الأحساء: عدنان الغزال

أشاد حرفيون ومهتمون بالحرف اليدوية في الأحساء، بقرار مجلس الوزراء أخيرًا بالموافقة على تسمية عام 2025 بـ«عام الحرف اليدوية»، ليكون أحد القرارات التاريخية المتعلقة بالتراث غير المادي، الذي تندرج تحته الحرف اليدوية، مؤكدين أن القرار، يوضح أهمية الحرف اليدوية لأنها واحدة من أهم ركائز الهوية الوطنية الثقافية لأي بلد.

الصورة التراثية

أبان العضو السابق في مجلس بلدي الأحساء، العضو السابق في فريق الأحساء المبدعة في اليونسكو علي السلطان لـ«الوطن»، أن التراث هو كل ما ورَّثته الأجيال السالفة للأجيال الحالية من الممارسات والتعبيرات والمعارف والمهارات والأصول المادية وغير المادية، وتعد المملكة اليوم واحدة من أهم الدول التي تمتلك إرثًا ثقافيًا وحضاريًا منذ آلاف السنين، وهي تسعى من خلال رؤية 2030 للمحافظة عليه وإظهاره بشكل مبهر، يبرز الصورة التراثية الناصعة لهذا الوطن.

اليونسكو

قال السلطان: هذا القرار يعتبر نقطة تحول في تاريخ الحرف اليدوية في المملكة، وهو بمثابة الاحتفاء بالموروث الثقافي وبالحرفيين المبدعين عبر التاريخ، أما في الأحساء فإن القرار يعني لها الكثير، حيث هناك للحرف ألف حكاية وحكاية، هنالك بداية بلا نهاية، حيث تميزت هذه المنطقة عن شقيقاتها بأن كانت مركزًا للحرف اليدوية على الساحل الشرقي، حيث كانت في العصور السابقة وإلى وقت غير بعيد بمثابة المنطقة الصناعية التي تمتلك خطوط الإنتاج للعديد من المنتجات الحرفية التي تستخدمها المجتمعات سابقًا لحياتها اليومية، وكانت تغطي حاجة المنطقة وما حولها مثل اليمامة وساحل الخليج العربي، أما في وقتنا الحاضر فهي مدرجة في شبكة المدن المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية في اليونسكو من عام 2015، لتكون الأولى خليجيًا والثانية عربيًا للانضمام لهذه الشبكة العالمية بعد أسوان المصرية، ولا عجب في ذلك فهي أول منطقة سعودية صنعت كسوة الكعبة المشرفة وذلك في زمن الدولة السعودية الأولى من عام 1221 هجرية إلى 1227 هجرية، وكذلك في الدولة السعودية الثالثة عام 1343 هجرية، كم أنها امتازت بصناعة البشت الحساوي الفاخر والذي أصبح الزي الرسمي لدول الخليج العربي وهو لباس الملوك والأمراء والعلماء والوجهاء.