سؤال الحداثة ليس سؤالا مجانيا نقفز منه بتذاكي إلى سؤال «ما بعد الحداثة»، كي نستغل «سيولة المعنى» في خلط «القروسطي» بـ«الحداثي». إن ما بعد الحداثة تعني سيولة المعنى ما بين خياط ماهر يأخذ المقاس بالإنش مع خياط ماهر يأخذ المقاس بالسنتيمتر، لكن النتيجة واحدة في «دقة التفصيل» مهما تنوعت مقاييسهم بين الصين أو أمريكا، بين اليابان أو فرنسا. إن «ما بعد الحداثة» تستوعب سيولتها من حاملي «بوصلة واحدة» يدركون بها طرقهم «المختلفة» بين الجهات الأربع.
المفارقة المخيفة والمقلقة أنه توجد شعوب لم تستوعب حداثة البوصلة، فتراها «أدوات شيطانية»، فكيف نقفز بها إلى ما بعد الحداثة في تعدد الطرق!؟؟! ستخرج لنا إطروحات تريدنا أن نستوعب إمكانية تعايش «مسيحي قروسطي» يؤمن بحرق الساحرات مع «مسيحي حداثي» يحرص وعائلته على حضور كرنفال «سحرة» يمارسون خفة اليد والجسد؟!! سيحرق «القروسطي» الحفل الاستعراضي على من فيه بحجة «الدفاع عن عقيدته من شر السحرة».. يخاف من ساحر يخرج أرنبا من قبعته؟!!، وعليها قس واقع الشرق الأوسط.
هل يمكن احتواء الشباب القروسطي بفضاءات «فلكلورية» تمتص حماسهم التعبوي، مع ترشيدهم «حداثيا» إلى «جودة الحياة»؟ ربما، فصراع الأصالة والحداثة صراع «وهمي»، فما تراه «أصيلا»، لأنه «كان» قبل مائة عام، فاعلم أنه لم يكن «كائنا» قبل مائتي عام وهكذا. إنه «كلكل البؤس الفكري» حاول رفعه كبار المفكرين العرب منذ ابن رشد في «تهافت التهافت»، وحتى الجابري في «تكوين العقل العربي»، وخلاصتها ــ من وجهة نظري ـ أنها كتب يقرأها الآلاف حتى الآن، لكنها قراءة «سكولائية - مدرسانية - تعتقد أولا ثم تفكر» كعقل المسيحية في «قرونها الوسطى»، ولا أبرئ الجابري في آخر مؤلفاته من هذه المدرسانية التي انحنى لها في آخر عمره كما فعل من قبله في آخر مؤلفاتهم (طه حسين - العقاد... )، ونجا منها «صادق جلال العظم، وعبدالله العروي...» بوعيهم «المادي التاريخي». أقول هذا لأن «العقبة الابستمولوجية/غاستون باشلار» لتكوين العقل العلمي لم يتجاوزها في مؤلفاتهم إلا بضعة مفكرين عرب. أما البقية، ولو كانوا بحجم «حسن حنفي»، فتراوغ هذه العقبة الابستمولوجية بالتفافات «هارمونيطيقية/تأويلية» عبر تخريجاتها اللغوية، عاجزين عن طريق «من قال: لا في وجه من قالوا: نعم...».
الأصالة الوحيدة التي عرفتها البشرية تكمن في «الإنسان». هل هناك أصالة في الكينونة أعلى من أصالة «الإنسان» بصفته «ضاحك بكَّاء» ما بين «لذة وألم»، وما عدا ذلك «هراء» أيديولوجي، لزرع الكراهية ونشر البغضاء بين الناس، ولهذا لا توجد فكرة تستحق أن «يموت» من أجلها الإنسان، لأنها مع الزمن ستصبح «فكرة» سخيفة.
«حرب الثلاثين عاما» بدأت بين البروتستانت والكاثوليك، وأصبحت في زمن آخر حربا سخيفة لا يقبلها «العقل الحداثي»، وما زال «العقل الأعلى» يتعلم مع كل احتراب دموي يخوضه، هكذا يقول التاريخ، باستثناء «الفصام عن الواقع» بلا بصر ولا بصيرة، فتراه في المماليك وهم على خيولهم مشهرين سيوفهم تحصدهم مدافع وبنادق نابليون!!، ثم يأتي القروسطي فيختزل الهزيمة في «معاصي المماليك وفجورهم».
هل تجاوز العقل القروسطي عماه الأيديولوجي في ربط الهزيمة بالمعاصي؟ لقد تجاوزه في الستينيات الميلادية من القرن الماضي إلى ثاني أعراض «الفصام/إنكار الواقع»، فسمى الهزيمة المؤلمة «نكسة»!، وصولا إلى زمننا الحالي، فأصبح «فصاما مزمنا/جحود الواقع»، فسمى الهزيمة المنكرة «نصرا».
سؤال الحداثة هو إجابة مفتوحة عن سؤال آخر باتجاه «التغير والتطور والتحول»، ويبقى الثابت هو الإنسان مهما اختلفت ملله وتنوعت أعراقه، ولهذا نرى القنبلة النووية تسحق اليابان حد الاستسلام دون أن ينسحق سؤال الحداثة داخلها، فتزدهر أكثر وأكثر، ونرى الحلفاء يسحقون ألمانيا النازية دون أن ينسحق سؤال الحداثة داخلها، فتزدهر أكثر وأكثر، بينما نرى الردة الحضارية والتقهقر يغمران بعض دول الشرق الأوسط لأدنى «فوضى» في إدارة الدولة الحديثة، لتصبح «ملالا يوسفزاي» استثناء يؤكد القاعدة «القروسطية» التي تعيشها شعوب عجزت عن هضم الحداثة على الرغم من كل مظاهر «البيروقراطية الحديثة في الوزارات والهيئات الحكومية» الفارغة من المعنى «الحداثي».
