عزا مذيع قناة الجزيرة الإعلامي علي الظفيري دخوله عالم الإعلام إلى انعدام الوظائف التعليمية التدريس عندما تخرج عام 1997 في جامعة الكويت.
وقال الظفيري، خلال الأمسية الإعلامية المفتوحة، الثلاثاء الماضي، في الغرفة التجارية بالأحساء إنه كان يحلم بالعمل في الهيئة الملكية للجبيل، وتردد على المسؤولين في الهيئة لأكثر من سنة ونصف بهدف الحصول على فرصة وظيفية كتدريس علم النفس أو الاجتماع أو الجغرافيا أو الفلسفة، إلا أن ذلك لم يحصل، مضيفا أنه حينها لم يكن يرغب في الالتحاق بالإعلام، ولم تكن شخصيته ملائمة للعمل الإعلامي، إذ كان لا يستطيع التحدث أمام الناس ولا يحمل الطبيعة الاجتماعية التي تؤهله لذلك.
ولفت إلى أن الصدفة وحدها أوصلته إلى الإعلام من خلال توفر فرصة وظيفية في وزارة الإعلام بمركز تلفزيون الدمام عام 1999، ولو توفرت فرصة تعليمية حالياً لتوجهت إليها.
وأبان أن الإعلام الرسمي المحلي كان في بداية القرن الحالي أشبه بالجهاز الخدمي، ولم يبتعد في الوقت الحالي عن وضعه السابق، وهنا شعر بالإحباط الكبير. والأمر الجيد، هو التحاقه بصحيفة الوطن – على حد قوله - باعتبارها تجربة إعلامية جديدة ومن أهم التجارب الصحفية في العقدين الأخيرين في المملكة، كونها تقوم على العمل الصحفي الحقيقي، وهذه التجربة أثرت في مسيرته الإعلامية، وأعطته حماساً أكبر تجاه الإعلام، مؤكداً أن العائد المادي في سلك التعليم يفوق العائد المادي في سلك الإعلام.
وأكد الظفيري أن العائد المادي للعاملين في الإعلام يجب أن يكون مغرياً لجذب الأكفاء والمبدعين، موضحاً أنه انتقل إلى المركز الرئيسي في الرياض عام 2003 بعد شعوره بالإحباط في تلفزيون الدمام، واستمر لفترة زمنية يقدم من خلال برامج تلفزيونية وأخرى إذاعية، معرباً عن أسفه بأن قناة الإخبارية منذ انطلاقتها لم تتغير من ناحية أسلوب ونهج الآلية القديمة التي سارت عليها القنوات الأولى والثانية والثالثة (الرياضية) التي كانت في بداياتها، وهذا فتح المجال للمشاهد السعودي إلى متابعة القنوات العربية والخليجية الأخرى، وهجر القنوات المحلية، معتبرا أن ثقة المواطن في الإعلام الخارجي تعد ثغرة كبيرة في إعلامنا المحلي، مبيناً أنه يجب أن ينشأ الإعلام من رحم المجتمع نفسه، ومن طاقات المجتمع سواء كانوا رجال أعمال أو طاقات إعلامية أوالكفاءات الأخرى أوالأكاديميين.
وأكد الظفيري أن من يرغب أن يكون مسؤولاً وقائدا في أي منصب إداري يجب عليه أن يتحمل النقد الذي يأتيه، ومن هنا تأتي مهمة الإعلامي والصحفي في تقديم الحقائق الصحيحة والنقد البناء، لافتاً إلى أن مهمة الصحفي في النقد البناء هي مساعدة المسؤولين نحو طريق النجاح والمشاركة في بناء يخدم المجتمع.
وطالب الظفيري برفع سقف الحرية في الإعلام خصوصاً فيما يتعلق بالموضوعات الخاصة بالحياة العامة، ويجب أن تصحح العلاقة بين وسائل الإعلام والجهات المسؤولة.