اعتاد معظمنا ومن خلال سياقنا الشعبي والحياتي أن يطلق مصطلح (فيلم هندي) من باب الفكاهة والتندر أو التعبير عن خيالية رواية أو خبر أو محتوى، أو عندما نجد مبالغة لا معقولة في سرد حادثة أو في شكل الصورة المركب ..وهذا التعبير لم يأت من فراغ بل إن خلفيته الرئيسية جاءت عن طريق ما تطرحه السينما الهندية غزيرة الإنتاج من أفلام رسمت هذه الصورة بكل امتياز عبر قصصها الغارقة حتى قمة رأسها، في بحور من السطحية والخيال والأساطير، دون أن تترك لعناصر الفن السابع ذات المحتوى الجيد والتكامل بين العناصر الفنية والحبكة الدرامية والواقعية أي فراغ في معظم إنتاجها ...والمتابع الجيد ويملك أدوات نقدية معقولة يجد أن الأفلام والمسلسلات الهندية خارجة عن نطاق المعقول والمنطق والواقعية ومنغمسة في مستنقع الخيال والأساطير، ولنا هنا أن نسأل أنفسنا لماذا اختطت السينما الهندية هذا الطريق؟ ولماذا أصبح هو عنوانها وبصمتها الظاهرة والمهنية؟ والإجابة بكل وضوح تكمن في أن عقلية المتلقي والمواطن الهندي تعشق الخيال والأساطير، ونعتقد كامل الاعتقاد في الخرافات، حتى أن تاريخ الهند غني بهذا التراث الفانتازي، والديانة الهندوسية فيها من الآلهة والأرباب ما يعد بالملايين، ومعتقدات هذه الطائفة الأكبر في الهند تقوم على الخرافة، فهم يؤمنون بإله الشمس وأسطورة ميراباي التي عشقت الإله كريشتا، وهم طائفة يؤمنون بأن إطفاء النار نذير شؤم، ويعتقدون في قدسية الأنهار كنهر الفانج، والتي تقول أسطورتهم إنه ينبع من تحت أقدام الإله، أما تعظيم البقرة فهذه حكاية تُروى لوحدها، ويكفينا أن نعلم أنهم يدفنون البقرة ويحرقون موتاهم والقائمة تطول ...ثم نأتي لسبب آخر لنشأة تلك الصناعة السينمائية العجيبة، والتي تغرد وحدها خارج السرب، فهذا يعود لكون الهند تعاني من مشاكل اقتصادية عميقة، والكثير من السلوكيات الاجتماعية والأخلاقية الخطيرة، وتعدد وتباين شديد في مكوناتها الدينية والعرقية، وهذا كله أدى إلى ازدواجية ثقافية واضحة، فالمواطن الهندي لازال يعاني من تأثره الشديد بثقافة المحتل البريطاني في اللغة والعادات وتغرّب الأجيال الشابة مقابل محاولة التمسك بالموروث من قبل الأجيال الأقدم ...وهنا يأتي دور السنيما الهندية لتقدم لجمهورها المرتبك، والذي يعاني من صراعات نفسية وصعوبات اقتصادية دائمة، وأزمة هوية تهدد كينونته، فأصبحت تقدم له في إنتاجها ما يحقق له -ولو مؤقتا- جزءاً من أحلامه المستحيلة، فأبرزت له حياة حالمة مليئة بالرقص والأغاني والبطولات والأساطير، وشخصية البطل الذي لا يموت لأنه يُمثل جانب الخير الذي ينتصر على الأشرار على الدوام، حتى لو انبعث من تحت الرماد، وكأنه طائر الفينق الأسطوري، أي أنها تقدم لمواطنيها ما يشبه وجبة من الأفيون لتغييبه عن واقعه المرير وصراعاته الداخلية، وعندها يشاهد هذا المواطن الهندي البسيط والمغلوب على أمره صورة مبهجة في برواز جميل عن الحياة والوطن والإنسان في قالب فانتازي أسطوري، وهنا يبرز مجدداً مصطلح (فلم هندي).
