مها عبدالله

من وجهة نظر فرد تم تغييبه لسنوات طويلة، إما بسبب الخوف أو بسبب الخرف، - لا يهم- مع الانفتاح والتعرف والانخراط في المجتمع بشكل مباشر، وجدت أني وقعت في دوامة من الندم المتكرر على تصرفاتي وردود أفعالي، أعلم أن الإنسان لا يولد ناضجًا حكيمًا، ولكن هل توالي الوقوع بالأخطاء المختلفة يعني دق ناقوس خطر؟

من محاولة لفهم الواقع، والتجرد من أي مرجعيات، أرى أن الإنسان لا يطبق نصائح ودروس الحكماء؛ إنما يطبق الدروس التي استنتجها هو بعد الوقوع في الخطأ، أو نتيجة تجربة فاشلة. الإنسان يتذكر ما يؤلمه أو قد آلمه، وعليه لن يكرر الخطأ نفسه.

هل هذا يعني أن الذي يخطئ؛ ليس نبيهًا، تساءلت بالحوار مع طبيب نفسي وصدمني بقوله: «أن الجميع يخطئ ويجهل ويفشل؛ الفرق أنك لا تعلمين ذلك عنهم، وإن علمتِ سيكون قليلًا مقارنة بمعرفتك عن نفسك الكاملة، هنا المقارنة غير عادلة، حتى أنا كطبيب أخطئ، ولكن نتعلم من أخطائنا»!.

هذا يعني أن من لا يخطئ؛ لا يتعلم ولا يتطور، وأن مدّعي الحنكة والذكاء ممثلون بارعون. العقل السليم يظل محدودًا في كل مرحلة عمرية مقابل التغييرات التي يواجهها بالخارج، لذلك لا تنبهر أو تقدس أو تجل شخصًا ما، هم فقط بارعون في إتقان الدور.

لذلك يجب أن نقلب معادلة الأهداف، يجب أن تسعد عند الوقوع في الخطأ؛ لأن في هذه التجربة ستعرف ما تكره، وستكون بخيارات أقل فيما تحب، وستصل إليه مع المحاولات الفاشلة بالطبع، حتى تنجح إحداها، وهنا ستكتشف ماذا تحب فعلا.

أخيرًا.. اجعل هدفك في هذه الحياة أن تقع في جميع الأخطاء الممكنة، حتى تنجح، وتعرف ما تحب، وتتقن الحفاظ عليه.