يُروى عن الكاتب والفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتين (Michel de Montaigne) أنه قال: (من لا يتمتع بذاكرة في غاية القوة، فالأفضل له ألا يخاطر بالكذب).
هذه المقولة أعادتني إلى حادثة حصلت لي قبل أكثر من 14 عام تقريبًا، وكنت حينها في السنة الأولى أو الثانية من التحاقي بالوظيفة بمدينة الرياض.
في إحدى ليالي السبت - إبان ما كان السبت هو اليوم الأول في الأسبوع - كنت أستقل إحدى الحافلات الكبيرة المتجهة نحو مدينة الرياض، تمهيدًا لبدء أسبوع عمل جديد في صباح اليوم التالي، وشاءت الأقدار أن تتعطل بنا هذه الحافلة قبل الوصول إلى الرياض بـ 70 كم، فواجهتنا كثير من المصاعب والمفاجآت التي أدت في نهاية المطاف إلى عدم دخولنا إلى المدينة إلاّ عند الساعة السابعة من صباح اليوم التالي.
في الليلة ذاتها ، وفي خضم هذه المصاعب والمفاجآت، وعندما أدركت بأننا متأخرين لا محالة، قررت أن أرسل رسالة نصية إلى زميلي الجديد في العمل، أحيطه فيها بأنني على الأرجح لن أتمكن من الحضور إلى العمل يوم غدٍ السبت، بسبب هذا العارض، وأطلب منه (التغطية) عني في هذا اليوم، خصوصًا وأنه لا يوجد في الإدارة في ذلك الحين سواه وأنا، ومن غير المناسب خلو الإدارة من أي موظف في ذلك اليوم.
لكن قبل أن أرسل له رسالتي، باغتني برسالة يفيدني فيها بأنه لن يتمكن من الحضور غدًا، لأنه في طريقه إلى مدينة الرياض قادمًا من مكة المكرمة بعد انتهائه من أداء العمرة، وأنه لن يصل إلاّ متأخرًا، وبالتالي سيكون متعبًا ومنهكًا .... إلخ، ففوضت أمري إلى الله، وقررت أن أرتاح قليلاً بعد الوصول إلى مدينة الرياض، ومن ثم أذهب إلى مقر العمل، وهو ما كان بالفعل.
في اليوم التالي (الأحد) التقيت بالزميل، وقد لاحظت أنه يحمل أبرز علامة فارقة للحاج أو المعتمر، وهي التقصير من خلال حلاقة كامل الرأس بواسطة الشفرة، فـ (تحمّدت له) بالسلامة، وسألت الله أن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال وأفضل الطاعات.
درات الأيام، وانقضت الأسابيع والشهور، وشاءت الأقدار بعد عامين تقريبًا من تلك الحادثة أن يتم اختياري وهو ضمن فريق عمل، للإعداد والتحضير لفعالية ستقيمها الجهة في إحدى مناطق المملكة، وعند اقتراب موعد الفعالية، وقبيل موعد السفر ببضعة أيام صرّح لي هذا الزميل بأنه لم يسبق له أن سافر أو خرج من مدينة الرياض، وعليه فهو يرجو مساعدتي له في الإعداد والترتيب للسفر وإحاطته بما يمكنه القيام به، وما الذي يجب أن يحمله معه أثناء هذه الرحلة!! حتى أتذكر أنني اشتريت له بنفسي شنطة السفر، كما لا أنسى بأنه سألني: هل أحتاج إلى جواز سفر لهذه الرحلة؟
حينها أدركت بأن الرجل كذب علي في ذلك الموقف، وقد نسي ذلك بسبب ذاكرته الضعيفة، وتقادم الزمن وانقضاء مدة طويلة على تلك الحادثة، كما أدركت أيضًا بأنه استغل في ذلك اليوم عدم وجود مدير الإدارة، لارتباطه بمهمة عمل خارج مدينة الرياض، وكذلك مسألة جزّه لشعر رأسه (على الزيرو)، ليمرر أكذوبته علي ويظهر أمامي بمظهر الشخص الذي انتهى للتو من أداء العمرة.