ومن أجل هذا كله نشأت بوليود، مركز صناعة السنيما الهندية، مُقتفية أثر هوليود الأمريكية وكنسخة مشوهة لها ..ونحن هنا لسنا لتمجيد هوليود أو تبرئة ساحتها من تاريخها المليء بالسقطات العنصرية، ومنهجيتها المضللة، ولكننا في موقع المقارنة المبنية على جودة المعايير الفنية والإمكانات التقنية والإنتاجية، والحبكة الدرامية عالية المستوى، والواقعية المقبولة، والتي تُرجح كفة هوليود مقابل سذاجة وسطحية وفانتازيا الإنتاج الهندي المبتذل ...ولك أن تتخيل أن ماكينة هذا الإنتاج السيئ تُخرج لمحيطها أكثر من ألف فيلم كل عام لا يتجاوز المقبول منها 1% من إجمالي الإنتاج، أما غالبية مخرجاتها فمصيرها السقوط في بحر السذاجة والسطحية والاستهبال والغباء الفكري والتقني والفني ...ولنأتي على فيلم أنتج أخيرا بعنوان (حياة الماعز)، والذي لا يخرج أبداً عن مصطلح ( فيلم هندي)، وكان مصيره المحتوم أن يؤول إلى ما آلت إليه الآلاف من الأفلام الهندية الجامدة والتي ينتهي تأثيرها بانتهاء عرضها، ولفترة محدودة، ولكن لأنه أنتج بخلفية تآمرية رخيصة، وبسياق درامي محدد ومدروس من أجل تحقيق أجندة مشبوهة، فقد جاء بدفع ذاتي ضخم وزخم إعلامي كبير، وممنهج ومتجانس؛ ليتوافق مع هوى ومزاج تلك الشرذمة المتربصة والحاقدة على هذا الوطن وقيادته وشعبه، ورغم حجم هذا التآمر الهلامي فإن تأثيره لم يتجاوز مجرد زوبعة في فنجان مليء بالحقد والكراهية والغيرة، ولكنها سرعان ما ستنسكب حارقة رؤوس أصحابها وعاجلاً سيطويها النسيان ...ولكن رغم تفاهة الحدث ومحدودية تأثيره، فإنه قد أعاد التأكيد لنا مجددا عن حقيقة وأغراض هذه البهائم البشرية، سواء أكانوا من دول شارك بعض رعاياها ذوو الخلفية الطائفية المقيتة في صناعة هذا المسخ السينمائي، أو من دول أبانت شماتتها وحقدها الدفين على استحياء، أو من خلال مشردي أوروبا وأمريكا المارقين، ولكن إن حسبتهم جميعاً فقلوبهم شتى، وهذه صفة وديدن المنافقين...وغاب عن هؤلاء الشرذمة أن دولتنا وبلطف الله وكرمه كاشفة على الدوام عن كل تآمر صغر أم كبر، وتعلم من وراؤه سواء أبان عن هويته وتصدر المشهد أو دبّر من وراء الكواليس.
ولكن في المقابل أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدولة الرشيدة قائدة ورمزاً خالداً لعالميها العربي والإسلامي، ومن هذا المنطلق كان حتماً أن تظهر هنا أخلاق وشيم الكبار لتفرض التجاوز عن صغائر الأمور، وتلجأ دوماً إلى الحكمة والتروي، فتلفت نظر هذا وتنذره وتردع الآخر بما يستحقه من عقاب، تبعاً لحجم خطئه ومقدار تجاوزه الخطوط الحمراء، وكل هذا في سبيل مصلحة الأمة ورأب ما يصيبها من تصدع، والتاريخ يشهد أن الجميع دولاً كانت أو هيئات أو أفراد يعودون صاغرين يجرّون أذيال الخيبة والندم. كما يعلم الجميع أن لسان حال قادتنا وملوكنا حفظهم الله يقول إن من يتجاوز في كثير من الأحيان عن الإساءة ليس بعاجز عن ردها، ولكنهم -حفظهم الله- عرفوا قدر المسيء فتجاهلوه وعرفوا قدر أنفسهم الأبية فارتقوا بها عن كل ما لا يليق، والحلم ليس من أخلاق العوام وأشباه القادة، بل هو من صلب أخلاق الملوك، فمن حلم ساد، ومن ساد قاد، ومن قاد ملك، والحليم لا يطلب الإنصاف أبداً من الجاهل ...
أيها الحاقدون وتجار الحناجر البالية وسماسرة القضايا المسلوقين، إن قادتنا ورجال دولتنا لن يهدروا النذر اليسير من وقتهم في الدفاع عن مواقفهم أو تبرئة ساحتهم من سموم نفثتموها، لأنكم أصغر وأحقر من أن تنالوا هذا الشرف، ولأنهم وخلال هذا الوقت الذي أهدرتموه، وأنتم تحيكون مؤامراتكم القذرة قابعين في جحوركم المظلمة يسيرون بثقة محققين أهداف رؤية حضارية وعبقرية ومباركة بقيادة عرابها الاستثنائي -حفظه الله تعالى- وفق منهجية سليمة تسير بنا إلى الأمام، وبخطوات عملاقة جعلت هذا البلد المبارك يعيش حقبة حضارية غير مسبوقة محلياً وإقليماً وعالمياً، وهذا يقينا ما أصاب القوم بتلك اللوثة وأخرجهم عن أطوارهم فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فصارو لا يكادون يفيقون من صدمة قصة نجاح حتى يتلوه نجاح أكبر، ولا يكاد يمضي بهم الوقت فيبصروا إنجازاً عظيماً حتى يردفه إنجاز أعظم، لهذا نجدهم على الدوام في حالة اضطراب مستمر يتملكهم الهم والكرب العظيم، ويتخبطهم الشيطان، فيهذون بما لا يوقنون ويصيبهم هوس وجنون يغذيه حقد عظيم استوطن في جميع خلايا أجسامهم العليلة وعقولهم المريضة.
