أبها: الوطن

ردت جماعة حزب الله اللبنانية على هجوم إسرائيل بأكثر من 100 صاروخ عبر منطقة أوسع وأعمق في شمال إسرائيل، سقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا، في حين يبدو أن الجانبين يتجهان نحو حرب شاملة بعد أشهر من التوترات المتصاعدة.

وأدى إطلاق الصواريخ طوال الليل إلى هروب آلاف الأشخاص إلى الملاجئ. وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ أطلقت «باتجاه مناطق مدنية»، مشيرًا إلى تصعيد محتمل، بعد أن استهدفت الهجمات السابقة بشكل أساسي أهدافًا عسكرية.

وبيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الخطوات المتخذة ضد حزب الله ستستمر حتى يتمكن سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم، قائلا: «سنفعل كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك».

بينما ذكر النائب في حزب الله، حسن فضل الله، أن الحرب مع إسرائيل دخلت «مرحلة جديدة»، مضيفا أن الحزب «مستعد لأي سيناريو أو حرب أو مواجهة».

وقال إن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق «هدفها الرئيسي، وهو إعادة المستوطنين في الشمال».

مقاومة قوية

وأوضح حسن فضل الله: «لدينا مقاومة قوية وقادرة، وتمتلك القدرات والكفاءات والمقاتلين والمعدات العديدة التي تمكنها من استيعاب أي خسارة أو ضربة، والتكيف مع أي وضع جديد»، وذلك ردا على أقوال نتنياهو التي ترى أن إسرائيل وجهت لحزب الله «ضربات لم يكن يتصورها»، بعد أيام من الضربات المكثفة على لبنان.

وفي بيان مصور أصدره مكتبه، قال نتنياهو: «إذا لم تحصل الجماعة المسلحة على الرسالة، فإنني أعدكم بأنها ستتلقى الرسالة».

وأكد أن إسرائيل عازمة على إعادة مواطنيها النازحين في الشمال، مضيفا: «لا يمكن لأي دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها ومدنها، ودولة إسرائيل لن تتسامح مع ذلك أيضا. سنفعل كل ما هو ضروري لاستعادة الأمن».

بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، الجنرال يوآف غالانت، خلال زيارته مركز القيادة والسيطرة التابع لسلاح الجو الإسرائيلي، إن حزب الله «بدأ يشعر ببعض القدرات» التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، وإنه «يشعر بأنه تتم ملاحقته، ونحن نرى النتائج».

ووصف العمليات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي بأنها «مثيرة للإعجاب للغاية، سواء دفاعيا أو هجوميا».

كارثة وشيكة

من جهة أخرى، دعا منسقة الأمم المتحدة الخاص في لبنان إلى الهدوء في الشرق الأوسط مع استمرار تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.

وكتبت جانين هينيس-بلاسخارت في منشور على موقع X: «مع وجود المنطقة على شفا كارثة وشيكة، لا يمكن المبالغة في تأكيد أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يجعل أي من الجانبين أكثر أمانًا».

وانتقدت هينيس-بلاسخارت، في وقت سابق، الهجوم الذي شهد انفجار آلاف الأجهزة في لبنان، وحذرت من أنه يمثل «تصعيدًا مثيرًا للقلق للغاية في سياق متقلب بشكل غير مقبول بالفعل».

تشييع قيادي بارز

جاءت الغارات الجوية بعد غارة جوية إسرائيلية على بيروت، يوم الجمعة، أسفرت عن مقتل 45 شخصا على الأقل، بما في ذلك أحد كبار قادة حزب الله، فضلا عن نساء وأطفال. وكانت الجماعة المسلحة تعاني بالفعل هجوما متطورا تسبب في انفجار آلاف الأجهزة الشخصية قبل أيام قليلة.

بينما تجمع مئات الأشخاص في الضاحية الجنوبية لبيروت، للمشاركة في تشييع جثمان القائد البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، الذي قُتل بغارة جوية إسرائيلية يوم الجمعة، إلى جانب أعضاء آخرين من الجماعة المسلحة القوية. كما تم تكريم القيادي في حزب الله القتيل محمود حمد في الجنازة.



ارتفاع القتلى

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة القتلى بالغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ارتفعت إلى 45، في حين تستمر عمليات البحث لليوم الثالث.

وجاء في بيان الوزارة أيضًا أنه تم جمع بعض الرفات، ولم يتم التعرف عليها بعد.

وأوضح علي حركي، وهو مسؤول محلي ومهندس في موقع الحادث، أنهم ما زالوا يبحثون عن «نحو 15 جثة». في الوقت نفسه، جلبت البلدية المحلية رافعة، في محاولة لانتشال متعلقات الناس من المباني المتضررة.

وقد أسفرت الغارة التي وقعت يوم الجمعة عن مقتل أحد كبار مسؤولي حزب الله، وهو إبراهيم عقيل، من بين اثني عشر عضوًا آخرين من الجماعة المسلحة. وكان من بين القتلى مدنيون، بينهم طفلان على الأقل، في الحي المزدحم.