تعيش الأمهات العازبات في مجتمعنا تحديات كبيرة ليس أقلها النظرة الاجتماعية السلبية تجاههن، بل تجتمع معها تحديات أخرى لا تقل عنها ضراوة وصعوبة.
والأم العزباء، هي تلك الأم التي تتولى تنشئة ورعاية أطفالها وتلبية احتياجاتهم المختلفة في ظل عدم وجود الشريك إما بسبب الانفصال أو الوفاة.
وتعاني الأمهات العازبات في مجتمعاتنا من تحديات مجتمعية تتمثل بتعرضن للتهميش أو العزل، حيث يُصبح من الصعب عليهن التواصل مع المجتمع والتحدث عن مشاكلهن، كما يتعرضن كثيرا لضغوط مختلفة في سبيل الحصول على حقوقهن المشروعة مثل حقوق النفقة وحضانة الأطفال، وغيرها.
ووفقًا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء عام 2022 بلغ عدد المطلقات (54.193) مطلقة في الفئة العمرية من 30 إلى 34 سنة، وبلغ عدد الأسر التي لها ربة أسرة أنثى (702.929) أسرة.
ضغوط مالية
إلى جانب التحديات الاجتماعية تواجه الأمهات العازبات ضغوطًا مالية، وتكمن الصعوبة في معاناتهن لتأمين احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن المالية، وصعوبة تحمل تكاليف المعيشة الأساسية مثل الإيجار، وتوفير الطعام والملابس، وهو ما يضطر كثيرات منهن إلى البحث عن عمل لتحسين أوضاعهن المادية، لكنهن يواجهن صعوبات في إيجاد فرص في سوق العمل، خاصةً إذا كن من ذوات التحصيل التعليمي المنخفض، أو من تجارب العمل المحدودة، ناهيك عن رفض كثير من أرباب العمل تشغيل عاملة لديها ارتباطات مع صغارها ما يعني أنها تضطر للحصول على كثير من الإجازات الطارئة.
مبادرات داعمة
بغية تقديم الدعم للأمهات العازبات أطلقت جملة من المبادرات والبرامج الحكومية التي تعمل على تقديم الدعم لهن، فقد أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مبادرة «إحسان» التي تدعم النساء المطلقات لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لهن ولأولادهن.
كما أطلقت كذلك برنامج «سكني» لتسهيل امتلاك المسكن للأسر المستحقة بما في ذلك الأمهات العازبات، حيث يقدم البرنامج خيارات متعددة للتمويل السكني، بما فيها شراء وحدات سكنية جاهزة من السوق أو من مشاريع الوزارة تحت الإنشاء، كما يمكن الحصول على دعم بنسبة 100% على أرباح القروض السكنية التي تصل إلى 500 ألف ريال.
ومن المبادرات أيضا معاش الضمان الاجتماعي، وهو مبلغ مالي شهري للمستفيدين (وأموال هذا البرنامج من الزكاة)، ويقتصر الانتفاع منه على السعوديين المقيمين في المملكة إقامة دائمة ممن تتوافر فيهم الشروط المبيّنة في نظام الضمان الاجتماعي.
وإضافة للبرامج السابقة هناك برنامج كنف «بنك التنمية الاجتماعية»، وهو مُنتج تمويلي يهدف إلى دعم الأمهات العازبات (الأرامل والمطلقات) ومساعدتهن على تحمل أعباء الحياة وتحقيق الاستقلال المالي، ويبدأ مبلغ التمويل من 18 ألف ريال ويصل حتى إلى 30 ألف ريال سعودي.
وإضافة إلى المبادرات الحكومية، فإن عددا من الجمعيات الخيرية تُقدم مجموعة متنوعة من الخدمات مثل توفير سلال غذائية، وكسوة العيد، وكوبونات شرائية.
عملية مؤلمة
يشير الأخصائي النفسي طالب يحيى حسن إلى أن الأمهات العازبات يعانين، حيث يجدن أنفسهم مطالبات بإعادة تنظيم التكيَّف مع الحياة ومع الأطفال ومع نظرة المجتمع التي لا تزال إلى الآن نظرة عطف وضعف للأمهات العازبات، وربما في بعض الحالات نلاحظ أن البعض قد يلجأ إلى تعويض هذا النقص والبحث عن بديل إما عن طريق العلاقات الاجتماعية أو اختيار شريك حياة جديد.
