«هل يمكن أن نتناول العمل الفني من زاوية عقلانية سعيًا لتقدير الفن؟» سيطر عليّ هذا التساؤل -ضمن أسئلة أُخرى- بعد التوصية الشديدة بمشاهدة الفيلم السينمائي الهندي المثير للجدل مؤخرًا «حياة الماعز»، ورصد ردات الفعل حوله التي تتفاوت بين المعتدل والحانق والمتشدد من فئات مختلفة في المجتمع السعودي الذي دارت أحداث كبيرة من الفيلم فيه.
ولمقاربة الموضوع بشكل أكبر؛ أرى أن ننطلق بالاتفاق أن «صناعة السينما» في العالم صناعة قديمة ومؤثرة ولها مدارسها المختلفة و«ثيماتها» التي تغلب عليها، حتى أن الفرد المتابع - قليلا - للسينما العالمية يُمكنه أن يحكم مبدئيًا على الفيلم حينما يعرف من مخرجه، أو منتجه، أو كادره البشري وغيرها، ويُقرر بناء عليه أن يخوض تجربة المشاهدة أو لا. وعليه فإن «صناعة السينما» التي تُعد تجربة حديثة في المملكة كممارسة مؤسساتية؛ إلا أنها تجربة عميقة لدى الأفراد كمشاهد، ومتابع، وناقد ذاتي منذ أيام سينما «الأحواش» حتى أول صالة سينما محلية، مرورا بالمنصات المفتوحة فضائيا. لهذا فإن رأي المشاهد السعودي للأعمال السعودية ينبغي أن يكون رأيا معتبرا، له تقديره كما ينبغي أن يكون له عمقه في التحليل، ووعيه في ردة الفعل التي تؤثر كثيرا في تقييم المنتج السينمائي أيا كان.
إن تناول فيلم «حياة الماعز» بصورة أكبر مما يحتمل سيمنحه الزخم المُراد له، لأنه إن حُلل فنيًا فهو عمل ركيك على عدة مستويات أهمها «الحوار» الذي يخلو منه فهو كثير الصراخ والبكاء غير المفهوم في سياقه. كما أنه يدور حول حالة فردية لشخصين يدين كل منهما النموذج الذي ظهرا به: المؤذي والمتسلط والذي لا يُمثل بطبيعة الحال مجتمعا بأكمله، ولسنا في حاجة لإثبات صلاحه أو فساده لأي كان لأنها صفات لن تجتمع بالمطلق في أي مكان. والشخصية الأُخرى الهشة، والغبية، والسطحية التي تصور للمتابع كمال الحياة التي حضرت منها برغم مغادرته لها، وهي أيضا لا تُمثل مجتمعا بأكمله. كما أن السينما الهندية عُرف عنها المبالغة الزائدة، والاعتماد على الغناء والرقص الذي عوّض عنهما في هذا الفيلم بالبكاء والتوهان لدقائق طويلة.
من هنا ندرك أهمية أن يكون المشاهد للأعمال السينمائية ليس مجرد مشاهد وحسب؛ بل أن يملك الحد الأدنى من النقد الفني الذي يمكنه على أقل تقدير أن يشاهد المنتج كـ(عمل فني) وحسب، بعيدا عن أي اعتبارات تخرج عن إطار النقد الفني. لهذا تبرز أهمية أن تولي المؤسسات الثقافية والتعليمية جهدا كبيرا في تأصيل فهم هذا النقد، علميا وعمليا، وأن يتزامن مع الصناعة السينمائية الحديثة في المملكة، بحيث يواكب هذه النهضة السينمائية الكبيرة وجود متلقٍ واعٍ بما يرى، وقادر على تحليله فنيا، أو على أقل تقدير عدم إخراجه من حدوده التي ينبغي أن يبقى فيها، وبالتالي حينما ينشأ الفرد بهذا الوعي الأدنى، والمقدرة – حين الاختصاص – على توليد نصوص وأعمال سينمائية واعية، ومؤثرة، ومميزة في سباق السينما العالمي.
ولمقاربة الموضوع بشكل أكبر؛ أرى أن ننطلق بالاتفاق أن «صناعة السينما» في العالم صناعة قديمة ومؤثرة ولها مدارسها المختلفة و«ثيماتها» التي تغلب عليها، حتى أن الفرد المتابع - قليلا - للسينما العالمية يُمكنه أن يحكم مبدئيًا على الفيلم حينما يعرف من مخرجه، أو منتجه، أو كادره البشري وغيرها، ويُقرر بناء عليه أن يخوض تجربة المشاهدة أو لا. وعليه فإن «صناعة السينما» التي تُعد تجربة حديثة في المملكة كممارسة مؤسساتية؛ إلا أنها تجربة عميقة لدى الأفراد كمشاهد، ومتابع، وناقد ذاتي منذ أيام سينما «الأحواش» حتى أول صالة سينما محلية، مرورا بالمنصات المفتوحة فضائيا. لهذا فإن رأي المشاهد السعودي للأعمال السعودية ينبغي أن يكون رأيا معتبرا، له تقديره كما ينبغي أن يكون له عمقه في التحليل، ووعيه في ردة الفعل التي تؤثر كثيرا في تقييم المنتج السينمائي أيا كان.
إن تناول فيلم «حياة الماعز» بصورة أكبر مما يحتمل سيمنحه الزخم المُراد له، لأنه إن حُلل فنيًا فهو عمل ركيك على عدة مستويات أهمها «الحوار» الذي يخلو منه فهو كثير الصراخ والبكاء غير المفهوم في سياقه. كما أنه يدور حول حالة فردية لشخصين يدين كل منهما النموذج الذي ظهرا به: المؤذي والمتسلط والذي لا يُمثل بطبيعة الحال مجتمعا بأكمله، ولسنا في حاجة لإثبات صلاحه أو فساده لأي كان لأنها صفات لن تجتمع بالمطلق في أي مكان. والشخصية الأُخرى الهشة، والغبية، والسطحية التي تصور للمتابع كمال الحياة التي حضرت منها برغم مغادرته لها، وهي أيضا لا تُمثل مجتمعا بأكمله. كما أن السينما الهندية عُرف عنها المبالغة الزائدة، والاعتماد على الغناء والرقص الذي عوّض عنهما في هذا الفيلم بالبكاء والتوهان لدقائق طويلة.
من هنا ندرك أهمية أن يكون المشاهد للأعمال السينمائية ليس مجرد مشاهد وحسب؛ بل أن يملك الحد الأدنى من النقد الفني الذي يمكنه على أقل تقدير أن يشاهد المنتج كـ(عمل فني) وحسب، بعيدا عن أي اعتبارات تخرج عن إطار النقد الفني. لهذا تبرز أهمية أن تولي المؤسسات الثقافية والتعليمية جهدا كبيرا في تأصيل فهم هذا النقد، علميا وعمليا، وأن يتزامن مع الصناعة السينمائية الحديثة في المملكة، بحيث يواكب هذه النهضة السينمائية الكبيرة وجود متلقٍ واعٍ بما يرى، وقادر على تحليله فنيا، أو على أقل تقدير عدم إخراجه من حدوده التي ينبغي أن يبقى فيها، وبالتالي حينما ينشأ الفرد بهذا الوعي الأدنى، والمقدرة – حين الاختصاص – على توليد نصوص وأعمال سينمائية واعية، ومؤثرة، ومميزة في سباق السينما العالمي.