هذه المقولة أعادتني إلى حادثة حصلت لي قبل أكثر من 14 عام تقريبًا، وكنت حينها في السنة الأولى أو الثانية من التحاقي بالوظيفة بمدينة الرياض.
في إحدى ليالي السبت - إبان ما كان السبت هو اليوم الأول في الأسبوع - كنت أستقل إحدى الحافلات الكبيرة المتجهة نحو مدينة الرياض، تمهيدًا لبدء أسبوع عمل جديد في صباح اليوم التالي، وشاءت الأقدار أن تتعطل بنا هذه الحافلة قبل الوصول إلى الرياض بـ 70 كم، فواجهتنا كثير من المصاعب والمفاجآت التي أدت في نهاية المطاف إلى عدم دخولنا إلى المدينة إلاّ عند الساعة السابعة من صباح اليوم التالي.
في الليلة ذاتها ، وفي خضم هذه المصاعب والمفاجآت، وعندما أدركت بأننا متأخرين لا محالة، قررت أن أرسل رسالة نصية إلى زميلي الجديد في العمل، أحيطه فيها بأنني على الأرجح لن أتمكن من الحضور إلى العمل يوم غدٍ السبت، بسبب هذا العارض، وأطلب منه (التغطية) عني في هذا اليوم، خصوصًا وأنه لا يوجد في الإدارة في ذلك الحين سواه وأنا، ومن غير المناسب خلو الإدارة من أي موظف في ذلك اليوم.
لكن قبل أن أرسل له رسالتي، باغتني برسالة يفيدني فيها بأنه لن يتمكن من الحضور غدًا، لأنه في طريقه إلى مدينة الرياض قادمًا من مكة المكرمة بعد انتهائه من أداء العمرة، وأنه لن يصل إلاّ متأخرًا، وبالتالي سيكون متعبًا ومنهكًا .... إلخ، ففوضت أمري إلى الله، وقررت أن أرتاح قليلاً بعد الوصول إلى مدينة الرياض، ومن ثم أذهب إلى مقر العمل، وهو ما كان بالفعل.
في اليوم التالي (الأحد) التقيت بالزميل، وقد لاحظت أنه يحمل أبرز علامة فارقة للحاج أو المعتمر، وهي التقصير من خلال حلاقة كامل الرأس بواسطة الشفرة، فـ (تحمّدت له) بالسلامة، وسألت الله أن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال وأفضل الطاعات.
درات الأيام، وانقضت الأسابيع والشهور، وشاءت الأقدار بعد عامين تقريبًا من تلك الحادثة أن يتم اختياري وهو ضمن فريق عمل، للإعداد والتحضير لفعالية ستقيمها الجهة في إحدى مناطق المملكة، وعند اقتراب موعد الفعالية، وقبيل موعد السفر ببضعة أيام صرّح لي هذا الزميل بأنه لم يسبق له أن سافر أو خرج من مدينة الرياض، وعليه فهو يرجو مساعدتي له في الإعداد والترتيب للسفر وإحاطته بما يمكنه القيام به، وما الذي يجب أن يحمله معه أثناء هذه الرحلة!! حتى أتذكر أنني اشتريت له بنفسي شنطة السفر، كما لا أنسى بأنه سألني: هل أحتاج إلى جواز سفر لهذه الرحلة؟
حينها أدركت بأن الرجل كذب علي في ذلك الموقف، وقد نسي ذلك بسبب ذاكرته الضعيفة، وتقادم الزمن وانقضاء مدة طويلة على تلك الحادثة، كما أدركت أيضًا بأنه استغل في ذلك اليوم عدم وجود مدير الإدارة، لارتباطه بمهمة عمل خارج مدينة الرياض، وكذلك مسألة جزّه لشعر رأسه (على الزيرو)، ليمرر أكذوبته علي ويظهر أمامي بمظهر الشخص الذي انتهى للتو من أداء العمرة.