كما شدد على أن وضع الأمهات العازبات يترك آثارا نفسية قد يُعاني منها الأطفال، مثل الصراع العاطفي، ومثل شعورهم بالتهديد والخوف المستمر، وقد يكبر بعض الأطفال وهم يحتفظون بتلك النظرة للمجتمع التي تكتسي بذات الشعور الذي عاشه الطفل أثناء انفصال والديه.
وعاد ليؤكد أن الأمهات العازبات يحملن مسؤولية كبيرة، خصوصا أن الأسرة حين تفقد جزءا من كيانها ترتب على عاتقهن حِملاً ثقيلاً نظير اختلاف الظروف، حيث تجد نفسها مطالبة بلعب دور مضاعف فهي ستأخذ مكان الأب أيضًا.
وأضاف: عامل التوعية مهم جدًا، ومن هنا نطالب ونشجع على إقامة دورات توعوية للتذكير بحقوق الأمهات العازبات، كما لا بد من توعيتهن وتهيئتهن لعالمهن الجديد. قصص شخصية
تؤكد نورة محمد، وهي أم عازبة (أرملة) لديها خمسة أبناء، أن ظروف الحياة سرعان ما تغيرت بعد وفاة شريكها، حيث باتت الأم والأب، وبات عليها مواجهة الظروف الصعبة حتى تكمل رسالتها في مواصلة تعليم أبنائها الذين تخرج بعضهم اليوم وصاروا على رأس العمل.
وأضافت مها أحمد، وهي أم عازبة (مطلقة) لديها 3 أبناء، وهي مستفيدة من برنامج الضمان الاجتماعي، أنها اختارت الانفصال عن شريكها وكانت على علم مُسبق بأن الحياة لن تكون وردية ولن تكون الطُرق مُيسرة أمامها، وقد لجأت إلى القانون لأخذ حضانة أبنائها.
حقوق للأمهات العازبات
أضافت المحامية سناء آل حترش أن هناك حقوقا قانونية للأمهات العازبات وأطفالهن، خصوصا المطلقات منهن، حيث يحق للمطلقة الاستقلال بذاتها وبأبنائها، ويحق لها المطالبة بحضانة أبنائها، ويحق لها المطالبة بإلزام والد أطفالها بنفقتهم، وبعد حصولها على الطلاق يتم توثيق الحضانة دون الرجوع للمحاكم، كما يحق لها استقطاع النفقة من حساب والد الأطفال الشخصي مباشرة.
ويحق للأمهات العازبات الاستفادة من عددٍ من البرامج الحكومية ومن بينها التسجيل بالضمان الاجتماعي.
أما الأمهات العازبات الأرامل فيحق لهن ولاية أطفالهن بعد وفاة آبائهم.
واقترحت آل حترش جملة مقترحات لتعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي للأمهات العازبات، منها تعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال تطوير برامج دعم مالي للأمهات العازبات، مثل منح مالية لتغطية الاحتياجات الأساسية، وتوفير خدمات استشارية نفسية واجتماعية للمساعدة في التأقلم مع التحديات، والتأهيل المهني والتوظيف، عبر توفير دورات تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الأمهات العازبات؛ مما يزيد فرصهن في الحصول على وظائف، وتشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية والثقافية مما يعزز الاندماج الاجتماعي، إضافة إلى دور الإعلام والمجتمع المدني في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأمهات العازبات، ودور المجتمع المدني، حيث يمكن للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية أن تعزز التوعية وتُقدم الدعم للأمهات العازبات من خلال برامج تثقيفية وورش عمل.
مقترحات لدعم الأمهات العازبات
- تعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال تطوير برامج دعم مالي لهن.
- توفير خدمات استشارية نفسية واجتماعية لهن لمساعدتهن في التأقلم مع التحديات.
- توفير دورات تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الأمهات العازبات مما يزيد فرصهن في الحصول على وظائف.
- تشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية والثقافية.
تعزيز دور الإعلام في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأمهات العازبات.
