أكتب مقالي من المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقررت وسط السكينة والطمأنينة المدينية أن أكتب باختصار شديد، وبتصرف بسيط عن وقائع الرحلة الأولى لوالد البلاد، وموحد كيانها، جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، إلى المدينة المنورة، رحمه الله رحمة واسعة.
إبراهيم بن معمر، أحد كبار موظفي الدولة في عهد الملك عبدالعزيز، في كتاب «الرحلات الملكية»، الذي نشرته دارة الملك عبدالعزيز، يقول عن بداية الرحلة لطيبة الطيبة: «تحرك الركاب الملوكي العالي من جدة في مثل هذا الشهر، ربيع الآخر، وتحديدا في يوم 21 منه عام 1345هـ، ووصل الموكب «القضيمة»، واستقبل شيخها ورجالها جلالة الملك بالبشر والترحاب، وكلهم يدعون لجلالته بالنصر وطول البقاء، ويحمدون الله على ما هم فيه من الأمن والعدل والسكون، ودخل جلالته البلد، وقدمت له الموائد، وسر بها، وسمر معهم، وسرد لهم بعضا من أخبار ماضيه، ولما أصبح الصباح تشرف أهل البلدة بتوديعه، ودعوا له بطول العمر ودوام النصر، ومشت السيارات إلى «رابغ»، ولما قرب منها، خرج عموم رجال البلد، خاصتهم وعامتهم، لابسين ثياب الزينة، وفي طليعتهم عدد من الفرسان، يلعبون، ويترنمون وينشدون ويمدحون جلالة الملك وعهده الميمون، وما حصلوا عليه من الأمن والراحة وسعة الرزق، وانقراض زمن العسف والظلم، وطالت الإقامة في «رابغ» لثلاثة أيام، كلها قد انقضت بما لا مزيد عليه من الأنس والسرور، وفي الطريق مر الموكب على «مستورة» و«بئر الشيخ» و«أبيار بني حصاني» و«بئر درويش»، والناس يمشون لا يخشون إلا الله، والبشر يطفح من الوجوه، متوجهين إلى طيبة الطيبة».
يكمل ابن معمر وصف الزيارة، ويصف ما حصل يوم الأحد 24 ربيع الآخر، قائلا: «ظهرت أعلام البلد الطيب، مقر أفضل الرسل، صلى الله عليه وسلم.. وما كاد الركب يرون العلائم حتى عم البشر والسرور، وأقبلوا على مسجد أفضل الرسل وخاتمهم، صلى الله عليه وسلم، فدخلوا وقد ظهر على وجوههم الحب الصادق والتعظيم والتوقير لخير الرسل، صلى الله عليه وسلم، وصلوا ركعتين تحية للمسجد، وحمدوا الله على بلوغ المرام، ثم قدم جلالة الملك أيده الله ومن بمعيته إلى الحجرة الشريفة، ووقفوا على ضريحه، صلى الله عليه وسلم، ودعوا، وسلمنا على خير الرسل ومن حوله، والكل خاشع ومبتهل إلى مولاه، بأن يستجيب دعاءه. وفي العصر، توجه جلالة الملك إلى البقيع، وسلم على من فيه من أهل البيت والشهداء، وجال في البقيع حتى وقف على الأضرحة المشهورة، ثم خرج ومن بمعيته والخشوع والخضوع يملأ قلوبهم، وفي اليوم التالي قصد جلالته سيدنا حمزة، رضي الله عنه، ودعا بما يلزم. وفي اليوم التالي ذهب جلالته إلى مسجد قبا، فأقام فيه ساعة، وصلى ومن بمعيته ركعتين تحية المسجد، ثم صلاة العصر».
أختم بأن عدد رحلات جلالة الملك للمدينة أربع، ثلاث متوالية (1345 و1346 و1347)، ثم عام 1364، وتلخص هذه الرحلات العناية الكبيرة للملك الوالد بما له صلة بالنبي، صلى الله عليه وسلم، من شعائر ومشاعر، وبحمد الله ورثها عنه فروعه البررة، فاللهم اغفر وارحم، واللهم أدم ووفق.
