في حدث أثار اهتماماً واسعاً جاء إعلان وزارة الداخلية القبض على 7 مواطنين لارتكابهم جرائم مهددة للوحدة الوطنية، بنشرهم مشاركات مثيرة للتعصب القبلي المقيت والبغضاء والكراهية في المجتمع. وأكد البيان وقوف الجهات الأمنية بحزم أمام كل من يحاول المساس باللحمة الوطنية. وحرص الدولة على تطبيق القوانين التي تحمي السلم المجتمعي.
وإذا ما فحصنا الحوادث السابقة التي تسير في هذا السياق سنجدها متعددة وإن بسيناريوهات مختلفة.
«وما أنا إلّا من غزيّة إن غَوَت
غويتُ وإن ترشُد غزيّةُ أرشُدِ»
بيت شعر عابر للزمن يجسد مفهوم التعصب للقبيلة ويعاد إنتاجه ثقافياً على مر العصور. مما يجعلنا أمام ضرورة تشريح البعد الثقافي والتاريخي في مسألة التعصب القبلي.
فما الذي يجعل شباباً يعيشون الحياة المدنية بكل مظاهرها وينعمون بوطن كبير مستقر ومتنوع يذهبون إلى هذه النزعات الخطأ؟!
ثم هل يفهم هؤلاء الفوارق الجوهرية بين الانتماء للقبيلة والفخر بها والتعصب البدائي والنعرات الجاهلية؟
لا شك في أن تمجيد القبيلة كان جزءاً لا يتجزأ من ممارسات إنسان الصحراء، حيث كانت القبيلة دولته وأمته وانتماءه وهو مسير تحت لوائها غير مخير.
فكانت كتابة الشعر والأهازيج مثلاً حول مناقب القبيلة أشبه بدعاية إعلامية تزيد رهبة القبيلة بين أعدائها. وكان أيضاً الزواج داخل القبيلة الواحدة نمطاً تكيفياً فرضه واقع تباعد المسافات من جهة، وفرضية نشوء عداوة مع القبائل الأخرى، وهي فرضية قائمة حتى على قطيع ماعزأو بئر ماء.. هكذا كان كل شيء حولهم يدفعهم للتمسك بعنصرهم والالتفاف حول بعضهم لتشكيل كتلة قوى تحمي وجودهم.
لم يكن أجدادنا إذن يتعصبون لشعور مترف بالأفضلية على غيرهم، بل كانوا يحاولون جهدهم لمراوغة الصحراء التي خلقت مجالات من العزلة والمخاوف.
أما اليوم، فيتعصب الناس لأسباب سيكولوجية من أهمها التأثر بالأسرة إذا كانت تعيش نمطاً اجتماعياً قبلياً يعاد فيه تكرير المفاهيم دون وعي.
أما صغار السن، فيمثل الأمر لهم حالة «أكشن» وصناعة قضية شاغلة يملأ بها فراغه ويقدر من خلالها ذاته.
أرى أن الإجراءات الأمنية وإن كانت رادعة إلا أن تعاضدها مع معالجات ثقافية وتربوية سيكون أكثر فاعلية. وأنه أيضاً من المهم أن نفهم أن المسألة ليست سهلة، وأنه في مجتمع يتكون في معظمه من قبائل متجذرة قد يكون التعصب القبلي ثغرة خطرة لا يؤمن جانبها.
بقي أن نقول، إن مسألة التعصب القبلي ليست خاصة بمنطقتنا، بل هي شائعة في كثير من الأمم العريقة، ويمكننا تجاوزها بالتعامل معها كظاهرة قابلة للدراسة والتفكيك لإحلال المفاهيم المرغوبة وتحديث الوعي بما يحمي المجتمع ويحفظ وطننا مستقراً منيعاً.
وإذا ما فحصنا الحوادث السابقة التي تسير في هذا السياق سنجدها متعددة وإن بسيناريوهات مختلفة.
«وما أنا إلّا من غزيّة إن غَوَت
غويتُ وإن ترشُد غزيّةُ أرشُدِ»
بيت شعر عابر للزمن يجسد مفهوم التعصب للقبيلة ويعاد إنتاجه ثقافياً على مر العصور. مما يجعلنا أمام ضرورة تشريح البعد الثقافي والتاريخي في مسألة التعصب القبلي.
فما الذي يجعل شباباً يعيشون الحياة المدنية بكل مظاهرها وينعمون بوطن كبير مستقر ومتنوع يذهبون إلى هذه النزعات الخطأ؟!
ثم هل يفهم هؤلاء الفوارق الجوهرية بين الانتماء للقبيلة والفخر بها والتعصب البدائي والنعرات الجاهلية؟
لا شك في أن تمجيد القبيلة كان جزءاً لا يتجزأ من ممارسات إنسان الصحراء، حيث كانت القبيلة دولته وأمته وانتماءه وهو مسير تحت لوائها غير مخير.
فكانت كتابة الشعر والأهازيج مثلاً حول مناقب القبيلة أشبه بدعاية إعلامية تزيد رهبة القبيلة بين أعدائها. وكان أيضاً الزواج داخل القبيلة الواحدة نمطاً تكيفياً فرضه واقع تباعد المسافات من جهة، وفرضية نشوء عداوة مع القبائل الأخرى، وهي فرضية قائمة حتى على قطيع ماعزأو بئر ماء.. هكذا كان كل شيء حولهم يدفعهم للتمسك بعنصرهم والالتفاف حول بعضهم لتشكيل كتلة قوى تحمي وجودهم.
لم يكن أجدادنا إذن يتعصبون لشعور مترف بالأفضلية على غيرهم، بل كانوا يحاولون جهدهم لمراوغة الصحراء التي خلقت مجالات من العزلة والمخاوف.
أما اليوم، فيتعصب الناس لأسباب سيكولوجية من أهمها التأثر بالأسرة إذا كانت تعيش نمطاً اجتماعياً قبلياً يعاد فيه تكرير المفاهيم دون وعي.
أما صغار السن، فيمثل الأمر لهم حالة «أكشن» وصناعة قضية شاغلة يملأ بها فراغه ويقدر من خلالها ذاته.
أرى أن الإجراءات الأمنية وإن كانت رادعة إلا أن تعاضدها مع معالجات ثقافية وتربوية سيكون أكثر فاعلية. وأنه أيضاً من المهم أن نفهم أن المسألة ليست سهلة، وأنه في مجتمع يتكون في معظمه من قبائل متجذرة قد يكون التعصب القبلي ثغرة خطرة لا يؤمن جانبها.
بقي أن نقول، إن مسألة التعصب القبلي ليست خاصة بمنطقتنا، بل هي شائعة في كثير من الأمم العريقة، ويمكننا تجاوزها بالتعامل معها كظاهرة قابلة للدراسة والتفكيك لإحلال المفاهيم المرغوبة وتحديث الوعي بما يحمي المجتمع ويحفظ وطننا مستقراً منيعاً.