- تعزيز دور المجتمع المدني في جانب التوعية وتُقديم الدعم.
والأم العزباء، هي تلك الأم التي تتولى تنشئة ورعاية أطفالها وتلبية احتياجاتهم المختلفة في ظل عدم وجود الشريك إما بسبب الانفصال أو الوفاة.
وتعاني الأمهات العازبات في مجتمعاتنا من تحديات مجتمعية تتمثل بتعرضن للتهميش أو العزل، حيث يُصبح من الصعب عليهن التواصل مع المجتمع والتحدث عن مشاكلهن، كما يتعرضن كثيرا لضغوط مختلفة في سبيل الحصول على حقوقهن المشروعة مثل حقوق النفقة وحضانة الأطفال، وغيرها.
ووفقًا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء عام 2022 بلغ عدد المطلقات (54.193) مطلقة في الفئة العمرية من 30 إلى 34 سنة، وبلغ عدد الأسر التي لها ربة أسرة أنثى (702.929) أسرة.
ضغوط مالية
إلى جانب التحديات الاجتماعية تواجه الأمهات العازبات ضغوطًا مالية، وتكمن الصعوبة في معاناتهن لتأمين احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن المالية، وصعوبة تحمل تكاليف المعيشة الأساسية مثل الإيجار، وتوفير الطعام والملابس، وهو ما يضطر كثيرات منهن إلى البحث عن عمل لتحسين أوضاعهن المادية، لكنهن يواجهن صعوبات في إيجاد فرص في سوق العمل، خاصةً إذا كن من ذوات التحصيل التعليمي المنخفض، أو من تجارب العمل المحدودة، ناهيك عن رفض كثير من أرباب العمل تشغيل عاملة لديها ارتباطات مع صغارها ما يعني أنها تضطر للحصول على كثير من الإجازات الطارئة.
مبادرات داعمة
بغية تقديم الدعم للأمهات العازبات أطلقت جملة من المبادرات والبرامج الحكومية التي تعمل على تقديم الدعم لهن، فقد أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مبادرة «إحسان» التي تدعم النساء المطلقات لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي لهن ولأولادهن.
كما أطلقت كذلك برنامج «سكني» لتسهيل امتلاك المسكن للأسر المستحقة بما في ذلك الأمهات العازبات، حيث يقدم البرنامج خيارات متعددة للتمويل السكني، بما فيها شراء وحدات سكنية جاهزة من السوق أو من مشاريع الوزارة تحت الإنشاء، كما يمكن الحصول على دعم بنسبة 100% على أرباح القروض السكنية التي تصل إلى 500 ألف ريال.
ومن المبادرات أيضا معاش الضمان الاجتماعي، وهو مبلغ مالي شهري للمستفيدين (وأموال هذا البرنامج من الزكاة)، ويقتصر الانتفاع منه على السعوديين المقيمين في المملكة إقامة دائمة ممن تتوافر فيهم الشروط المبيّنة في نظام الضمان الاجتماعي.
وإضافة للبرامج السابقة هناك برنامج كنف «بنك التنمية الاجتماعية»، وهو مُنتج تمويلي يهدف إلى دعم الأمهات العازبات (الأرامل والمطلقات) ومساعدتهن على تحمل أعباء الحياة وتحقيق الاستقلال المالي، ويبدأ مبلغ التمويل من 18 ألف ريال ويصل حتى إلى 30 ألف ريال سعودي.
وإضافة إلى المبادرات الحكومية، فإن عددا من الجمعيات الخيرية تُقدم مجموعة متنوعة من الخدمات مثل توفير سلال غذائية، وكسوة العيد، وكوبونات شرائية.
عملية مؤلمة
يشير الأخصائي النفسي طالب يحيى حسن إلى أن الأمهات العازبات يعانين، حيث يجدن أنفسهم مطالبات بإعادة تنظيم التكيَّف مع الحياة ومع الأطفال ومع نظرة المجتمع التي لا تزال إلى الآن نظرة عطف وضعف للأمهات العازبات، وربما في بعض الحالات نلاحظ أن البعض قد يلجأ إلى تعويض هذا النقص والبحث عن بديل إما عن طريق العلاقات الاجتماعية أو اختيار شريك حياة جديد.
