دلال نايف الضبيبان

‏‏العولمة مصطلح يعبر عن ظاهره قديمة ادت الى جعل العالم كله قرية إلكترونية صغيرة تترابط أجزاءها عن طريق الاقمار الصناعية والاتصالات الفضائية

‏تلعب العولمة دورًا كبيرًا في جعل العالم كله بين يديك حيث غزت البيوت عن طريق( x ، انستغرام، فيس بوك) وغيرها من برامج السوشال مديا، حتى أصبح المحتوى الاتصالي العابر للحدود يوجه من القوى المسيطرة في العالم إلى الشعوب المختلفة.

‏‏ومن أبرز آثارها التفكك الأسري، عزلة الأفراد، التجانس الغربي، التبعية الثقافية وغياب الهوية.

كما افرزت العولمة ‏تأثيرات جديدة ارتبطت بالتقنيات ‏الحديثة ‏كالتنمر الإلكتروني والجرائم الإلكترونية وتشويه صورة الأديان السماوية في العالم، على سبيل المثال تشويه صورة المرأة المسلمة، وذلك من خلال الاعلام السلبي الذي يركز على الصور النمطية للمرأة المسلمة كمضطهدة، والمعايير الغربية التي تروج لمعايير جمال وسلوك تجعلها تبدو غير حديثة.

وكذلك بعض السياسات السلبية والخطاب السياسي خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو حقوق الإنسان التي تسهم في رسم صورة المرأة المسلمة كضحية تحتاج إلى "إنقاذ".

كما ادت العولمه إلى انتشار الألعاب الإلكترونية التي زادت نسبة جرائمها بين مستخدميها حسب ماكشفه تقرير "Cybercrime Report 2024" من "Cybersecurity Ventures" عن زيادة كبيرة في الجرائم الإلكترونية المرتبطة بالألعاب الإلكترونية، حيث تجاوزت الأضرار المالية الناجمة عن الاحتيال وسرقة الحسابات 2 مليار دولار في عام 2023.

كما ساهمت العولمه في تعزيز مفهوم الإسلاموفوبيا وامتهان صورة المسلمين حول العالم، وذلك عبر سلسله من الحوادث البارزة التي مازالت تداعياتها حتى الان منها أحداث 11 سبتمبر 2001 تليها نشر رسوماً مسيئة في صحيفة ''شارلي إبدو'' عام 2015 ثم الهجوم العنيف على مسجدين في كرايستشيرش عام 2019 و الهجوم على مسجد في جرينفيلد عام 2022 وحريق مسجد أوتاجو عام 2023 وآخرها الهجوم على مسجد في لندن عام 2024.

هذه الحوادث توضح كيف أن العولمة يمكن أن تغذي مشاعر الإسلاموفوبيا من خلال تعزيز الصور النمطية السلبية وصور العنف المرتبطة بالإسلام. العولمة قصة بدأت ولم تنته، عنوانها حربٌ بلا سلاح.