أيها الحاقدون لقد صوّرت لكم شياطينكم وأهواؤكم الضالة أنكم قد تدقون إسفيناً بين الشعب وقادته، وهنا نوقن أنها اللحظة التي عميت فيها أبصاركم وبصيرتكم فلم تدركوا أن لدى هذا الشعب حصانة منيعة ضد سهامكم المسمومة، ومتملكاً لخاصية التطهير الذاتي من الخونة المارقين وأعداء الوطن، وخبرنا السيئ لكم أن في أعناق هذا الشعب بيعة شرعية مباركة لقادته لايحيد عنها أبداً؛ لأنها بكل بساطة عقيدةوفخر وشرف، وهذه الأمور تفتقدونها ولا تستشعرونها، فأنى لكم ذلك وأنتم في كل أرض تنبحون وفي كل وادٍ تهيمون، وما يأتي منكم من هرطقات وافتراءات رخيصة لهي والله لدليل دامغ على نجاحنا ورقينا وتماسكنا، إضافة إلى أنها تشكّل وقوداً للاستمرار في مسيرتنا المظفرة...وختاماً وخلاصة القول فإن ما حدث وما سيحدث مستقبلاً من سيناريوهات رديئة مشابهة لا يخرج عن كونه (فيلم هندي).
ومن أجل هذا كله نشأت بوليود، مركز صناعة السنيما الهندية، مُقتفية أثر هوليود الأمريكية وكنسخة مشوهة لها ..ونحن هنا لسنا لتمجيد هوليود أو تبرئة ساحتها من تاريخها المليء بالسقطات العنصرية، ومنهجيتها المضللة، ولكننا في موقع المقارنة المبنية على جودة المعايير الفنية والإمكانات التقنية والإنتاجية، والحبكة الدرامية عالية المستوى، والواقعية المقبولة، والتي تُرجح كفة هوليود مقابل سذاجة وسطحية وفانتازيا الإنتاج الهندي المبتذل ...ولك أن تتخيل أن ماكينة هذا الإنتاج السيئ تُخرج لمحيطها أكثر من ألف فيلم كل عام لا يتجاوز المقبول منها 1% من إجمالي الإنتاج، أما غالبية مخرجاتها فمصيرها السقوط في بحر السذاجة والسطحية والاستهبال والغباء الفكري والتقني والفني ...ولنأتي على فيلم أنتج أخيرا بعنوان (حياة الماعز)، والذي لا يخرج أبداً عن مصطلح ( فيلم هندي)، وكان مصيره المحتوم أن يؤول إلى ما آلت إليه الآلاف من الأفلام الهندية الجامدة والتي ينتهي تأثيرها بانتهاء عرضها، ولفترة محدودة، ولكن لأنه أنتج بخلفية تآمرية رخيصة، وبسياق درامي محدد ومدروس من أجل تحقيق أجندة مشبوهة، فقد جاء بدفع ذاتي ضخم وزخم إعلامي كبير، وممنهج ومتجانس؛ ليتوافق مع هوى ومزاج تلك الشرذمة المتربصة والحاقدة على هذا الوطن وقيادته وشعبه، ورغم حجم هذا التآمر الهلامي فإن تأثيره لم يتجاوز مجرد زوبعة في فنجان مليء بالحقد والكراهية والغيرة، ولكنها سرعان ما ستنسكب حارقة رؤوس أصحابها وعاجلاً سيطويها النسيان ...ولكن رغم تفاهة الحدث ومحدودية تأثيره، فإنه قد أعاد التأكيد لنا مجددا عن حقيقة وأغراض هذه البهائم البشرية، سواء أكانوا من دول شارك بعض رعاياها ذوو الخلفية الطائفية المقيتة في صناعة هذا المسخ السينمائي، أو من دول أبانت شماتتها وحقدها الدفين على استحياء، أو من خلال مشردي أوروبا وأمريكا المارقين، ولكن إن حسبتهم جميعاً فقلوبهم شتى، وهذه صفة وديدن المنافقين...وغاب عن هؤلاء الشرذمة أن دولتنا وبلطف الله وكرمه كاشفة على الدوام عن كل تآمر صغر أم كبر، وتعلم من وراؤه سواء أبان عن هويته وتصدر المشهد أو دبّر من وراء الكواليس.
