يرقدن على السرير الأبيض لإصابتهن بكسور في العمود الفقري
بملامح تصور مشهد الرعب، تحدثت 8 معلمات مصابات بكسور في العمود الفقري جراء القفز من مدارس براعم الوطن، ويلزمن الأسّرة البيضاء، عن لحظات الكارثة، وكيف كن يحتضن صغيراتهن من الطالبات، ويرددن معاً لا إله إلا الله محمد رسول الله.
المرشدة الطلابية دنيا الشافعي، ومعلمة اللغة العربية غالية بسيسي، ومعلمة الكيمياء عائشة بسيسي يرقدن بمستشفى الملك فهد العام، وسوزان الخالدي بمستشفى المحجر بانتظار إجراء عمليات جراحية لهن، في الوقت الذي استجابت أربع حالات أخرى للعلاج.
وأشارت دنيا الشافعي المصابة بكسر في العمود الفقري لـالوطن إلى أن الحريق بدأ سريعا، لافتة إلى أنها كانت في الدور الثالث في غرفة المعلمات برفقة بعض الطالبات ومعها شقيقتها بذات المدرسة رائدة النشاط أحلام الشافعي، مضيفة تفاجأنا بتصاعد الأدخنة للغرفة، واصطحبت شقيقتي بعض الطالبات وتوجهت إلى السلم، فيما بقيت أنا وعدد من المعلمات في الغرفة وجمعن الطالبات حولنا وظللنا نردد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وأفادت بأنها اتصلت بالدفاع المدني وأبلغتهم بالحريق وبالوضع، وأكدت أن المعلمتين غدير كتوعة وريم نهاري ـ رحمهما الله ـ كانتا برفقتهن، وكان جل اهتمامهن هو إنقاذ الطالبات الصغيرات.
وذكرت أن المعلمة ريم كسرت النوافذ الزجاجية وألقت الطالبات للمسعفين، مبينة في ذلك الوقت استغثنا بالمعلمات الأخريات لإنقاذنا إلا أن الهدوء ساد المكان وسيطر الحريق على الموقع مع دخان كثيف واضطررنا لإغلاق باب الغرفة.
وقالت إنه حينما سيطر الخوف على المعلمات اللاتي تجاوز عددهن العشر إضافة إلى الطالبات فكرنا في طريقه للإنقاذ فأخذنا نكسر النوافذ وشاهدنا التجمهر وأشخاصا يحذرننا من التهور ولكن الدخان كان بلغ أشده حتى بتنا لا نرى كفوف أيدينا، وكان الشباب من سكان الحي يحاولون الصعود إلينا وأحضروا سلما لكنه كان قصيرا مما جعلني أقفز بعد أن ساهمت في إنقاذ الطالبات فأصبت بكسر في العمود الفقري، وسأجري عملية جراحية خلال أيام.
وتشير معلمة اللغة العربية الناجية غالية بسيسي التي أصيبت هي الأخرى بكسر في العمود الفقري وحروق باليدين إلى أنها تعرضت للاختناق جراء انبعاث الأدخنة، مؤكدة أن معلمات المدرسة مارسن دورا بطوليا في سرعة استخراج الطالبات المتجمعات اللاتي تجاوز عددهن الـ700 طالبة ثم عدن لإنقاذنا لكن الدخان كان أسرع.
وأضافت فكرنا في طريقة للهرب ولم نجد سوى تكسير النوافذ، حيث كان تفكيرنا ينحصر في إنقاذ الطالبات وكان المتجمهرون قد شكلوا شبكا من قطع الأقمشة لتلقي الفتيات عليه أنفسهن، حيث قفزت ولم أتذكر ما حدث بعد ذلك، وعندما أفقت وجدت نفسي في غرفة العناية.
من جانبها، امتنعت المعلمة آمنة أحمد عن الحديث نظرا لإصابتها بنوبات عصبية، وعن إصابتها أكدت خالتها أم علي أنها مصابة بكسر في العمود الفقري وحروق بسيطة وستخضع لعملية جراحية خلال أيام.
أما معلمة الكيمياء عائشة بسيسي المصابة هي الأخرى بكسر في العمود الفقري، فأشارت إلى أنه عندما انطلقت الأدخنة الكثيفة قفزت طالبة بالصف السادس إلى الخارج مما دفع الطالبات إلى القفز الواحدة تلو الأخرى، مؤكدة انتظارها لتدخل جراحي.
وعن حالة المصابة بالعناية المركزة ووحدة الحروق بمستشفى المحجر سوزان الخالدي، أوضح المشرف الطبي نهاد محمد أن حالتها حرجة ومصابة بكسر في الحوض والعمود الفقري، وتعاني من نقص في الأكسجين وخلل في الورك الأيمن وتجمع دموي وكسر بالرقبة.
إلى ذلك، أوضح استشاري الجراحة العامة بمستشفى الملك فهد العام الدكتور فهد كلكشاني، الذي استقبل جميع الحالات أن وضع الحالات مطمئن، مشيرا إلى أن المستشفى استقبل ثماني حالات بها كسور في العمود الفقري وحالتي حروق وانهيار عصبي، مشيرا إلى تماثل أربع حالات للشفاء، فيما ستجرى لأربع حالات أخرى عمليات جراحية.