إبراهيم بن معمر، أحد كبار موظفي الدولة في عهد الملك عبدالعزيز، في كتاب «الرحلات الملكية»، الذي نشرته دارة الملك عبدالعزيز، يقول عن بداية الرحلة لطيبة الطيبة: «تحرك الركاب الملوكي العالي من جدة في مثل هذا الشهر، ربيع الآخر، وتحديدا في يوم 21 منه عام 1345هـ، ووصل الموكب «القضيمة»، واستقبل شيخها ورجالها جلالة الملك بالبشر والترحاب، وكلهم يدعون لجلالته بالنصر وطول البقاء، ويحمدون الله على ما هم فيه من الأمن والعدل والسكون، ودخل جلالته البلد، وقدمت له الموائد، وسر بها، وسمر معهم، وسرد لهم بعضا من أخبار ماضيه، ولما أصبح الصباح تشرف أهل البلدة بتوديعه، ودعوا له بطول العمر ودوام النصر، ومشت السيارات إلى «رابغ»، ولما قرب منها، خرج عموم رجال البلد، خاصتهم وعامتهم، لابسين ثياب الزينة، وفي طليعتهم عدد من الفرسان، يلعبون، ويترنمون وينشدون ويمدحون جلالة الملك وعهده الميمون، وما حصلوا عليه من الأمن والراحة وسعة الرزق، وانقراض زمن العسف والظلم، وطالت الإقامة في «رابغ» لثلاثة أيام، كلها قد انقضت بما لا مزيد عليه من الأنس والسرور، وفي الطريق مر الموكب على «مستورة» و«بئر الشيخ» و«أبيار بني حصاني» و«بئر درويش»، والناس يمشون لا يخشون إلا الله، والبشر يطفح من الوجوه، متوجهين إلى طيبة الطيبة».
يكمل ابن معمر وصف الزيارة، ويصف ما حصل يوم الأحد 24 ربيع الآخر، قائلا: «ظهرت أعلام البلد الطيب، مقر أفضل الرسل، صلى الله عليه وسلم.. وما كاد الركب يرون العلائم حتى عم البشر والسرور، وأقبلوا على مسجد أفضل الرسل وخاتمهم، صلى الله عليه وسلم، فدخلوا وقد ظهر على وجوههم الحب الصادق والتعظيم والتوقير لخير الرسل، صلى الله عليه وسلم، وصلوا ركعتين تحية للمسجد، وحمدوا الله على بلوغ المرام، ثم قدم جلالة الملك أيده الله ومن بمعيته إلى الحجرة الشريفة، ووقفوا على ضريحه، صلى الله عليه وسلم، ودعوا، وسلمنا على خير الرسل ومن حوله، والكل خاشع ومبتهل إلى مولاه، بأن يستجيب دعاءه. وفي العصر، توجه جلالة الملك إلى البقيع، وسلم على من فيه من أهل البيت والشهداء، وجال في البقيع حتى وقف على الأضرحة المشهورة، ثم خرج ومن بمعيته والخشوع والخضوع يملأ قلوبهم، وفي اليوم التالي قصد جلالته سيدنا حمزة، رضي الله عنه، ودعا بما يلزم. وفي اليوم التالي ذهب جلالته إلى مسجد قبا، فأقام فيه ساعة، وصلى ومن بمعيته ركعتين تحية المسجد، ثم صلاة العصر».
أختم بأن عدد رحلات جلالة الملك للمدينة أربع، ثلاث متوالية (1345 و1346 و1347)، ثم عام 1364، وتلخص هذه الرحلات العناية الكبيرة للملك الوالد بما له صلة بالنبي، صلى الله عليه وسلم، من شعائر ومشاعر، وبحمد الله ورثها عنه فروعه البررة، فاللهم اغفر وارحم، واللهم أدم ووفق.