المفارقة المخيفة والمقلقة أنه توجد شعوب لم تستوعب حداثة البوصلة، فتراها «أدوات شيطانية»، فكيف نقفز بها إلى ما بعد الحداثة في تعدد الطرق!؟؟! ستخرج لنا إطروحات تريدنا أن نستوعب إمكانية تعايش «مسيحي قروسطي» يؤمن بحرق الساحرات مع «مسيحي حداثي» يحرص وعائلته على حضور كرنفال «سحرة» يمارسون خفة اليد والجسد؟!! سيحرق «القروسطي» الحفل الاستعراضي على من فيه بحجة «الدفاع عن عقيدته من شر السحرة».. يخاف من ساحر يخرج أرنبا من قبعته؟!!، وعليها قس واقع الشرق الأوسط.
هل يمكن احتواء الشباب القروسطي بفضاءات «فلكلورية» تمتص حماسهم التعبوي، مع ترشيدهم «حداثيا» إلى «جودة الحياة»؟ ربما، فصراع الأصالة والحداثة صراع «وهمي»، فما تراه «أصيلا»، لأنه «كان» قبل مائة عام، فاعلم أنه لم يكن «كائنا» قبل مائتي عام وهكذا. إنه «كلكل البؤس الفكري» حاول رفعه كبار المفكرين العرب منذ ابن رشد في «تهافت التهافت»، وحتى الجابري في «تكوين العقل العربي»، وخلاصتها ــ من وجهة نظري ـ أنها كتب يقرأها الآلاف حتى الآن، لكنها قراءة «سكولائية - مدرسانية - تعتقد أولا ثم تفكر» كعقل المسيحية في «قرونها الوسطى»، ولا أبرئ الجابري في آخر مؤلفاته من هذه المدرسانية التي انحنى لها في آخر عمره كما فعل من قبله في آخر مؤلفاتهم (طه حسين - العقاد... )، ونجا منها «صادق جلال العظم، وعبدالله العروي...» بوعيهم «المادي التاريخي». أقول هذا لأن «العقبة الابستمولوجية/غاستون باشلار» لتكوين العقل العلمي لم يتجاوزها في مؤلفاتهم إلا بضعة مفكرين عرب. أما البقية، ولو كانوا بحجم «حسن حنفي»، فتراوغ هذه العقبة الابستمولوجية بالتفافات «هارمونيطيقية/تأويلية» عبر تخريجاتها اللغوية، عاجزين عن طريق «من قال: لا في وجه من قالوا: نعم...».
الأصالة الوحيدة التي عرفتها البشرية تكمن في «الإنسان». هل هناك أصالة في الكينونة أعلى من أصالة «الإنسان» بصفته «ضاحك بكَّاء» ما بين «لذة وألم»، وما عدا ذلك «هراء» أيديولوجي، لزرع الكراهية ونشر البغضاء بين الناس، ولهذا لا توجد فكرة تستحق أن «يموت» من أجلها الإنسان، لأنها مع الزمن ستصبح «فكرة» سخيفة.
«حرب الثلاثين عاما» بدأت بين البروتستانت والكاثوليك، وأصبحت في زمن آخر حربا سخيفة لا يقبلها «العقل الحداثي»، وما زال «العقل الأعلى» يتعلم مع كل احتراب دموي يخوضه، هكذا يقول التاريخ، باستثناء «الفصام عن الواقع» بلا بصر ولا بصيرة، فتراه في المماليك وهم على خيولهم مشهرين سيوفهم تحصدهم مدافع وبنادق نابليون!!، ثم يأتي القروسطي فيختزل الهزيمة في «معاصي المماليك وفجورهم».
هل تجاوز العقل القروسطي عماه الأيديولوجي في ربط الهزيمة بالمعاصي؟ لقد تجاوزه في الستينيات الميلادية من القرن الماضي إلى ثاني أعراض «الفصام/إنكار الواقع»، فسمى الهزيمة المؤلمة «نكسة»!، وصولا إلى زمننا الحالي، فأصبح «فصاما مزمنا/جحود الواقع»، فسمى الهزيمة المنكرة «نصرا».
سؤال الحداثة هو إجابة مفتوحة عن سؤال آخر باتجاه «التغير والتطور والتحول»، ويبقى الثابت هو الإنسان مهما اختلفت ملله وتنوعت أعراقه، ولهذا نرى القنبلة النووية تسحق اليابان حد الاستسلام دون أن ينسحق سؤال الحداثة داخلها، فتزدهر أكثر وأكثر، ونرى الحلفاء يسحقون ألمانيا النازية دون أن ينسحق سؤال الحداثة داخلها، فتزدهر أكثر وأكثر، بينما نرى الردة الحضارية والتقهقر يغمران بعض دول الشرق الأوسط لأدنى «فوضى» في إدارة الدولة الحديثة، لتصبح «ملالا يوسفزاي» استثناء يؤكد القاعدة «القروسطية» التي تعيشها شعوب عجزت عن هضم الحداثة على الرغم من كل مظاهر «البيروقراطية الحديثة في الوزارات والهيئات الحكومية» الفارغة من المعنى «الحداثي».