كنت أحاول الاحتفاظ بصلب هذه الورقة كي تكون مدخلا لمقالات قادمة عن تسويق المدن السعودية، لولا أن شدني خبر هيئة تطوير المنطقة الشرقية عن اعتمادها المخطط الشامل لمحافظة القطيف، وتحويلها إلى واحة ساحلية متكاملة، وهو في نظري يمثل تجسيدا حقيقيا لمفهوم تسويق المدن الذي يؤكد أنه إذا أردت تسويق دولتك فسوق مدنها أولا، وهو اتجاه حديث تبنته العديد من الدول. وهذا لا يعني أن تسويق الدولة لم يعد ذا جدوى، بل إن تنوع الأساليب المتاحة لتسويق المملكة يستلزم تنظيم هذه الجوانب في مشروعات تسويقية مستقلة لكل مدينة على حدة، فمثل هذا التوجه يمكن أن يساعد في تعزيز الصورة التسويقية لكل مدينة بمعزل عن تأثيرات المدن الأخرى. فمثلا تسويق المملكة كمركز عالمي للصناعات البتروكيماوية، وترويجها في الوقت نفسه كوجهة سياحية مناسبة يعد تحديا كبيرا، حيث يصعب دمج الرسائل التسويقية في إطار واحد.
إن الصورة الذهنية لمدينة الجبيل، التي ترتبط بالصناعات الثقيلة والبتروكيماويات، تتعارض بشكل سلبي مع الانطباع عن مدينة القطيف كمركز حضري متطور يجمع بين الأصالة والتراث والحداثة. هذا التداخل في الصور يؤدي إلى تقديم انطباعين متضاربين، مما يجعل كليهما غير كافٍ لتحقيق الأهداف التسويقية، ولا دعم الطموحات الاستثمارية.
لذا، فإن الخيار الأمثل الذي يمنحنا المرونة والتفرد في التسويق هو التركيز على تسويق كل مدينة كوحدة مستقلة، فمدينة القطيف تتسم بخصوصيتها المختلفة عن حفر الباطن، وكذا الحال بالنسبة للجبيل والظهران والخبر، مما يسمح بالاستفادة من السمات الفريدة لكل مدينة دون تأثيرات متبادلة تُضعف الرسالة التسويقية. وهذا هو بالتحديد ما أكدته هيئة تطوير المنطقة الشرقية بشأن أهمية استكمال المخططات الشاملة لمحافظات المنطقة التي تقع ضمن نطاق إشرافها، حيث يُعد المخطط الشامل لمحافظة القطيف هو الأول الذي تم اعتماده من قِبل مجلس الهيئة، ثم سيتبعه، ومن المقرر قريبا، اعتماد المخطط الشامل لمحافظتي حفر الباطن والبيضاء، ومن ثم الشروع في بقية محافظات المنطقة.
ولفت نظري في الخبر الذي أعلنته هيئة التطوير الإشارة إلى أهم المفاهيم المرتبطة بتسويق المدن، وهو مصطلح الميزات النسبية، حيث ذكرت أهمية الاستفادة من الميزات النسبية لمحافظة القطيف، مثل المناطق الساحلية والزراعية، والأصول التراثية، وغابات المانجروف.
نحن بحاجة إذاً إلى مثل هذه المخططات الشاملة في كل مناطق المملكة، ومن ثم خلق إستراتيجيات تسويق لكل مدننا السعودية بهوياتها الخاصة، حتى إذا جاء ذكر الرياض مثلا سيتبادر إلى ذهننا مباشرة بأنها مركز دولي ضخم للمال والأعمال، وكذلك إذا جاء ذكر القطيف ستأتي هويتها تباعا بأنها مركز حضاري يجمع بين الأصالة والحداثة. نعم هذا هو الحلم التسويقي لكل مدننا، وهو تحويل اسم المدينة من مجرد «اسم» إلى «براند» ماركة متكاملة تصنع انطباعات في إذهان الجمهور.
