جازان: عبدالله سهل

شارك 100 موسيقي سعودي في حفل روائع الأوركسترا السعودية في محطته الرابعة، التي أقيمت في مسرح سنترل هول وستمنستر، في العاصمة البريطانية لندن، وذلك لتعزيز حضور الثقافة والفنون السعودية على المستوى الدولي.

وقدم العازفون خلال المشاركة أغنية «سعوديين»، وهي من الفن والثقافة الجازانية، وقد كتب كلماتها الشاعر أحمد السيد عطيف، ولحنها تركي الدبيان.

وجدد هؤلاء الموسيقيون ذكرى تقديم لوحة «سعوديين» التي قدمت منذ 26 عامًا، لتعبر رحلة طويلة انطلاقًا من جازان لتستقر أخيرًا في لندن.

قصة لوحة

حين تسلم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، مقاليد الحكم عام 1426 للهجرة، بادرت مناطق المملكة إلى الاحتفاء به في جولاته التي جال فيها على تلك المناطق، ومنها جازان التي احتفت به بكرنفال كبير، وقدمت حفلا بالمناسبة اشتمل على لوحات شعبية وفنية لمحافظات المنطقة، وألوان ثقافية، شارم فيها 900 شاب، أدوا تلك الألوان باحترافية لفتت أنظار الملك الراحل الذي شاركهم بتفاعله مع لوحاتهم بالرقص من موقعه في منصة مدينة الملك فيصل الرياضية.

وتفاعل الملك الراحل والحضور مع آخر لوحة فنية قدمت في الحفل، وهي نشيد «سعوديين»، التي كانت مسك الختام، وقدمت مع أداء رقصة السيف من قبل المشاركين.

قصة سعوديين

يروي ملحن اللوحة تركي الدبيان لـ«الوطن» تفاصيل نشيد «سعوديين»، ويقول «قدمت تلك الأهزوجة ضمن إحدى اللوحات الشعبية في حفل الأهالي لزيارة الملك عبدالله، طيب الله ثراه، لمنطقة جازان».

وأضاف «كنا في اجتماع لجنة الحفل لمتابعة سير الاستعداد، وأثناء الاجتماع اتصل أمير المنطقة برئيس اللجنة اللواء إبراهيم الحمزي، أفاد فيها بتوجيهه من قبل الديوان الملكي أن الملك يرفض مشاركة أي أوبريت لأي فنان بموسيقى؛ لبعض الأحداث الخاصة في بعض الدول العربية آنذاك».

وأضاف «كانت لجنة الحفل وقتها قد تعاقدت مع الفنان محمد عبده، وتسليمه مبلغ نحو 300 ألف ريال من قبل الشيخ محمود الأقصم، عربونا لتنفيذ العمل، ومن هنا كانت الصاعقة، حيث إن حفلنا كان مرتبطا بفنان العرب محمد عبده لتنفيذ العمل الفني، وعندها طرحت فكرة للجنة بأن المنطقة تمتلك ألوانا شعبية بإيقاعات مختلفة ولوحات شعبية، فاستحسن الجميع الفكرة، وقام رئيس اللجنة بالاتصال بالأمير أثناء اجتماعنا، وعرض الفكرة عليه، وطلب الانتظار لإبلاغ الديوان الملكي والملك، وأخذ موافقتهم، والتي جاءت بعد 30 دقيقة من الانتظار، على أن يكون الأوبريت لوحات شعبية، وتم إسناد هذا العمل لي في محضر اجتماع تلك الجلسة، التي كان العمل بالتجهيزات في أول يوم من شهر رمضان آنذاك».

تلحين ودندنة

أشار الدبيان إلى أن لحن لوحة «سعوديين»، كنت أدندن بمقدمتها من حين وقع النص بيدي، واجتهد كل من أحمد السيد، وعلي عيسى، ويحيى فرج معي في كل كبليهات اللوحة، وقمت بإخراج تسجيل هذا العمل باستديو الفنان محمد عبده، وعملت على ترتيب اللوحات، وعمل الفواصل، وجعلت لوحة سعوديين بإيقاع السيف في ختام الأوبريت، وذلك لخفة إيقاعها، وأيدني في ذلك مخرج الحفل فيصل يماني.

موقف مؤثر

بين الدبيان، أنه يشعر بالفخر باعتزاز أمير المنطقة بنجاح الحفل، وتكريمه لجميع اللجان المشاركة، وعند قدومي لمصافحته، قام بسحبي ووضعني بجانبه، وأمسك بيدي حتى نهاية التكريم، وأخذ معي الصور التذكارية، وهمس لي بقوله «بارك الله فيك»، ويعد هذا الموقف أكبر موقف أعتز به بحياتي.

قصور ثقافي

أكد الدبيان، أن المشهد الثقافي الحالي بجازان يحتاج إلى جمعية قوية، وملتقيات، وأندية للمحافظة على ثقافة وتراث المنطقة من الاندثار، حيث تزخر جازان بالمواهب الثقافية والفنية، وتمتلك ألوانًا ثقافية متعددة، إلا أن هناك قصورًا كبيرًا من المختصين، ويجب على الجمعية جمع الفنانين، والعمل على إثراء الأدوات الموسيقية، وتواجدها باستمرار في الساحتين الفنية والشعبية على مستوى المملكة والمستوى الدولي، لتعزيز ثقافة وفنون الوطن المختلفة والفخر بها.

سعوديين

(كلمات الشاعر: أحمد السيد عطيف)

(تلحين: تركي الدبيان)

(أداء: أبناء جازان)

(إخراج: فيصل يماني)سعوديين.. حبر العلا من دمنا

سعوديين.. سطر الفخر من فعلنا

سعوديين.. سيوفنا نصل السيوف

سعوديين.. كلامنا فصل الكلام

نفيض من مكة هدى

نفيض من طيبة وئام

بكل قطرة في روحنا

نفدي السعودية

بكل دفقة في حلمنا

لأجل السعودية

بكل قوة عزمنا

نبني السعودية

بكرة لنا وبعده لنا تحيا السعودية

تحيا بلادي كلها

تحيا بلاد المسجدين

عشنا لها عاشت لنا

نرخص لها روح ونبني

نفدي تراب بلادنا

تراب الوطن غالي عزيز

أسعد مواسم سعدنا

عبدالله بن عبدالعزيز

عبدالله بن عبدالعزيز