كما شدد على أن وضع الأمهات العازبات يترك آثارا نفسية قد يُعاني منها الأطفال، مثل الصراع العاطفي، ومثل شعورهم بالتهديد والخوف المستمر، وقد يكبر بعض الأطفال وهم يحتفظون بتلك النظرة للمجتمع التي تكتسي بذات الشعور الذي عاشه الطفل أثناء انفصال والديه.
وعاد ليؤكد أن الأمهات العازبات يحملن مسؤولية كبيرة، خصوصا أن الأسرة حين تفقد جزءا من كيانها ترتب على عاتقهن حِملاً ثقيلاً نظير اختلاف الظروف، حيث تجد نفسها مطالبة بلعب دور مضاعف فهي ستأخذ مكان الأب أيضًا.
وأضاف: عامل التوعية مهم جدًا، ومن هنا نطالب ونشجع على إقامة دورات توعوية للتذكير بحقوق الأمهات العازبات، كما لا بد من توعيتهن وتهيئتهن لعالمهن الجديد. قصص شخصية
تؤكد نورة محمد، وهي أم عازبة (أرملة) لديها خمسة أبناء، أن ظروف الحياة سرعان ما تغيرت بعد وفاة شريكها، حيث باتت الأم والأب، وبات عليها مواجهة الظروف الصعبة حتى تكمل رسالتها في مواصلة تعليم أبنائها الذين تخرج بعضهم اليوم وصاروا على رأس العمل.
وأضافت مها أحمد، وهي أم عازبة (مطلقة) لديها 3 أبناء، وهي مستفيدة من برنامج الضمان الاجتماعي، أنها اختارت الانفصال عن شريكها وكانت على علم مُسبق بأن الحياة لن تكون وردية ولن تكون الطُرق مُيسرة أمامها، وقد لجأت إلى القانون لأخذ حضانة أبنائها.
حقوق للأمهات العازبات
أضافت المحامية سناء آل حترش أن هناك حقوقا قانونية للأمهات العازبات وأطفالهن، خصوصا المطلقات منهن، حيث يحق للمطلقة الاستقلال بذاتها وبأبنائها، ويحق لها المطالبة بحضانة أبنائها، ويحق لها المطالبة بإلزام والد أطفالها بنفقتهم، وبعد حصولها على الطلاق يتم توثيق الحضانة دون الرجوع للمحاكم، كما يحق لها استقطاع النفقة من حساب والد الأطفال الشخصي مباشرة.
ويحق للأمهات العازبات الاستفادة من عددٍ من البرامج الحكومية ومن بينها التسجيل بالضمان الاجتماعي.
أما الأمهات العازبات الأرامل فيحق لهن ولاية أطفالهن بعد وفاة آبائهم.
واقترحت آل حترش جملة مقترحات لتعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي للأمهات العازبات، منها تعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال تطوير برامج دعم مالي للأمهات العازبات، مثل منح مالية لتغطية الاحتياجات الأساسية، وتوفير خدمات استشارية نفسية واجتماعية للمساعدة في التأقلم مع التحديات، والتأهيل المهني والتوظيف، عبر توفير دورات تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الأمهات العازبات؛ مما يزيد فرصهن في الحصول على وظائف، وتشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية والثقافية مما يعزز الاندماج الاجتماعي، إضافة إلى دور الإعلام والمجتمع المدني في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأمهات العازبات، ودور المجتمع المدني، حيث يمكن للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية أن تعزز التوعية وتُقدم الدعم للأمهات العازبات من خلال برامج تثقيفية وورش عمل.
مقترحات لدعم الأمهات العازبات
- تعزيز الدعم الاجتماعي والاقتصادي من خلال تطوير برامج دعم مالي لهن.
- توفير خدمات استشارية نفسية واجتماعية لهن لمساعدتهن في التأقلم مع التحديات.
- توفير دورات تدريبية وورش عمل لتطوير مهارات الأمهات العازبات مما يزيد فرصهن في الحصول على وظائف.
- تشجيع المشاركة في الأنشطة المجتمعية والثقافية.
تعزيز دور الإعلام في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأمهات العازبات.
- تعزيز دور المجتمع المدني في جانب التوعية وتُقديم الدعم.