القطيف هي خير بداية للمخططات الشاملة، كونها صورة عظيمة واحدة لمئات السنين، ثم طفرة ثقافية ينشط فيها الفكر والمعرفة، وهي جديرة للفوز بالحصة الأكبر، للارتقاء بجودة الحياة وتنمية الناتج المحلي.
أخيرا أقول: نجاح المخطط الشامل لمحافظة القطيف، وتعزيز دورها المحوري كمنطقة تحول ضمن هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وتمكينها من تعزيز هويتها الثقافية والاجتماعية، سيجعلها نقطة انطلاق قوية لمشاريع تنموية شاملة تصلح ليس فقط لمدن المنطقة، بل لكل مناطق المملكة.
إن الصورة الذهنية لمدينة الجبيل، التي ترتبط بالصناعات الثقيلة والبتروكيماويات، تتعارض بشكل سلبي مع الانطباع عن مدينة القطيف كمركز حضري متطور يجمع بين الأصالة والتراث والحداثة. هذا التداخل في الصور يؤدي إلى تقديم انطباعين متضاربين، مما يجعل كليهما غير كافٍ لتحقيق الأهداف التسويقية، ولا دعم الطموحات الاستثمارية.
لذا، فإن الخيار الأمثل الذي يمنحنا المرونة والتفرد في التسويق هو التركيز على تسويق كل مدينة كوحدة مستقلة، فمدينة القطيف تتسم بخصوصيتها المختلفة عن حفر الباطن، وكذا الحال بالنسبة للجبيل والظهران والخبر، مما يسمح بالاستفادة من السمات الفريدة لكل مدينة دون تأثيرات متبادلة تُضعف الرسالة التسويقية. وهذا هو بالتحديد ما أكدته هيئة تطوير المنطقة الشرقية بشأن أهمية استكمال المخططات الشاملة لمحافظات المنطقة التي تقع ضمن نطاق إشرافها، حيث يُعد المخطط الشامل لمحافظة القطيف هو الأول الذي تم اعتماده من قِبل مجلس الهيئة، ثم سيتبعه، ومن المقرر قريبا، اعتماد المخطط الشامل لمحافظتي حفر الباطن والبيضاء، ومن ثم الشروع في بقية محافظات المنطقة.
ولفت نظري في الخبر الذي أعلنته هيئة التطوير الإشارة إلى أهم المفاهيم المرتبطة بتسويق المدن، وهو مصطلح الميزات النسبية، حيث ذكرت أهمية الاستفادة من الميزات النسبية لمحافظة القطيف، مثل المناطق الساحلية والزراعية، والأصول التراثية، وغابات المانجروف.
نحن بحاجة إذاً إلى مثل هذه المخططات الشاملة في كل مناطق المملكة، ومن ثم خلق إستراتيجيات تسويق لكل مدننا السعودية بهوياتها الخاصة، حتى إذا جاء ذكر الرياض مثلا سيتبادر إلى ذهننا مباشرة بأنها مركز دولي ضخم للمال والأعمال، وكذلك إذا جاء ذكر القطيف ستأتي هويتها تباعا بأنها مركز حضاري يجمع بين الأصالة والحداثة. نعم هذا هو الحلم التسويقي لكل مدننا، وهو تحويل اسم المدينة من مجرد «اسم» إلى «براند» ماركة متكاملة تصنع انطباعات في إذهان الجمهور.
القطيف هي خير بداية للمخططات الشاملة، كونها صورة عظيمة واحدة لمئات السنين، ثم طفرة ثقافية ينشط فيها الفكر والمعرفة، وهي جديرة للفوز بالحصة الأكبر، للارتقاء بجودة الحياة وتنمية الناتج المحلي.
أخيرا أقول: نجاح المخطط الشامل لمحافظة القطيف، وتعزيز دورها المحوري كمنطقة تحول ضمن هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وتمكينها من تعزيز هويتها الثقافية والاجتماعية، سيجعلها نقطة انطلاق قوية لمشاريع تنموية شاملة تصلح ليس فقط لمدن المنطقة، بل لكل مناطق المملكة.