرورية أحيانا لكي نتعرف على مدى الحب الذي يجمعنا، والوفاء الذي يصمد في وجوه فراقنا وانهزامنا في الحياة. لابد من التسامح والصبر والحفاظ على هذا الكيان الجميل الذي يجمعنا. تذكري أن هناك اطفال أبرياء لاذنب لهم ومن حقهم العيش في سعادة بوجود الأب والأم معا .عندما تخلعيني ستخسرين نفسك وأطفالك ومجتمعك، حتى اهلك سيتألمون من قرارك الظالم، ولن تحققي أي مكاسب في عالمك، ستفقدين زوجك وبيتك وأطفالك ،وتعيشين بلا هوية ودون كيان اسري جميل. فكري قليلا ولو من أجل اطفالك، إن كان لديك بعضا من عاطفة الامومة. هل فكرت في ضياع مستقبلهم، في أحزانهم، في انكسارهم، في ذبول بسمتهم؟ هل نسيت شماتة الاعداء من حولك، وفرحهم بخراب حياتك؟ لماذا جعلتيهم يعلنون الافراح بانفصالك وضياع حياتك. هناك أسرة كاملة ستتعرض للضياع بسببك، فأنا كزوج من حقي عليك وبعد هذه العشرة الطويلة أن تصبري علي وعلى مشاكلي واختلافي معك، وتتحملي كل زلاتي وانفعالاتي، كما تحملتك في كثير من مشاكلك ،وتناسيت كل اغلاطك، ولم أفكر في يوم من الايام بالتخلي عنك وخلعك بالثلاث، لأنني لازلت أراك في عيني الزوجة والأخت والأم، وصمام الأمان لحياتي. قبل أن تخلعيني، فكري في الاثم العظيم الذي ارتكبته في حق زوجك وأطفالك، وكيف هانت عليك دموعهم وأحزانهم وحسراتهم وكلام الناس عنهم وشماتة الحاقدين بهم. تذكري بأن الله عزوجل سيسألك عن كل جرح وألم كنت سببا فيه لعائلتك المخلوعة، فانك لن تكسبي إلا الاثم ونكران المعروف والقسوة والجحود في ابشع صوره. هل سألت نفسك كيف سيعيش أطفالك من بعدك؟ من سيمسح دموعهم؟ من سيوقظهم لمدارسهم؟ من يمنحهم الامان في منامهم؟ كيف ينظرون لك وهم يرونك في أبشع صورة أمامهم عندما بخلت عليهم بحنانك وعطفك وصبرك وخوفك عليهم؟ عندما خذلتهم في اصعب اللحظات بحياتهم وهم لاذنب لهم. تذكري أن تدميرك لاسرتك سيبقى حكاية مؤلمة، تروى في كل الاماكن عن أم هدمت وشردت أسرتها بسبب مشاكل عابرة، كان من الافضل محاولة ايجاد الحلول لها ومناقشتها بكل الحب والحكمة والنية الطيبة لكي تستمر الحياة الزوجية السعيدة.

وقفة:

قبل ترحل وتنسى الدار والديرة

أبي نظرة تساعدني على فرقاك