مها عبدالله

الباندا العملاقة، تلك الحيوانات الرائعة ذات الفراء الأبيض والأسود، ليست مجرد حيوانات مميزة، بل هي أيضًا رمز. سأحدثكم عن معلومة ثقافية ودبلوماسية عالية المستوى تتعلق بالباندا، وتتميز بها الصين دونا عن غيرها من دول العالم.

الباندا ليس رمزًا طبيعيًا لدى الصين فحسب، هو رمزًا للثقافة الصينية والتقاليد. المميز هو أن الباندا له دور بارز في الدبلوماسية الدولية، حيث قد يكون أداة للتعاون بين الدول تعرف بـ«دبلوماسية الباندا». تعود هذه الممارسة إلى عدة قرون، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا وفعالية في عصرنا الحالي.

تستخدم الصين ( الباندا) العملاقة هدية للدول الأخرى كرمز للصداقة والتعاون. عادةً ما يتم إرسال الباندا إلى حدائق الحيوانات في البلدان الأخرى كجزء من اتفاقيات دبلوماسية. على سبيل المثال، في عام 1972، قدمت الصين هديتين من الباندا إلى الولايات المتحدة، وهما «تشينغ تشينغ» و«باو باو»، كجزء من سياسة «الدبلوماسية الباندا» التي ساعدت في تحسين العلاقات بين البلدين.

بهذه الدبلوماسية المميزة، تستخدم الصين رموزها الطبيعية في إبراز صورتها على الساحة الدولية، حيث إن وجود الباندا في حديقة حيوانات أجنبية يُعدُّ وسيلة للتعريف بالثقافة الصينية وتعزيز التفاهم بين الشعوب.

بعد ذلك.. تُعقد اتفاقيات بين الصين والدول الأخرى لضمان رعاية الباندا في الخارج، والمشاركة في برامج البحث والحفاظ على الأنواع. تتضمن هذه الاتفاقيات غالبًا التزامًا بالإسهام في جهود الحفاظ على البيئة والتعاون في الدراسات العلمية، وبالتالي يعد هذا رمزا لانطلاق التعاون بين البلدين في المجال البيئي.

زيارة الباندا في حدائق الحيوانات تعتبر جذبًا سياحيًا كبيرًا، ما يعزز السياحة ويجلب الفائدة الاقتصادية إلى البلد المضيف، ويُظهر جانبًا إيجابيًا من التعاون الدولي بين البلدين على المستوى الشعبي والثقافي.

«دبلوماسية الباندا» مثالًا على كيفية استخدام الرموز الطبيعية المحلية كأدوات لتعزيز العلاقات الدولية وبناء التعاون بين الدول.

أخيرًا.. العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية في نمو متسارع على جميع الأصعدة، وأهمها تبادل الثقافات المتعددة والمميزة لكل من البلدين.