ولكن في المقابل أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدولة الرشيدة قائدة ورمزاً خالداً لعالميها العربي والإسلامي، ومن هذا المنطلق كان حتماً أن تظهر هنا أخلاق وشيم الكبار لتفرض التجاوز عن صغائر الأمور، وتلجأ دوماً إلى الحكمة والتروي، فتلفت نظر هذا وتنذره وتردع الآخر بما يستحقه من عقاب، تبعاً لحجم خطئه ومقدار تجاوزه الخطوط الحمراء، وكل هذا في سبيل مصلحة الأمة ورأب ما يصيبها من تصدع، والتاريخ يشهد أن الجميع دولاً كانت أو هيئات أو أفراد يعودون صاغرين يجرّون أذيال الخيبة والندم. كما يعلم الجميع أن لسان حال قادتنا وملوكنا حفظهم الله يقول إن من يتجاوز في كثير من الأحيان عن الإساءة ليس بعاجز عن ردها، ولكنهم -حفظهم الله- عرفوا قدر المسيء فتجاهلوه وعرفوا قدر أنفسهم الأبية فارتقوا بها عن كل ما لا يليق، والحلم ليس من أخلاق العوام وأشباه القادة، بل هو من صلب أخلاق الملوك، فمن حلم ساد، ومن ساد قاد، ومن قاد ملك، والحليم لا يطلب الإنصاف أبداً من الجاهل ...
أيها الحاقدون وتجار الحناجر البالية وسماسرة القضايا المسلوقين، إن قادتنا ورجال دولتنا لن يهدروا النذر اليسير من وقتهم في الدفاع عن مواقفهم أو تبرئة ساحتهم من سموم نفثتموها، لأنكم أصغر وأحقر من أن تنالوا هذا الشرف، ولأنهم وخلال هذا الوقت الذي أهدرتموه، وأنتم تحيكون مؤامراتكم القذرة قابعين في جحوركم المظلمة يسيرون بثقة محققين أهداف رؤية حضارية وعبقرية ومباركة بقيادة عرابها الاستثنائي -حفظه الله تعالى- وفق منهجية سليمة تسير بنا إلى الأمام، وبخطوات عملاقة جعلت هذا البلد المبارك يعيش حقبة حضارية غير مسبوقة محلياً وإقليماً وعالمياً، وهذا يقينا ما أصاب القوم بتلك اللوثة وأخرجهم عن أطوارهم فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فصارو لا يكادون يفيقون من صدمة قصة نجاح حتى يتلوه نجاح أكبر، ولا يكاد يمضي بهم الوقت فيبصروا إنجازاً عظيماً حتى يردفه إنجاز أعظم، لهذا نجدهم على الدوام في حالة اضطراب مستمر يتملكهم الهم والكرب العظيم، ويتخبطهم الشيطان، فيهذون بما لا يوقنون ويصيبهم هوس وجنون يغذيه حقد عظيم استوطن في جميع خلايا أجسامهم العليلة وعقولهم المريضة.
أيها الحاقدون لقد صوّرت لكم شياطينكم وأهواؤكم الضالة أنكم قد تدقون إسفيناً بين الشعب وقادته، وهنا نوقن أنها اللحظة التي عميت فيها أبصاركم وبصيرتكم فلم تدركوا أن لدى هذا الشعب حصانة منيعة ضد سهامكم المسمومة، ومتملكاً لخاصية التطهير الذاتي من الخونة المارقين وأعداء الوطن، وخبرنا السيئ لكم أن في أعناق هذا الشعب بيعة شرعية مباركة لقادته لايحيد عنها أبداً؛ لأنها بكل بساطة عقيدةوفخر وشرف، وهذه الأمور تفتقدونها ولا تستشعرونها، فأنى لكم ذلك وأنتم في كل أرض تنبحون وفي كل وادٍ تهيمون، وما يأتي منكم من هرطقات وافتراءات رخيصة لهي والله لدليل دامغ على نجاحنا ورقينا وتماسكنا، إضافة إلى أنها تشكّل وقوداً للاستمرار في مسيرتنا المظفرة...وختاماً وخلاصة القول فإن ما حدث وما سيحدث مستقبلاً من سيناريوهات رديئة مشابهة لا يخرج عن كونه (فيلم هندي).