أبها: الوطن

صعد القادة الإسرائيليون من تحذيراتهم لحزب الله، حيث ذكرت إسرائيل إن وقف هجمات حزب الله في شمال البلاد للسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم أصبح الآن هدفًا رسميًا للحرب، حيث تدرس عملية عسكرية أوسع في لبنان يمكن أن تشعل صراعًا شاملا.

تبع ذلك قول مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية ومسؤول في جماعة لبنانية مطلعة على الوضع، إن أجهزة النداء التي يحملها أعضاء حزب الله تم تفجيرها، وقال المسؤول الثاني إنه من المعتقد أن الهجوم كان هجومًا إسرائيليًا تسبب في عشرات الجرحى.

عملية أمنية

وبين مصورو وكالة (AP) في مستشفيات المنطقة أن غرف الطوارئ كانت مليئة بالمرضى، وكثير منهم مصابون بجروح في أطرافهم، وبعضهم في حالة خطيرة.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن المستشفيات في جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي والضاحية الجنوبية لبيروت -وهي المناطق التي يوجد فيها حزب الله بقوة- دعت الناس إلى التبرع بالدم من جميع الفصائل.

وذكرت وكالة الأنباء أن «أجهزة النداء المحمولة تم تفجيرها باستخدام تكنولوجيا متطورة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى، وأفادت عن وقوع عشرات الإصابات».

وقال مسؤول في حزب الله إن ما لا يقل عن 150 شخصًا، بينهم أعضاء في الحزب، أصيبوا في مناطق مختلفة من لبنان عندما انفجرت أجهزة النداء التي كانوا يحملونها، ويفسر أحد المسؤولين أن الانفجارات كانت نتيجة «عملية أمنية استهدفت الأجهزة».

و«إن العدو -إسرائيل- يقف وراء هذا الحادث الأمني»، وأضاف أن أجهزة النداء الجديدة التي كان يحملها عناصر حزب الله كانت تحتوي على بطاريات ليثيوم. إجراءات عسكرية

وقد هدد المسؤولون الإسرائيليون مرارًا وتكرارًا باتخاذ إجراءات عسكرية أكثر صرامة لوقف الهجمات شبه اليومية، والتي بدأت بعد وقت قصير من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، كما شنت إسرائيل بانتظام غارات جوية على لبنان ردًا على ذلك، واستهدفت وقتلت كبار قادة حزب الله، ولكن يبدو أن هذا البيان رمزي إلى حد كبير، وقد لا يبشر بتغيير فوري في السياسة، وقد أدت الهجمات المتبادلة إلى تشريد عشرات الآلاف من الناس على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.



إعادة السكان

وجاء الإعلان عن لبنان بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقت متأخر من الليل، وقال المجلس إن «الهدف من الحرب» هو «إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان»، وأضافت أن «إسرائيل ستواصل العمل لتحقيق هذا الهدف».

والتقى المبعوث الأمريكي، آموس هوشتاين، الذي قام بعدة زيارات إلى لبنان وإسرائيل في محاولة لتخفيف التوترات، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال هوكشتاين لنتنياهو إن تصعيد الصراع مع حزب الله لن يساعد في إعادة الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منطقة الحدود إلى منازلهم، بحسب مسؤول أمريكي تحدث، شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المحادثات الخاصة.

وبحسب المسؤول، زعم هوكشتاين أن نتنياهو يخاطر بإشعال صراع إقليمي واسع النطاق وطويل الأمد إذا مضى قدمًا بحرب شاملة في لبنان، وقال إن إدارة بايدن تظل ملتزمة بإيجاد حل دبلوماسي بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة أو بمفردها.

تغيير جذري

وقال نتنياهو لهوششتاين إن السكان لا يمكنهم العودة دون «تغيير جذري في الوضع الأمني في الشمال»، وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وأضاف البيان أنه في حين أن نتنياهو «يقدر ويحترم» الدعم الأمريكي، فإن إسرائيل «ستفعل ما هو ضروري لحماية أمنها».

وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت إن تركيز الصراع يتحول من غزة إلى شمال إسرائيل، وقال لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا الأسبوع إن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، مضيفًا أن «المسار واضح».

الاستعداد للمواجهة

وبين حزب الله أنه رغم أنه لا يريد حربًا أوسع نطاقًا إلا أنه مستعد لها، وقال عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، رائد برو، إن حزب الله «مستعد للمواجهة وفي جعبته الكثير لردع العدو وحماية لبنان في حال فكر نتنياهو بتوسيع الحرب».

ورفض رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف السياسي الوثيق لحزب الله، هذه التحذيرات إلى حد كبير، وقال لصحيفة محلية إن اللبنانيين اعتادوا على «التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.. حتى لو أصبحت نبرتها أعلى في الآونة الأخيرة».

ضبط النفس

وواصلت الولايات المتحدة ممارسة الضغوط من أجل ضبط النفس حتى في الوقت الذي سارعت فيه إلى تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل، محذرة حليفها الوثيق من أن حربًا أوسع نطاقًا لن تحقق أهدافها.

وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر في إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، واستبداله بجدعون ساعر، زعيم حزب يميني صغير يُنظر إليه على أنه أكثر تشددًا، وسيكون هذا أكبر تغيير في القيادة في إسرائيل.



بطاريات الليثيوم

يمكن عند ارتفاع درجة حرارتها أن تتصاعد منها الدخان وتذوب بل وتشتعل فيها النيران.

تُستخدم بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن في المنتجات الاستهلاكية بدءًا من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وحتى السيارات الكهربائية.

يمكن أن تحترق بطاريات الليثيوم بدرجة حرارة تصل إلى 590 درجة مئوية (1100 درجة فهرنهايت).